قائد الطوفان قائد الطوفان

تصريحات وردية وتفاؤل باتفاق مصالحة وشيك

الرسالة نت - محمد بلّور

طبخة قديمة على نار هادئة قد تنضج هذه المرة باتفاق فلسطيني-فلسطيني في ظل فشل المفاوضات وحتمية إنهاء الانقسام.

تصريحات حركتي "فتح وحماس" الأخيرة اتسمت هذه المرة بلون وردي مثل موافقة الطرفين على اللقاء في أي عاصمة عربية والحديث عن صندوق انتخابات وكأننا تجاوزنا خلافات الماضي .

زيارة الوفد المصري ممثلا بأحمد أبو الغيط وعمر سليمان لرام الله تشير أن أمريكا تريد هدوءا مرحليا في المنطقة وأن تعنّت "إسرائيل" أمام تجميد الاستيطان يدفع باتجاه الاتفاق .

حراك سياسي

يقرأ المحلل السياسي نعيم بارود الحراك السياسي الفلسطيني الحالي بأنه جاء نتيجة رفع الغطاء الأمريكي والفيتو من أمام عباس للحديث مع حماس.

ويقول لـ"الرسالة نت: "حاليا أمريكا خففت ضغطها على عباس منذ شهر حين التقى الأحمد بمشعل وهناك ليونة من فتح للقاء في أي عاصمة عربية " .

وأشار إلى أن الوفد المصري جاء لتحريك مياه المصالحة الراكدة حاملا رسالة أهم من أمريكا والحكومة المصرية تفيد أن أمريكا مهتمة بترتيب أوراق المنطقة .

وتساءل بارود المحاضر في الجامعة الإسلامية عن هدف الترتيبات الجديدة، متوقعا صناعة أمريكا لحدث كبير كخوض حرب تحتاج فيها إلى هدوء في الملف الفلسطيني .

أما المحلل السياسي وليد المدلل فيرى أن زيارة الوفد المصري هدفها ليس فلسطينيا بالدرجة الأولى بقدر ما هي رسالة أمريكية لضبط المنطقة.

وأضاف للرسالة نت:"الموقف الفلسطيني بالنسبة لعباس محكوم بموقف "إسرائيل" التي لا تجمّد الاستيطان ولا تحتكم للمرجعية الدولية والمفاوضات ومصر لا تستطيع التأثير على إسرائيل" .

 وشدد على اهتمام أمريكا حاليا بـ"انتخابات التجديد النصفي للكونجرس" وأن اوباما غير ملتفت للملف الفلسطيني رغم رغبته في تهدئة الملف أو إيعازه لبعض حلفائه للعب دور ما .

الملف الأمني

واتسمت تصريحات كل من قادة فتح وحماس بالإيجابية رغم وجود حزمة من الخلافات القديمة أهمها الاتفاق على شكل المؤسسة الأمنية في الضفة وغزة.

وأكد بارود أن لبّ الخلاف في الملف الأمني هو رغبة فتح في السيطرة التامة على الضفة الغربية المحتلة منفردة بينما تشترط حماس الشراكة في الضفة وغزة .

وأضاف:"رغم ذلك قرأنا مؤشرا إيجابيا قد يخرج باتفاق حول الملف الأمني عقب لقاء عزام الأحمد بمشعل" .

 أما المحلل المدلل فقال إن الخلاف حول الملف الأمني مسألة ممكن تجاوزها إن توفرت نيّة حقيقية للمصالحة.

ووصف الملف الأمني بأنه ملف معقد في ظل إيمان فتح بالتنسيق الأمني انطلاقا من اتفاق أوسلو ومشروع التسوية ورفض حماس لذلك بوصفه يتعارض مع المشروع الوطني.

الحرب والانتخابات

وجاءت تصريحات القادة الفرقاء هذه المرة عن صندوق الانتخابات القادم وكأنهم تجاوزوا كثير من العقبات ووصلوا إلى مرحلة ما بعد التوقيع والمصالحة .

وأعلن د. محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في تصريح صحفي أمس عن قبول حركته بنتائج أي انتخابات قد تجرى لاحقاً، قائلاً: "نحن في حماس سنقبل إذا اختار الشعب حركة فتح, وإذا اختار الشعب حماس على فتح قبول ذلك أيضاً".

وفي هذا السياق أكد  بارود أن الحديث عن صندوق الانتخابات والقبول بنتائجه كحديث على لسان قادة فتح وحماس الآن تحديدا يأتي كخطوة استباقية .

وأضاف:" كأنهم يقولوا المصالحة قريبة ونسعى باتجاه تعزيز العمل الاجتماعي فالصندوق أفضل الطرق للاحتكام ".

في حين ربط المحلل المدلل بين الحديث عن صندوق الانتخابات حاليا وملف المصالحة خاصة عقب انتهاء الفترة القانونية للرئاسة والمجلس التشريعي .

وأجمع المحللان على تفاؤلهما من توقيع اتفاق وشيك بين فتح وحماس قد يمهّد لمصالحة حقيقية في ظل فشل المفاوضات ورفض "إسرائيل" تجميد الاستيطان .

ولا تمكن المشكلة في الوصول إلى نهاية الطريق بإبرام اتفاق بين الفرقاء الفلسطينيين بقدر ما تكمن المشكلة في إمكانية هذا الاتفاق على الصمود ورؤية النور في شقي الوطن .

 

البث المباشر