قائد الطوفان قائد الطوفان

زيارة قائد حماس التاريخية إلى لبنان والجدل الدائر

صورة "أرشيفية" للكاتب
صورة "أرشيفية" للكاتب

وسام محمد

تصدرت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس المجاهد إسماعيل هنية لمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان يوم الأحد، اهتمام الصحافة العالمية والعربية والعبرية، وتصدرت صورته محمولًا على الأكتاف الصفحات الرئيسية للعديد من المواقع العالمية، والبحث في مضامين كلماته وتوقيت الزيارة ودلالاتها.

وأبدت الغالبية العظمى من القوى والهيئات الرسمية والشعبية في لبنان اعتزازها بهذه الزيارة التاريخية لقائد فلسطيني مقاوم، كرس حياته من أجل قضيته، فيما انزعج البعض من الزيارة لاعتبارات سياسية لبنانية قائمة على الانقسام اللبناني العميق في الرؤى والاستراتيجيات ومكانة لبنان، ومن الطبيعي أن ينزعج البعض من اللبنانيين من هذه الزيارة لأسباب عديدة أبرزها اعتقاد البعض أن (إسرائيل) ليست عدوًا، واعتقاد البعض الآخر أن هذه الزيارة لها ارتباطات إقليمية.

ممثل حركة حماس في لبنان د. أحمد عبد الهادي أوضح في مقابلة عبر قناة الجديد مع الإعلامي طوني خليفة حيثيات الزيارة وأهدافها وأبعادها، مؤكدًا أن الهدف الرئيس لزيارة دولة الرئيس إسماعيل هنية إلى لبنان، كانت للمشاركة في مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لتوحيد الجهود وإنهاء الانقسام الفلسطيني ومواجهة صفقة القرن، وفي هذا السياق، وسعيًا لتوضيح الأمور عند بعض الإخوة اللبنانيين وتطمينهم، يمكن التأكيد على النقاط التالية:

1-     جاء هنية إلى لبنان بطريقة رسمية وبموافقة الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية، وهي موافقة نابعة من حرص لبنان وسعيه لتحقيق إنجاز في القضية الفلسطينية، من خلال تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد جهودها ضد صفقة القرن وما ينتج عنها من مشاريع تستهدف القضية الفلسطينية برمتها بما فيها حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

2-     زيارة مخيم عين الحلوة جاءت بعد سلسلة زيارات لغالبية الجهات الرسمية في البلد، ولمعظم القوى السياسية اللبنانية، وزيارة مخيم عين الحلوة يأتي في سياق تأكيد الحركة على تمسكها بحق العودة للاجئين الفلسطينيين واهتمامها بأمن واستقرار هذه المخيمات وهو ما ينعكس إيجابًا على أمن واستقرار لبنان.

3-     زيارة المخيم لها بعد وطني فلسطيني بحت، ولا تخضع لأي تجاذبات هنا أو هناك، وهي زيارة نابعة من حرص حركة حماس بأعلى مستوى مسؤول فيها بالمخيمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

4-     الاستقبال الشعبي الذي حصل في مخيم عين الحلوة هو أمر طبيعي، بسبب ارتباط اللاجئين الفلسطينيين بقضية فلسطين ومقاومتها وقيادتها، وهذا ما يعكس العلاقة الروحانية التي تجلت بعمق وحفاوة الاستقبال، لأن الشعب الفلسطيني خارج فلسطين يتنسم عبق فلسطين من أهلها ورجالها، فكيف إذا كان الزائر قائد مقاومة ومطلوبا لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

5-     الدولة اللبنانية تكفلت بحماية إسماعيل هنية خارج إطار المخيم، فيما تكفلت الفصائل الفلسطينية والقوة الأمنية المشتركة حماية هنية داخل المخيم، وهو ما يعكس مدى التنسيق والتعاون بين الفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية اللبنانية.

6-     لم يخرق المقاوم هنية سيادة لبنان، ولم يصرح أي تصريح ضد أمن واستقرار البلد، وتركزت جميع تصريحاته على أهمية أمن واستقرار لبنان ومدى انعكاس ذلك على القضية الفلسطينية، "لبنان القوي يعطي قوة لفلسطين، ونحن مع أمن واستقرار لبنان"، لكن من الطبيعي أن يصرح فيما يخص المقاومة الفلسطينية في الداخل وأن يطمئن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأن المقاومة تجهز وتعد العدة لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وعندما أشار إلى أن صواريخ المقاومة الفلسطينية اليوم أصبحت تصل إلى "تل أبيب" وما بعد "تل أبيب"، فهو يقصد شمالًا وليس جنوبًا أي أن صواريخ المقاومة في غزة أصبحت تصل إلى "تل أبيب" وما بعدها، بعد أن كان مداها لا يتعدى بضع كيلومترات من حدود غزة.

7-     من حق الشعب الفلسطيني بكافة ألوانه وانتماءاته أن يفخر بهذه الزيارة لأول مسؤول فلسطيني بهذا المستوى يزور مخيم عين الحلوة منذ عقود، وهذا ما شهده مخيم عين الحلوة، وما سيشهده أي مخيم آخر في حال زيارة أي شخصية فلسطينية بهذا المستوى.

أخيرًا، إن ما شهده مخيم عين الحلوة من الزيارة نفسها وصولًا إلى الاستقبال وحفاوته يؤكد نقطة واحدة فقط، هي اهتمام المقاومة الفلسطينية بقضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وسعيها الدؤوب للعمل على تحرير فلسطين وعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي احتلوا منها عام 1948، وتمسك اللاجئين الفلسطينيين بقضيتهم وارتباطهم العميق بفلسطين.

المركز الفلسطيني للإعلام

البث المباشر