قال مراسل الجزيرة إن المناطق الحدودية بين أذربيجان وإقليم قره باغ ما تزال تشهد تبادلا كثيفا للقصف بين الطرفين، حيث سقطت قذائف على بلدات وقرى حدودية أذرية على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد المراسل، عامر لافي، أن الاشتباكات بين الطرفين تبدو اليوم أقل حدة وكثافة مما كانت عليه خلال الليل، رغم استمرار القصف المتبادل.
وعلى الطرف الآخر من الجبهة قال مراسل الجزيرة، أمين ضرغامي، إن الاشتباكات متواصلة على كافة المحاور.
وقال إن منطقة غوريس شهدت، اليوم، اعتراض المضادات الجوية الأرمينية لأهداف جوية، من دون الكشف عن طبيعتها، مشيرا إلى أن أذربيجان أعلنت، أمس، أنها دمرت منصة إطلاق للصواريخ داخل الأراضي الأرمينية.
آخر التصريحات من الجانب الأذري
وذكرت وزارة الدفاع الأذرية أن القوات الأرمينية اضطرت للانسحاب والتراجع من محاور عدة من جبهات القتال بعد أن حاولت مهاجمة مواقع الجيش الأذري، فتكبدت خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، وفق قولها.
وقالت الوزارة إن الأوضاع ما زالت متوترة في مناطق إغدير، وآغدام، وفضولي، وجبرائيل، وهادروت.
وقد بثت وزارة الدفاع الأذرية صورا قالت إنها من داخل مدينة جبرائيل قرب الحدود مع إيران، التي كان الجيش الأذري قد أعلن السيطرة عليها في الرابع من الشهر الجاري.
وأعلنت أذربيجان منذ بداية المعارك في 27 من الشهر الماضي السيطرة على 43 قرية وبلدة، إضافة إلى مدينة واحدة هي مدينة جبرائيل.
كما أشارت إلى أن الجيش الأذري، تمكن من تدمير دبابتين، ومضاد طائرات، و4 منظومات صواريخ غراد، و3 مدافع، وعدد من الطائرات المسيرة، وناقلات الجنود، للجيش الأرميني.
ووفقا لمراسل الجزيرة، فقد أكد الرئيس الأذري إلهام علييف في مقابلة مع إحدى الصحف أن بلاده دمرت حتى الآن ما قيمته مليار دولار، بفضل الطائرات المسيرة التركية.
وفي تصريح آخر؛ قال علييف، أمس، الأربعاء، عبر تويتر إن جيش بلاده استعاد 8 قرى إضافية من "الاحتلال الأرميني"، وهي قره داغلي، وخاتون بولاك، وقره كوللو التابعة لولاية فضولي، بالإضافة إلى بولوتان، ومليك جانلي، وكمر تورك، وتكه، وتاغسير التابعة لولاية خوجاوند.
آخر التصريحات من الجانب الأرميني
في المقابل، قال وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان في تغريدة، بعد 5 أيام من صدور بيان موسكو المشترك في 10 أكتوبر/تشرين الأول بشأن وقف إطلاق النار، إن أذربيجان تواصل نسف تنفيذ الاتفاق بدعم ومشاركة مباشرة من تركيا ومن وصفهم بالمقاتلين الإرهابيين.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذرية شنت قصفا عنيفا على المحورين الشمالي والجنوبي من قره باغ صباح اليوم.
ونشرت وزارة الدفاع الأرمينية فيديو قالت إنه لعملية تدمير وحدة استطلاع أذرية في المحور الجنوبي الشرقي.
وأعلنت السلطات الأرمينية ارتفاع الحصيلة الإجمالية لقتلى قوات الدفاع الذاتي بقره باغ إلى 555، ولكنها أشارت إلى تكبد الجيش الأذري العدد الأكبر من الضحايا في صفوفه منذ اندلاع الحرب في 27 من الشهر الماضي، وفق قولها.
3 أسابيع من الحرب
وتستمر الاشتباكات بين القوات الأذرية والأرمينية للأسبوع الثالث على التوالي، من دون أن تلوح بوادر تهدئة رغم اتفاق الجانبين -عقب وساطة روسية- على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ السبت الماضي؛ لكنه لم يصمد.
وطالبت الأمم المتحدة طرفي النزاع بضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، محذرة من أن استمرار القتال سيؤدي إلى تفشي جائحة فيروس كورونا فيهما.
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي، الأربعاء، أن المنظمة الدولية تطالب أذربيجان وأرمينيا بضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار، والانخراط مع الرؤساء المشاركين من مجموعة مينسك في مناقشات هادفة.
وتأسست مجموعة مينسك -التي يشارك في رئاستها كل من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة- عام 1992 بهدف التوسط بين باكو ويريفان من أجل إيجاد حل سلمي لقضية إقليم قره باغ.
وانفصل إقليم ناغورني قره باغ قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي عن أذربيجان، مما أسفر عن حرب أوقعت 30 ألف قتيل في تسعينيات القرن الماضي، وتعترف الأمم المتحدة بالإقليم جزءا من أراضي أذربيجان.
ومنذ انفصال الإقليم تتهم أذربيجان أرمينيا باحتلال أراضيها، وقد دخل الطرفان في العديد من المواجهات العسكرية رغم سريان وقف لإطلاق النار عام 1994.
المصدر : الجزيرة + وكالات