غزة – الرسالة نت
كعادته كل عام ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك يقوم "أبو أحمد " و إخوانه بشراء أضحية العيد و ذبحها أمام بيتهم مقابل 400 شيكل أجرة الجزار .. العام الماضي و بعد عملية الذبح قاموا بطهي بعضاً من كبد الذبيحة و تناولوها كطعام للإفطار.. و لم يك يخطر ببالهم أن تكون تلك الذبيحة مصابة بمرض الحمى المالطية لينتقل الفيروس لأجسادهم ويصيب جميع من تناول الكبد بالمرض..
ما جرى مع عائلة " أبو أحمد " لم يكن ليحدث بإذن الله لو قام بذبح أضحيته من خلال المسلخ البلدي المجهز بكافة الإمكانيات و المختصين لفحص الذبائح و التأكد من خلوها من الأمراض ..
و حتى لا يتكرر ما حدث لعائلة أبو أحمد مع غيره من العائلات أعلن المسلخ البلدي الحديث التابع لبلدية غزة جهوزيته الكاملة لإستقبال الأضاحي في عيد الأضحي المبارك و ذبحها و الكشف الطبي عنها.
و دعا المواطنين و أصحاب محلات الجزارة والمواطنين لذبح الأضاحي داخل المسلخ البلدي لتوفر الأطباء البيطريين أصحاب الخبرات والفنيين المتخصصين و الوقاية السليمة والفحوصات الطبية لتلك الذبائح.
قدرة استيعاب كبيرة
وعن آخر إستعدادت المذبح لإستقبال الأعداد الكبيرة من الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى المبارك، و المراحل التي تمر بها الذبيحة للتأكد من سلامتها و خلوها من الأمراض، أكد رئيس قسم التشغيل والصيانة في المسلخ البلدي ناصر مشتهى قدرة المسلخ البلدي على استيعاب الأعداد الكبيرة من الأضاحي، مشيراً إلي أن المسلخ البلدي يعد من أحدث المسالخ في المنطقة، ويعمل حسب أحدث النظم البيطرية والفنية .
و لفت إلى أن طواقم البلدية تقوم بعمل الصيانة الدورية اللازمة للمعدات بحيث يعمل المسلخ البلدي بكامل طاقته الإنتاجية والبشرية طيلة أيام عيد الأضحى.
وتصل الطاقة الإنتاجية للمذبح إلي 150 رأس من الأبقار و300راس من الضان والماعز في فترة العمل الواحدة، تتضاعف في أيام عيد الأضحى المبارك.
وأشار مشتهي إلي أن عملية ذبح المواشي تمر بعدة مراحل تبدأ بالكشف علي البهائم قبل عملية الذبح وبعد ها ومن ثم السلخ والتقطيع كما يتم مراعاة راحة الحيوان المذبوح عند الذبح والتي تؤدي إلي سرعة خروج الدم الذي يكون بيئة غنية لنمو البكتيريا مما يؤدي إلي نضوج اللحوم عند الطهي كما أن تفكيك الألياف بعد الذبح يحافظ علي لون اللحم الوردي ويمنع سرعة فسادها.
و أوضح أنه وبعد عملية الذبح والسلخ تخضع الذبيحة للتقطيع بالمناشير الآلية حيث يتم تجويفها وشقها إلي نصفين ليسهل فحصها وإجراء الكشف عليها من قبل الأطباء الذين يعملون علي فحص الكبد والقلب والرئة والرأس والأحشاء الداخلية للتأكد منها وخلوها من الأمراض وإجازة الطبيب البيطري المسئول لها حيث تكون تحت الإشراف الكامل من قبل المتخصصين في جميع المراحل.
فحص بيطري
د. محمد الجاروشة نائب مدير إدارة البيطرة و المسلخ في بلدية غزة أن خدمات المسلخ لا تقتصر على الذبح فقط بل تبدأ بفحص الذبائح قبل الذبح و التأكد من عدم وجود الأمراض و الفيروسات و الميكروبات التي تنتقل إلى الإنسان عبر الحيوان لحماية المواطن من أي أخطار صحية قد تنتج عن الاحتكاك بها.
و لفت الجاروشة إلى أن الخطوة التي تلي عملية الذبح الفحص البيطري للذبيحة و التأكد من أن لحومها غير مصابة بأي من الأمراض.
ولفت الجاروشة إلى أن صالات الذبح نظيفة ومعقمة دائما والتي تضمن عدم انتقال أية أمراض إلي اللحوم بعد ذبحها " ولهذه الأسباب السابقة نؤكد علي أن المستفيد من الخدمات التي يقدمها المسلخ هو المواطن بالدرجة الأولي".
أسعار رخيصة
ونصح الجاروشة المواطن الحرص علي نفسه وأسرته من أي مشكلات صحية تسببها عمليات الذبح الغير قانوني خارج المسلخ البلدي كما تحاول البلدية بكل ما تستطيع المحافظة علي سلامة المواطنين .
و أوضح أن أجرة الذبح في المسلخ لاتعدى 152 شيكل للعجول، و 40 شيكل للضان و الماعز، و هي أقل بكثير من الذبح خارج المسلخ مقابل الخدمات التي يقدمها المسلخ.
بدروه يؤكد الدكتور سمير الكباريتي الطبيب البيطري بالمسلخ أن الذبح خارج المسلخ البلدي يعرض الجزارين والمواطنين إلي خطر الأمراض المنتقلة من الحيوان إلي الإنسان أو العكس وذلك بسبب غياب الفحوصات البيطرية والطبية اللازمة للتأكد من عدم وجود الأمراض في الذبائح وتلوث الأماكن التي يتم فيها الذبح والأدوات المستخدمة مما يؤدي إلي انتقال ميكروب السالمونيلا المسبب للتسمم.
وأشار الكباريتي إلي عدم نظافة الجزار أو سلامة صحته يجعله وسيلة خطيرة لنقل الأمراض التي يحملها من خلال لمسه وذبحه للبهيمة لكافة أفراد الأسرة التي تستخدم هذه اللحوم.
وأكد الكباريتي علي أن عمليات الذبح الغير قانونية تسبب بوجود بمشكلات و مكاره صحية أخري عبر إلقاء مخلفات الذبح بطريقة سيئة في حاويات القمامة أو شبكات الصرف الصحي كما يحدث في أغلب الأحيان ويؤدي إلي تكاثر البكتيريا في تلك الأماكن وانتشارها وتكاثر الذباب والحشرات والقوارض الناقلة للإمراض بالإضافة إلي الانسدادات التي تحدث في شبكة الصرف الصحي والمشاكل الناجمة عن ذلك والذي يعمل علي كثرة الإصابات بالأمراض وخاصة صغار السن الذين يعتبرون فريسة سهلة لها نتيجة ضعف المناعة لديهم.