قائد الطوفان قائد الطوفان

عملية القدس رسالة ضد التنسيق الأمني

عملية القدس رسالة ضد التنسيق الأمني
عملية القدس رسالة ضد التنسيق الأمني

الرسالة نت – أحمد أبو قمر  

 تأتي عملية باب حطة في القدس، تذكيرا برفض الفلسطينيين المطلق للتنسيق الأمني الذي تنتهجه السلطة مع (إسرائيل).

عملية القدس التي نفذها الفتى محمود كميل (17 عاما) مساء الاثنين في حرم المسجد الأقصى، تأتي استكمالا لسلسلة من العمليات الفردية التي باتت خيار الفلسطينيين رفضا للواقع المأساوي والتضييق المستمر من سلطات الاحتلال بالتزامن مع التنسيق الأمني من أجهزة السلطة.

ونفّذ الشهيد أبو كميل عملية إطلاق نار من سلاح "كارلو" أدى لإصابة جندي صهيوني، ووفق القناة 12 العبرية، فإن الشاب الفلسطيني وصل إلى باب الأسباط وفتح النار على عناصر الاحتلال الذين فروا واختبأوا خلف أسوار البلدة القديمة، قبل أن يتوقف الشاب عن إطلاق النار بسبب عطل في سلاحه.

  رسالة للتنسيق

بدوره، أكد الأكاديمي والمختص في الشأن السياسي الأستاذ عبد الستار قاسم أن عملية القدس دلالة واضحة على أن الشعب الفلسطيني قادر على اختراق جميع الإجراءات التي يتخذها العدو (الإسرائيلي) والسلطة في الضفة لوقف المقاومة.

وقال قاسم في حديث لـ "الرسالة نت": "نرى أن الشباب الفلسطيني متحمس للدفاع عن أرضه في ظل عدو وجود بيئة مناسبة من ظلم ذوي القربي وقمع الاحتلال".

وأشار إلى أن السلطة لا تريد تغيير البيئة البائسة التي يمر بها الفلسطينيون، وانما "تزيد الطين بلة" من خلال تقبل الاحتلال وتبني إجراءاته بلعب دور "وكيل للاحتلال".

ودعا الفصائل للتحرك وصناعة بيئة جديدة في الضفة تؤدي إلى تغيير الوضع الراهن وانهاء التنسيق الأمني الذي يكبل المقاومة، مطالبا بإيجاد بيئة مساندة للفلسطينيين في حقهم المشروع برفض الاحتلال ومقاومته بالطرق كافة.

وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية الشهيد كميل، مؤكدة أنها رسالة للمتعاونين والمطبعين مع الاحتلال، وأنها تتوافق مع إرادة الشعب الفلسطيني الساعي لنيل حريته.

وأكدت الفصائل في بيانات منفصلة أن عملية باب حطة رسالة للمستوطنين أيضا، الذين يقتحمون ويستبيحون باحات المسجد الأقصى، داعين للالتفاف خلف خيار المقاومة باعتباره الطريق الأمثل.

من جهته، يرى الكاتب جبريل عودة، أن عملية باب حطة البطولية تأتي في سياق الرفض الشعبي لمشهد العدوان والمؤامرة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، "في زمن التطبيع الخياني الذي تتبناه بعض الأنظمة العربية ونشهد من خلاله تماهيا خبيثا مع الرواية الصهيونية".

وقال عودة إن العملية البطولية توصل رسالة للاحتلال: "بأنه ليس أمام الشباب الفلسطيني إلا الدفاع عن هوية القدس وعن المسجد الأقصى، حيث تقع المدينة وأقصاها في عين العاصفة التهويدية، والتي زادت وتيرتها بعد الهرولة التطبيعية الآثمة".

وأكد على أن الثورة قادمة وكل محفزات اندلاعها متوفرة، "فالعدوان الصهيوني يستهدف الإنسان والأرض والمقدسات في فلسطين، وينهش الأرض ويزهق الأرواح ويحاول طمس الهوية وتدنيس المقدسات وتهويدها".

وأشار إلى أن شباب الضفة لن يعجزوا عن أساليب المقاومة وطرق الوصول إلى القدس الأبية، قائلا: "سيكون لهم في كل شارع وميدان حكاية بطولة، ولن تقوى كل آلة القمع عن ردع أرواحهم الثائرة فالقدس تتربع في قلوب الأوفياء وتطلب منهم الفداء ولن يتأخروا".

وأضاف عودة: "ما يُسوّق له نتنياهو فرحا بالتطبيع العبثي الذي لا رصيد له في وعي الأمة المتيقظ سيزول وينتهي، ولن يبقى له أثر إلا الذكر السيء، وسينتهي الوهم لتسطع الحقيقة التي تهزم بحجتها الناصعة كل الأباطيل والأراجيف السوداء".

ولم تكن عملية الشهيد كميل هي الأولى في باحات الأقصى، فسبقتها خلال السنوات الأخيرة، عشرات العمليات التي أوقعت القتلى والجرحى في صفوف جنود الاحتلال المنتشرين في المدينة المقدسة.

البث المباشر