أن تكون معتقلا على خلفية دفاعك عن حقك، أو معترضا على الانتهاكات التي يتعرض لها الأقصى، أو رhفضا لسياسة مصادرة الأراضي، أو بسبب دمعة سقطت حزنا على بيتك الذي هدمته جرافات المحتل، ذلك شيء يرفع الرأس ولا يقلل من قدرك شيئا، لكن أن تلقى في الزنزانة الجنائية مع مجرمي المجتمع الإسرائيلي، تلك سياسة جديدة هدفها النيل منك.
طريقة جديدة للتعامل الإسرائيلي مع أطفال القدس دون الثالثة عشرة، وهو اعتقالهم داخل زنازين جنائية، فيصبح رفقاؤهم في السجون القتلة وتجار المخدرات والمدمنون واللصوص، ما جعل الأهالي في حالة رعب على مستقبل أبنائهم، ومدى تأثرهم بمخالطة هؤلاء المجرمين خاصة أنهم دون السن القانونية للاعتقال أصلا، فالمعتقل طفل يريد المحتل أن يحوله إلى مجرم.
الاحتلال لا يحتاج لسبب كي يعتقل أبناء القدس، فالقدس شوكة في الحلق، يجب أن تخلو بشكل أو بآخر من أهلها، وكل الأسباب يمكن أن تجمع في سبب واحد، لأنك مقدسي فقط يمكن أن يكون هناك دائما سبب حاضر لاعتقالك.
وقد كان عام 2020 مخصصا للطفل المقدسي، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 400 طفل فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 سنة منذ بداية العام الجاري، وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وغالبيتهم من أطفال القدس المحتلة، وهذه الأرقام تنسب لتقرير خاص أطلقه نادي الأسير بمناسبة اليوم العالمي للطفل.
كما إن نحو 170 طفلاً فلسطينياً لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقلهم وتحتجزهم في سجون مجدو، وعوفر، والدامون، ومن جديد بدأت سياسة زجهم في السجون الجنائية مع المجرمين والقتلة الإسرائيليين.
قال المحامي المختص في قضايا القدس، خالد زبارقة، أن هناك قانونا واضحا يفرق في التعامل مع القاصر والبالغ، فهم أطفال قصر محتاجون للتأهيل وليس للعقاب، لكن الاحتلال يعاملهم معاملة المجرمين.
وبناء على ذلك، فإن السلطات الإسرائيلية تقصد هذه الطريقة في التعامل، بل هي طريقة مدروسة وممنهجة ضد الأطفال المقدسيين وفق تعبير زبارقة، وذلك بزجهم مع سجناء جنائيين؛ ليتأثروا بالجو الجنائي في مرحلة عمرية حرجة.
حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى أوضح للرسالة أن الاحتلال يدعي أن تلك السجون هي عبارة عن دور للتأهيل التربوي لكن في الحقيقة هذا المكان أشبه بسجن الأحداث".
وتكمن خطورة الأمر حسب عبد ربه في أن الأطفال يخضعون إلى نظام تربوي إسرائيلي لا يراعي اختلاف الديانات والمفاهيم والمبادئ، فهو في حقيقته غسيل دماغ ممنهج للأطفال في هذه السن بهدف تغيير مفاهيمهم حول الاستيطان والقدس والوطنية بشكل عام، فيخرج الطفل وقد تغيرت مفاهيمه كليا، ولا سيما الوطنية التي اعتقل لأجلها.