لم يكن سهلًا على غزة أن تتكور حول حزنها، وصور المقدسيين وأبناء الضفة تصلها في باحات الأقصى، منشغلين بمشاركتهم عبر هاشتاق "صورتك في الأقصى".. كان عليها أن تفعل شيئًا غير الحزن!
غزة تنام وتصحو على حلمها الكبير بزيارة قريبة للمسجد الأقصى، يكبر ذلك الحلم كلما لمعت قبة الصخرة فينعكس بريقها على وجهها!
تتمنى هذه المدينة لو تصبح أسماء أبنائها التي وصلت عبر قصاصات ورق، صورًا وواقعًا لساعات فقط، يلتقطونها وخلفهم الأقصى مبتهجًا بهم!
المقدسيون وغيرهم من أبناء الضفة والداخل المحتل شاركوا في تحدي الصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالتغريد بصورهم في المسجد الأقصى على الهاشتاغ، بعد أن منعهم الاحتلال من الوصول إلى المسجد، وفرض قيودًا مشددة عليهم، بحجة سياسة الإغلاق التي يفرضها على مدينة القدس المحتلة للحد من تفشي فيروس "كورونا"، فماذا شارك أبناء غزة؟!
نُربي الأمل!
بين الحلم والواقع كان الأمل الذي يحيا عليه أهل القطاع، ذاك الذي لم تبدده يومًا حواجز المحتل وثكناته العسكرية في وجه غزة، مرورًا بسياسة تضييق الخناق على أهلها منذ عشرات السنين، وليس انتهاءً بالمنع من السفر!
ماذا نفعل؟ كان السؤال، وكانت الإجابة لدرويش "نفعل ما يفعله السجناء، وما يفعل العاطلون عن العمل، نُربي الأمل!".
التحدي الأكبر بالنسبة لأهل غزة لم يكن صورة في المسجد الأقصى فحسب، وإنما أن يستمر الأمل بذاك اللقاء يومًا، كان مهمًا ألا تنطفئ شعلة الشوق يومًا.
تدرك ابنة الجنوب الساحلية أن تحدي الصورة جاء تزامنًا مع مخططات إسرائيلية جديدة ومؤامرة تحاك ضد الأقصى، واستهداف واضح له، في ظل منع الاحتلال المقدسيين من الدخول إليه، وإتاحة المجال للمستوطنين المتطرفين لاقتحامه واستباحته في أعيادهم اليهودية، فتفاعلت غزة مع الهاشتاق رغم أنها لا تمتلك صورة لها هناك!
(إسرائيل) التي بدأت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 منع سكان القطاع من الوصول لمدينة القدس، عززت هذا المنع بعد اندلاع الانتفاضة الثانية (الأقصى) عام 2000، حيث منعت أهالي غزة والضفة بشكل كامل من الوصول إلى القدس، والصلاة في المسجد الأقصى.
فتيل شوق ويقين!
عبر صفحات الفيس بوك، أشعل أهل القطاع فتيل شوقهم بالأمنيات، أحدهم وضع صورة لاسمه وصل قبله للأقصى وينتظر أن يصل هو ليصلي هناك ويلتقط العشرات من الصور عله يشارك في تحدٍ جديد!
فلسطينية عمرها من عمر الانتفاضة الثانية حركت مشاعرها صور الفلسطينيين فأشعلت الحنين والأشواق في قلبها حبًا للمسجد الأقصى، وتوقًا لسجدة في رحابه، فشاركت بصورة لقبة الصخرة مع صورة لحسابها عبر الفيس بوك كانت احدى صديقاتها المقدسيات قد التقطته خصيصًا لها.
صور في الأقصى لا حصر لها، تتخيلها غزة هناك، يسكنها اليقين، لأنه وعد الله، ستلتقط واحدة عند قبة الصخرة، والأخرى عند المسجد القبلي، وعلى الأغلب ستكون لها ذكرى عند المرواني!"
ماذا تفعل غزة الآن؟ تتمتم بالدعوات كل مساء، تعيش على أمل جديد، حتى أنها استعانت ببرنامج الفوتوشوب، ووضعت صورة لها هناك في محيط الأقصى، ابتسمت للصورة ثم نامت!