تشير تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، يأمل بالوصول إلى رئاسة الحكومة في أعقاب انتخابات الكنيست القريبة، في 23 آذار/مارس الجاري. وذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الإثنين، أن خطة بينيت لتحقيق أمله هي أن تكون قوة معسكر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أي حزب الليكود والأحزاب الحريدية وتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، مع "يمينا" الذي لا يُحسب على معسكر نتنياهو، 61 عضو كنيست بعد الانتخابات.
وبحسب الصحيفة، فإنه في هذه الحالة، وفي محاولة لمنع نتنياهو من تشكيل حكومة، يتوجه بينيت إلى المعسكر المعارض لنتنياهو، الذي بات يوصف بـ"كتلة التغيير" - وتضم أحزاب "تيكفا حداشا" برئاسة غدعون ساعر، "ييش عتيد" برئاسة يائير لبيد، "يسرائيل بيتينو" برئاسة أفيغدور ليبرمان، حزب العمل برئاسة ميراف ميخائيلي وكذلك حزب ميرتس برئاسة نيتسان هوروفويتس – ويطرح عليهم أن يتولى رئاسة الحكومة، أو أن ينضم لحكومة يشكلها نتنياهو.
وأشار محلل الشؤون الحزبية في القناة 12 التلفزيونية، عَميت سيغال، مساء أمس أيضا، إلى هذه الخطة التي بلورها بينيت. وفي الوقت نفسه، يكرر بينيت القول مؤخرا، إنه "قررت ألا تكون هناك انتخابات خامسة". وأشارت الصحيفة إلى أن غاية هذه المقولة هي تبرير أي خطوة ينفذها بينيت بعد الانتخابات ووفقا لنتائجها، سواء الانضمام إلى نتنياهو أو إلى معارضيه.
كذلك يسعى بينيت، وفقا للصحيفة، إلى تكرار خطوته في نهاية العام 2019، عندما عيّنه نتنياهو وزيرا للأمن، بينما قال سيغال إن بينيت سيسعى في حال تسبب بنجاح نتنياهو بتشكيل حكومة وانضم إليه، إلى أن يتولى رئاسة الحكومة بالتناوب.
وأفادت الصحيفة بأن بينيت يعتزم إلى أن يطرح على زملائه في "كتلة التغيير" تشكيل حكومة طوارئ برئاسته، تركز عملها على أزمة كورونا والاقتصاد وتمتنع عن الانشغال بمواضيع قابلة للاشتعال. "وحكومة كهذه، بحسبه، تضع نهاية لحكم نتنياهو، ’وتعيد الدولة إلى حالة عقلانية"، وتؤدي إلى أن تكون الانتخابات التالية أيديولوجية ولا تتمحور على شخص واحد فقط".
واضافت الصحيفة أن بينيت مقتنع بأن اقتراحه سيكون مقبولا على رؤساء الأحزاب المعارضة لنتنياهو، وبضمنها حزب ميرتس، في حال تجاوز الأخير نسبة الحسم، حيث سيكون غير معني بانتخابات خامسة. وكان بينيت قد قال خلال محادثة شخصية إنه "لقد أقيمت في إسرائيل تحالفات معقدة أكثر من هذه" التي يطرحها.
ويتعمد بينيت في هذه المرحلة ألا يظهر انتماءه إلى أي معسكر، ولا يعلن رسميا أنه سينضم إلى حكومة برئاسة نتنياهو. كما أن بينيت سيواجه صعوبة في دفع نتنياهو إلى صفوف المعارضة، تحسبا من أن مؤيديه لن يصفحوا عنه لمنعه تشكيل حكومة يمين.
إلا أن مقربين من بينيت يعتبرون أنه حسم قراره الآن "بالخروج من ظل نتنياهو" وألا يبقى "الولد الذي يتلقى الصفعات" مثلما وصفه رئيس حزب الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش.
يشار إلى أن الغالبية الساحقة من الاستطلاعات التي نُشرت في الأسابيع الأخيرة توقعت عدم نجاح أي من المعسكرين بتشكيل حكومة، وأن قوة معسكر نتنياهو، مع بينيت، ستصل في أفضل الأحوال إلى 60 عضو كنيست. لكن التحسب من انتخابات خامسة من شأنه أن يغير الاصطفافات الحزبية في كلا المعسكرين.
من جهة ثانية، نقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان – 11)، مساء أمس، عن قياديين في الأحزاب الحريدية قولها إن ساعر طلب منهم ألا يرفضوا المشاركة في ائتلاف حكومة مع لبيد. وأضافوا أن ساعر يتخوف من إمكانية أن تمنع "ثقافة المقاطعة" تشكيل حكومة بديلة بعد الانتخابات.
ووفقا لـ"كان – 11"، فإنه الأحزاب الحريدية منقسمة فيما بينها حول مسألة ما إذا كانت ستدرس إمكانية الانضمام إلى ساعر وبينيت في حال فشل نتنياهو بتشكيل حكومة. ونفى ساعر هذه التفاصيل.
رغم ذلك، قال رئيس حزب شاس، أرييه درعي، أمس، إنه لا يرفض لبيد، لكنه أضاف أنه لا يرى احتمالا لأن ينضم حزب شاس إلى حكومة برئاسة لبيد. وقال درعي للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أمس، "لا أعتقد أن هذا ممكن لأننا سنشكل حكومة قومية برئاسة نتنياهو. ومريح للبيد ألا يهاجمنا الآن. ولم أرفض لبيد أبدا، وإنما هو الذي يرفضني وهو يتجاهلني الآن".
وتطرق درعي إلى انتقادات وجهها ساعر إلى الحريديين، وقال إن "غدعون نفسه ليس مقتنعا بما يقول. والدليل على ذلك أنه حاول هو وزملاؤه طوال أشهر تحديد موعد للقاءات وتخطيط الأمور. وهو يدرك أن الحريديين شركاؤه ومن دونهم لن يشكل حكومة. وهو يقول أمورا غير حقيقية من أجل إنقاذ المقاعد التي حصل عليها (بالاستطلاعات) بواسطة ضرب الحريديين. وهم في ذروة حملة انتخابية، وبعد الانتخابات بيوم واحد سيحاولون معانقة الحريديين".
عرب48