قائمة الموقع

غزة قبيل العيد .. أسواق راكدة وبضاعة كاسدة

2010-11-14T08:31:00+02:00

الرسالة نت - محمد الدواهيدي

دائما ما تتأثر حالة الأسواق بالظروف المحيطة، وغالبا ما يرى الباعة في الأعياد والمواسم موعدا لقدوم الخير والبيع الكثير، إلا أن غزة وبسبب ظروفها الاستثنائية، بعيدة عن هذه القواعد، فقد يأتي العيد ولا يستطيع بائع الملابس تحقيق ما كان يرنو إليه من ربح، وقد يؤدي سبب ما إلى غلاء نوع من الخضروات أو الفواكه، فيعزف الناس عن شرائها لتبقى أمام بائعها تشكو له ويشكو لها.

تكثر الأسواق في قطاع غزة، حيث تعج بالباعة، الذين يأتون من مناطق مختلفة، حيث جرت العادة أن يكون لكل مدينة سوق خاص بها في يوم محدد من أيام الأسبوع، كما وتتنوع الأسواق حسب السلعة التي تباع فيها، فهناك أسواق مخصصة لبيع المواشي وأخرى لبيع الحبوب وأخرى للخضار وباقي السلع.  

قبيل العيد، كان لابد من استطلاع حال هذه الأسواق، خاصة في ظل الظروف السائدة على الساحة الفلسطينية، من حصار وتضييق ومنع الاحتلال إدخال كثيراً من البضائع من دخول القطاع.

البائع ياسر جبارة (21 عاما) يقول "حال الأسواق في موسم عيد الأضحى هذا العام يُبكى عليه، فالزبائن أصبحت تفضل السؤال عن الثمن دون التفكير بالشراء, وكله بسبب غلاء الأسعار الناتج عن الحصار المفروض على قطاع غزة بدرجة أولى، واحتكار التجار والتحكم في الأسعار بدرجة ثانية".

ويضيف "في بعض الأحيان يكون هناك ركود تام في البيع والشراء لدرجة أنه لا نستطيع تحصيل إيجار السيارة التي ننقل بها البضاعة من البيت إلى السوق, وفي بعض المرات نأتي إلى السوق ولا يكون لنا مكان نضع بسطتنا فيه".

ويتابع "جئت لبيع الأحذية كي أساعد والدي في المصاريف, بعدما قدمت الثانوية العامة لمدة عامين متتاليين ولم يحالفني الحظ, وذلك بسب تكاليف المعيشة والوضع الاقتصادي الصعب التي تعيشه عائلتي".

وطالب جبارة البلديات بتقسيم البسطات بالعدل بالأسواق, موضحاً في الوقت ذاته أن هناك أشخاص لديهم أكثر من بسطة في السوق ويضعون عليها عمال, وأن هناك موظفون مستنكفين يسابقون الباعة في حجز الأماكن في السوق.

أما البائع أبو شادي (35عاما) صاحب بسطة لبيع الملابس الرجالية في سوق "السبت" برفح، فيقول "كنت أعمل في السابق خياطاً وكانت حالتنا ميسورة, ولكن بعد الحصار على غزة توقف المصنع عن العمل ولجئت إلى بيع الملابس في الأسواق لخبرتي في أنواع الأقمشة".

ويضيف "في بداية عملي بالبيع كنت أجد قوتي وقوت أبنائي الثلاثة ولكن المواسم هذا العام مضروبة".

ويقول بعد أن حمد الله "أن السوق سيء هذا العيد, فنحن اليوم قبل ثلاثة أيام من العيد، حركة الشراء ضعيفة, ففي نفس الوقت في السنين الماضية كنا نبيع على الأقل بـ 7000 شيقل, ويوم الوقفة كان يصل البيع 12000 شيقل, أما اليوم فنزل البيع إلى 300 شيقل فقط".

وأوضح أن تأخر الشتاء هذا العام قد يكون سبباً أساسياً لتدهور حالة البيع على الملابس، معلقاً "في بعض الأيام ترى الفصول الأربعة فيتأنى الزبون في شراء الملابس الشتوية مثلا لحين ثبات المناخ".

وطالب المواطن أبو شادي بإيجاد فرص عمل لأصحاب الحرف المتضررين بسبب الحصار, وتوزيع البطالات والوظائف على كافة أبناء الشعب بالتساوي حتى تتقارب الطبقات المعيشية.

ويذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن ثلث الشباب في الأراضي الفلسطينية من الفئة العمرية (15-29 سنة) يعانون من البطالة بنسبة (32.2%) خلال الربع الأول من العام 2010.

أما الشاب محمد رمضان (22 عام) الطالب في كلية الإعلام، فقد أجل دراسته بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، ويعمل الآن بائعا للملابس.

يقول محمد "عملت في نقل البضاعة داخل نفق، وكان وضعي الاقتصادي جيدا حينها، وجمعت ما يكفيني للزواج, ولكن بعد ما تزوجت ضربت الطائرات الإسرائيلية النفق الذي أعمل فيه، وأصبح غير صالح للعمل، وبعدها لم أرزق بأي عمل دائم, ولجئت إلى العمل مع أصحاب البسطات في المواسم".

وتابع "الأعياد تمضي علينا كغيرها من الأيام فليس بمقدرتي أن اسعد أهل بيتي بلباس جديد أو بإحياء سنة الأضحية".

ويأمل محمد بأن تأتي الأعياد القادمة وقد رفُع الحصار عن الشعب الفلسطيني وتفتح أبواب الرزق على الجميع وتعود اللحمة والوفاق بين كافة الفصائل.

اخبار ذات صلة