قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي إن بلاده لن تتردد في الدفاع عن نفسها، وسترد بقوة على أي تهديد لأمنها. وذلك بعد ساعات من تصريحات لرئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، التي قال فيها إن تل أبيب تعمل على وضع مخططات وسيناريوهات للتعامل مع المحاولات الإيرانية لتطوير قنبلة نووية.
وأضاف المندوب الإيراني أن (اسرائيل) تواصل -ما وصفه- بالكذب والخداع لإظهار أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا للمنطقة، معتبرا أن تل أبيب تهدف من خلال التهديدات إلى التعتيم على أسلحتها النووية وأفعالها التي تهدد استقرار المنطقة برمتها.
وقال إن (اسرائيل)فعلت كل ما في وسعها لهدم الاتفاق النووي المبرم مع طهران، وعلى المجتمع الدولي أن يكون حذرا من ذلك، مطالبا المجتمعَ الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه التهديدات الإسرائيلية.
(اسرائيل) تهدد
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي كشف -في وقت سابق- عن أن (اسرائيل) أعدت مخططا دقيقا لشن هجوم عسكري محتمل على إيران من شأنه أن يحبط أي محاولات للاقتراب من امتلاك قنبلة نووية.
وفي كلمة علنية نادرة، أكد كوخافي أنه طلب من فرقه العمل على وضع خطط جديدة للتصدي لما وصفه بأنه تهديد نووي إيراني في حال اتخذ قرار سياسي باستهداف طهران.
وقال -خلال مؤتمر نظمه معهد الأبحاث الدفاعية في جامعة تل أبيب- إن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب غير المسموح بها وأجهزة الطرد المركزي التي طورتها؛ مما يسمح لها بتسريع عملية تطوير قنبلة نووية، مشددا على معارضته العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني حتى لو تم إدخال تعديلات عليه، وطالب بإبقاء العقوبات المفروضة على طهران.
وأضاف "يجب مواصلة ممارسة الضغوط على إيران، ولا يمكن لإيران امتلاك قدرات لحيازة القنبلة النووية"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم 500 هدف في الشرق الأوسط في 2020، وقال إن العمليات الإسرائيلية في سوريا تهدف إلى منع استمرار الوجود الإيراني هناك.
ومنذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011 نفذت (اسرائيل) مئات الغارات الجوية، وأطلقت صواريخ على هذا البلد؛ مستهدفة قوات النظام السوري وحلفاءها الإيرانيين ومن حزب الله اللبناني.
البروتوكول الإضافي
وأمس الثلاثاء، هددت طهران بوقف العمل بالبروتوكول الإضافي الخاص بمراقبة وكالة الطاقة الذرية الأنشطة النووية الإيرانية في 21 فبراير/شباط المقبل إذا لم تلتزم باقي الأطراف بتعهداتها.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن فرصة أميركا للعودة إلى الاتفاق النووي وتنفيذ التزاماتها باتت محدودة، وقال إن "الحوار مع الولايات المتحدة غير مطروح حاليا، ولم يكن لنا أي اتصال مع إدارة بايدن، وأي تطور في ملف المفاوضات مرهون بتنفيذ القرار الدولي رقم 2231″، وهو قرار مجلس الأمن الدولي الذي أقر الاتفاق النووي المبرم.
وأكد أن طهران تنتظر الإعلان عن مواقف واشنطن الرسمية بشأن كيفية العودة للاتفاق النووي ورفع العقوبات المفروضة على بلاده، مضيفا "نأمل أن تتخذ واشنطن إجراءات عملية لتعزيز الثقة وإظهار حسن النية".
وفي عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأطلقت حملة لفرض "ضغوط قصوى" على طهران، عبر إعادة فرض ثم تشديد العقوبات الأميركية على إيران، التي ردت بالتخلي عن معظم التزاماتها التي نص عليها الاتفاق، لكنها نفت السعي لتطوير قدرة نووية عسكرية.
وتخشى السلطات الإسرائيلية أن يترافق وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض -الذي يعتبر أن سياسة ترامب حيال إيران كانت فاشلة- مع محاولة لإنقاذ هذا الاتفاق.
الجزيرة نت