قائد الطوفان قائد الطوفان

عباس يحاول إزاحة البرغوثي عن الانتخابات الرئاسية

ارشيفية
ارشيفية

غزة-الرسالة نت

نوفمبر 2004 أعلن أمين سر حركة فتح في ذلك الوقت مروان البرغوثي تخليه عن الترشح للرئاسة ودعم مرشح الحركة محمود عباس في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2005.

قدورة فارس المقرب من البرغوثي نقل في ذلك الوقت رسالة شفوية من عباس يعد فيها البرغوثي بأن تكون كلمته مسموعة في اتخاذ السلطة قراراتها الاستراتيجية، وأن عباس يعتبر البرغوثي أحد ركائز الاستقرار في الأراضي الفلسطينية بعد رحيل الزعيم ياسر عرفات.

قبل 16 عاماً مهد البرغوثي لعباس الطريق نحو الرئاسة، لكن الأخير تخلى عن الوعود التي قطعها له، وحينما تمكن من الحركة أزاحه من عضوية اللجنة المركزية، بل وعمل على إقصاء مناصريه والمقربين منه من المناصب القيادية في جل الأقاليم.

أدار عباس ظهره للبرغوثي كثيرا واشتعلت الصراعات الخفية بين الرجلين على مدار السنوات الماضية ووصلت حد اتهام البرغوثي لعباس بإفشال اضراب (الكرامة) عن الطعام عام 2017.

تلك الصراعات ستكون المحرك الأساس لمشهد الانتخابات المنتظرة وخاصة الرئاسية المقرر عقدها نهاية يوليو المقبل، حيث قال حاتم عبد القادر، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، من مدينة القدس، إن البرغوثي "حتى اللحظة، عازم على الترشح لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية".

يأتي ذلك بعد أيام من اعلان رئيس الوزراء محمد اشتية، بأن رئيس السلطة محمود عباس، وزعيم "فتح"، هو مرشح الحركة لانتخابات الرئاسة.

إصرار البرغوثي حتى اللحظة على الترشح للرئاسة يثير قلق الرئيس عباس والمحيطين به وهم حريصون على بقاءه على رأس السلطة واستمرار الوضع القائم لفترة أطول.

هذا القلق دفع أبو مازن بإرسال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ في زيارة للبرغوثي في سجنه، بعدما وافقت إسرائيل بشكل استثنائي على طلب مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية للقاء الأسير البرغوثي.

القناة العبرية السابعة قالت أن الشيخ حاول إقناع البرغوثي، بعدم الترشح في انتخابات الرئاسة المقررة أواخر يوليو.

لكن التسريبات الصادرة عن اللقاء تشير إلى رفض البرغوثي فكرة عدم ترشيح نفسه. 

وفي هذا الاطار ما زالت سيناريوهات الرئاسة بعيدة، ومن الصعب التنبؤ بها في ظل هيمنة الرئيس عباس على كل السلطات والصلاحيات، ولكن يبدو أن البرغوثي عازم على خوض سباق الرئاسة، خاصة أن الوعود السابقة لعباس لن تكون مجدية للبرغوثي هذه المرة.

ترشح البرغوثي، الذي تشهد علاقته بالرئيس عباس أسوأ مراحلها، لن يجد ارتياحاً من أطراف فتحاوية، حيث أثارت عودته خلافات بين صفوف الحركة نفسها التي انقسمت إلى صفين بين مؤيد ومعارض لترشحه للانتخابات، وسط مخاوف من تحالفه مع “حماس أو تيار دحلان.

وتجري حالياً تحركات إقليمية ودولية من قبل أطراف فلسطينية للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن البرغوثي أو على الأقل الموافقة على مشاركة الأسرى في الانتخابات انتخاباً وترشيحاً.

وليس سراً أن البرغوثي يستمد التشجيع، في قراره "من ارتفاع شعبيته في الشارع الفلسطيني"، بحسب استطلاعات الرأي العام.

وقد أجرى مؤخرا، المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاع للرأي نُشرت نتائجه في 27 ديسمبر 2020، أظهر إن الجمهور الفلسطيني يفضل البرغوثي، كمرشح للرئاسة عن عباس.

وأظهرت النتائج أن رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، سيتفوق على الرئيس عباس، في حال نافسه على المنصب.

وقالت النتائج أيضا أنه لو جرت انتخابات عامة قريباً، فإن النسبة الأكبر من مؤيدي حركة "فتح" أكثر استعداداً للتصويت لقائمة يرأسها البرغوثي (في حالة قيامه بذلك) مقارنة بالتصويت لقائمة رسمية يضعها الرئيس عباس وقيادة حركة فتح.

وذكر الاستطلاع أن 25% من الأصوات، ستذهب لقائمة مستقلة يرأسها البرغوثي (إن قرر ذلك) و19% ستذهب لحركة "فتح" الرسمية.

وأوضحت النتائج أنه لو لم يترشح الرئيس عباس للانتخابات، فإن البرغوثي هو المفضل من بين مجموعة من المرشحين لتولي منصب الرئيس حيث تفضله في سؤال مغلق نسبة 37%.

وذكر الاستطلاع أنه لو اختارت حركة "فتح" محمود عباس، ليكون مرشحها الرئاسي، فإن نسبة 25%، تقول إنه الأفضل، فيما تقول نسبة 42% إن مروان البرغوثي أفضل منه.

والبرغوثي (63 عاماً) من قرية كوبر شمال غربي رام الله وسط الضفة الغربية، معتقل منذ 2002 في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وحُكم عليه بالسجن لمدة خمسة مؤبدات وأربعين عاماً بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح"، خلال انتفاضة الأقصى "الثانية" التي اندلعت عام 2000.

البث المباشر