قد تكون الولايات المتحدة قريبا الدولة التالية التي تطلق حملة تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، بعدما صوت الخبراء على التوصية بالموافقة الطارئة على لقاح "فايزر-بايونتيك".
وسجلت الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا في العالم جراء الفيروس، حوالى ستة آلاف وفاة نتيجة الوباء خلال 48 ساعة، وباتت حصيلتها الإجمالية تقارب 300 ألف وفاة.
وأوصت لجنة خبراء مستقلين وكالة الغذاء والدواء الأميركية ("إف دي إيه") بالترخيص لأول لقاح ضد كوفيد-19 طورته شركتا فايزر الأميركية وبايونتيك الألمانية.
ومن المتوقع أن تعطي الوكالة الضوء الأخضر في الأيام المقبلة، على أن تبدأ حملة التلقيح الأسبوع المقبل.
ووصف الرئيس المنتخب، جو بايدن، قرار خبراء اللجنة، التي شكلتها وكالة الغذاء والدواء، بأنه "نور يشع في مرحلة قاتمة بلا ضرورة".
وبعد المصادقة على اللقاح في الولايات المتحدة، يتعين توزيعه، وهي مهمة تنسقها الحكومة الفدرالية وعهد بها إلى القطاع الخاص.
وقال بايدن إن التوزيع سيطرح تحديا، طالبا من "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحصول على الجرعات التي فاوضت عليها مع فايزر وموديرنا، والعمل سريعا على صنعها على نطاق واسع للمواطنين الأميركيين والعالم".
وتتسارع خطط التلقيح في كل أنحاء العالم حيث أودى الفيروس بحياة ما لا يقل عن 1.58 مليون شخص منذ ظهوره في الصين في كانون الأول/ديسمبر 2019، وفقا لإحصاء أعدته وكالة "فرانس برس" استنادا إلى مصادر رسمية.
وتنتشر العدوى بشكل أسرع في أميركا الشمالية وأجزاء من إفريقيا، فيما بدأت الموجة الثانية في أوروبا الاستقرار وانخفض عدد الإصابات في آسيا والشرق الأوسط.
وأصبحت بريطانيا هذا الأسبوع أول دولة غربية تبدأ باستخدام لقاح فايزر-بايونتيك، لتليها كندا والبحرين والمملكة العربية السعودية.
وبينما بدأت روسيا والصين حملات تلقيح بلقاحات منتجة محليا، تنتظر دول الاتحاد الأوروبي بفارغ الصبر الضوء الأخضر.
كذلك، تختبر شركة "استرازينيكا" نهجا مشتركا جديدا، وأعلن فرعها الروسي أنه سيمزج جرعته مع لقاح "سبوتنيك-في" الروسي في تجارب سريرية.
ورغم الجهود المبذولة، عانت بعض اللقاحات من نكسات.
فقد أعلنت مختبرات الشركتين الفرنسية "سانوفي" والبريطانية "غلاكسو سميث كلاين" ("جي إس كي")، الجمعة، أن لقاحهما ضد كوفيد-19 لن يكون جاهزا قبل نهاية 2021، بعدما جاءت نتائج التجارب السريرية الأولى أقل مما كان يؤمل.
كما تخلت جامعة كوينزلاند في استراليا، الجمعة، عن مشروع لقاح بعدما أسفرت التجارب السريرية عن نتيجة إيجابية خاطئة لفيروس نقص المناعة البشرية بين الأشخاص المشاركين في مرحلة مبكرة من الاختبار.
بمجرد حصولها على الموافقة الرسمية من "إف دي إيه"، تأمل الولايات المتحدة في بدء تلقيح 20 مليون شخص هذا الشهر.
وسيكون نزلاء دور المسنين والعاملون الصحيون أول من يحصل على اللقاح.
ويزداد الزخم وراء لقاح "فايزر" خصوصا بعدما نشرت مجلة "نيو إنغلاند جورنال اوف ميديسين" العلمية المرجعية، الخميس، النتائج الكاملة للتجارب السريرية التي تظهر فاعلية بنسبة 95%.
لكن رغم ذلك، ما زالت هناك بعض الأسئلة العالقة، مثل ما إذا كانت ستظهر آثار جانبية أخرى مع متابعة أطول، ومدة فعالية اللقاح وما إذا كان سيحد من انتقال العدوى، وكيف سيعمل لدى الأطفال والحوامل والمرضى الذين يعانون من نقص المناعة.
وفي كندا، من المقرر أن تصل شحنات اللقاح الأولى إلى 14 موقعا، الإثنين، مع تلقي الأشخاص جرعات يفصل بينها يوم أو يومان.
وقالت ميشيل وهي من سكان تورنتو لوكالة "فرانس برس": "أنا متحمسة جدا. أريد أن أحصل على اللقاح في أسرع وقت ممكن لأني رزقت بطفل جديد".
ومن المقرر أن يحصل عليه أولا العاملون في مجال الرعاية الصحية والفئات الأكثر عرضة، بما في ذلك كبار السن.
وتسعى إسرائيل التي تلقت شحنتها الأولى من لقاح "فايزر"، الأربعاء، إلى طرحه في 27 كانون الأول/ديسمبر.
من جهة أخرى، قالت هونغ كونغ الجمعة إنها أبرمت صفقات لقاحات ضد كوفيد-19، إحداها مع شركة "فايزر" وأخرى مع "سينوفاك" ومقرها في بكين، مع خطط لإطلاق حملة تلقيح في أوائل العام 2021.
مع انخفاض معدلات العدوى في أوروبا بشكل طفيف، تخطط فرنسا لرفع تدابير إغلاق استمرت ستة أسابيع اعتبارا من الثلاثاء، لكنها ستفرض حظر تجول اعتبارا من الثامنة مساء، بما في ذلك ليلة رأس السنة الجديدة.
وأعلنت اليونان خططا جديدة الجمعة لخفض مدة الحجر الصحي للمسافرين الوافدين وإعادة فتح الكنائس لعيد الميلاد، بينما سمحت بإعادة فتح بعض الشركات الصغيرة مثل صالونات الحلاقة والمكتبات اعتبارا من الاثنين.
وفي عالم الرياضة، يعود بطل العالم لسباقات فورمولا واحد البريطاني، لويس هاميلتون، إلى المنافسة في جائزة أبو ظبي الكبرى من الجمعة إلى الأحد، بعدما أتت نتيجته في فحص كوفيد-19 سلبية "في مناسبات عدة"، بحسب ما أعلن الاتحاد الدولي للسيارات الخميس.