قائد الطوفان قائد الطوفان

تصريحات عباس تضع العربة أمام الحصان !!

الرسالة نت - كمال عليان

في الوقت الذي تمعن (إسرائيل) في إذلال قادة فريق أوسلو، عبر تقليص التسهيلات الممنوحة لهم، بدا رئيس سلطة فتح محمود عباس يحاول عرقلة جلسة استكمال حوار المصالحة المقررة الأسبوع المقبل في دمشق بين حركتي حماس وفتح برفضه إصلاح الأجهزة الأمنية، الأمر الذي دفع حركة حماس للتشكيك بنيته في تحقيق المصالحة، واتهامه بـ"وضع العصي في دواليبها".

ويرى محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" أن الهدف من هذه التصريحات هي وضع العراقيل والشروط المسبقة أمام المصالحة، موضحين أن عباس لا يريد المصالحة إنما هو يناور للضغط على (إسرائيل) للعودة للمفاوضات.

وكان عباس، أكد على أن السلطة لن توافق أبداً على اقتسام الأمن مع حركة "حماس" إذا ما طلبت ذلك خلال جلسة المصالحة المقررة في التاسع من الشهر الجاري في دمشق لبحث الملف الأمني الشائك.

اشتراطات مسبقة

المحلل السياسي الدكتور حسام عدوان أكد أن تصريحات عباس تمثل استباقا للأمور ووضع شروط مسبقة لإفشال الاجتماع المتوقع بين حركتي حماس وفتح، مبينا أن الخلاف بين الحركتين هو على برنامج وعقيدة هذه الأجهزة الأمنية.

وكان عباس قد صرح لجريدة "الأنباء" الكويتية الخميس الماضي: "كل شيء يمكن أن يكون خاضعاً للقسمة، المجلس التشريعي، الحكومة، إلا الأمن فلا يمكن إلا أن يكون بيد واحدة، ومرجعية واحدة، وقيادة واحدة"، مضيفا: "أما قصة اقتسام الأمن في غزة والضفة فهي غير مقبولة إطلاقا، وفي حال طرحت حماس ذلك فلن نقبل به أبدا".

ويرى المحلل عدوان أن تصريحات عباس التفافا على كل اتفاقيات صياغة عقيدة الأجهزة الأمنية وبرنامجها، محذراً من أن فريق أوسلو يسعى لجر حركة حماس لمربع التسوية ودمج أبنائها في أجهزة أمنية صممت لحماية الاحتلال.

ويشهد التنسيق الأمني بين سلطة فتح والاحتلال الصهيوني هذه الأيام أعلى مستوى منذ بدايته، الأمر الذي أدى إلى اندهاش الاحتلال من مدى التنسيق والأداء الجيد من قبل أجهزة فتح في قمع المقاومة في الضفة المحتلة.

استباقا لـ9-11

"هذه التصريحات لا تصب في طريق المصالحة وتعتبر استباقا لاجتماع المصالحة المنوي عقده الأيام المقبلة للاتفاق على الملف الأمني"، بهذه العبارة بدأ المحلل السياسي حسن عبدو حديثه ، موضحا أنه لا داعي لمثل هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات.

واتفقت حركتا "فتح وحماس" على عقد لقاء دمشق يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل (9/11)، لبحث الملفات العالقة في موضوع المصالحة الوطنية، وسيترأس المهندس إسماعيل الأشقر وفد حركة حماس من قطاع غزة.

وأضاف المحلل عبدو: "هناك تخوف من أن ذهاب حركة فتح إلى المصالحة هو رد على فشل المفاوضات مع الاحتلال واستخدامها كورقة ضغط على الإدارة الأمريكية والإسرائيلية"، مبينا أنه إذا كان هذا المبتغى من المصالحة فلا يوجد تفاؤل بنجاحها أبدا.

وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن قيادة الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أبلغت وفد فتح للحوار أنها لن تقبل بأي تعديلات جوهرية على بنيتها في حال التوصل إلى اتفاق مصالحة بين الحركتين.

إفشال المصالحة

واتهمت حركة حماس رئيس سلطة فتح محمود عباس، بإطلاق مواقف "استباقية لإفشال لقاء المصالحة" المقرر عقده في التاسع من الشهر الحالي في دمشق.

وقال القيادي في الحركة أيمن طه في تصريح سابق لـ"الرسالة نت" إن عباس "يضع العصي في الدواليب ويبدو أنه يسعى لإفشال لقاء المصالحة الذي من المفترض انتظار نتائجه"، مشيرا إلى أن حماس ستترك الملف الأمني لمجريات البحث والحوار مع "فتح" في لقاء المصالحة المقرر الثلاثاء المقبل.

ورفض عباس اتهام سوريا بأنها تتدخل بالقضية الفلسطينية، لكنه وجه أصابع الاتهام إلى إيران، متهما إياها بأنها تتدخل بشكل سلبي وتفرض أجندتها على حركة حماس، وتعرقل عملية التسوية، بل وتتدخل في كل المنطقة العربية في الخليج، اليمن، لبنان وفلسطين وكل مكان.. كما قال.

وهذا ما وصفه الدكتور محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس بـ"الممجوج"، مشدداً على أن الاتهام مرفوض، وليس له أي أساس على أرض الواقع، مشددا على أن عباس يخضع في قراراته للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، وبالتالي هو يريد أن يغطي على خضوعه باتهام "حماس".

البث المباشر