عام جديد يطل فيه الثامن من آذار على المرأة الفلسطينية، وهي تسترجع عبر الذكرى أرقاما خالدة تتغير كل عام، من الاعتقال والموت والصبر والوقوف على الحواجز، بأسماء جديدة تزيد القائمة كل يوم طولا.
وفي الجانب الآخر، لعل واقع المرأة الفلسطينية لا يختلف عن واقع المرأة العربية، بل هو جزء منه، ويمكننا أن نضيف إليه ما أضافه الاحتلال من واقع مرير على المرأة الفلسطينية.
ولعل المرأة المعتقلة والشهيدة والمناضلة، حاضرة وبقوة في صورة المرأة الفلسطينية في يومها العالمي إضافة إلى أن القائمة لم تخلُ من المرأة المتعلمة، فكانت الطبيبة، والعالمة، والكاتبة، والمهندسة.. نساء فلسطينيات وصلت أسماؤهن إلى العالم.
بالأرقام
بلغ عدد السكان المقدر في منتصف عام 2020 في فلسطين، حوالي 5.1 مليون نسمة؛ منهم 2.59 مليون ذكر بنسبة 51% و2.51 مليون أنثى بنسبة 49%.
وتتكفل المرأة الفلسطينية بالمسؤولية عن حوالي 11% من الأسر الفلسطينية بواقع 12% في الضفة الغربية و9% في قطاع غزة، وذلك بناءً على بيانات مسح القوى العاملة للعام 2019.
أما الوصول إلى مرحلة التعليم العالي فقد تفوقت المرأة الفلسطينية على الرجل حيث بلغت معدلات الالتحاق الإجمالية للذكور في المرحلة الثانوية حوالي 71% مقابل 91% للإناث.
كما بلغت نسبة الطالبات الملتحقات في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية 60% من مجموع الطلبة، وذلك وفق بيانات وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعام الدراسي 2018/2019.
وبنظرة إلى البطالة الفلسطينية فقد بلغت البطالة بين الشباب الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى معدل 52%، بواقع 68% للإناث مقابل 35% للذكور. كما بلغ معدل البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة 41%، مقابل 21% بين الرجال للعام 2019.
المقاومات
ولا زال يذكر التاريخ قائمة طويلة لنساء فلسطينيات ساهمن في مقاومة المحتل عبر تاريخ القضية الفلسطينية الطويل. فمنذ العام 1976 اعتقل الاحتلال أكثر من 16000 فتاة.
الفلسطينيات يتعرضن لشتى أشكال الاضطهاد والتنكيل من قوات الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرضن للقتل العمد والاعتقال الإداري، وهدم المنازل والترحيل القسري وتشتيت العائلات، ومصادرة الأراضي، ومنع الوصول للخدمات العامة كالتعليم والعمل والصحة وغيرها، إضافة إلى إرهاب المستوطنين اليومي ضدهن".
وما زال يقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي 43 أسيرة يعانين من ظروف قاسية، بحيث يتعرضن للتعذيب وسوء المعاملة ومنع الوصول للخدمات الطبية، خاصة في ظل الجائحة".
كما أن 732 امرأة من مناطق مختلفة بين القدس والضفة وغزة قد أُصبن جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهن وبالإضافة إلى 227 طفلة قاصر تعرضن للاعتداء والتنكيل على يد قوات الاحتلال وبدرجات متفاوتة.
وقالت الخارجية الفلسطينية، "منذ 30 مارس 2018 أصيبت أكثر من 2000 امرأة و600 طفلة خلال مسيرات العودة السلمية بإصابات مختلفة جراء استنشاق الغاز أو إصابات مباشرة بالرصاص الحي.
ولا زالت النساء الفلسطينيات في سجون الاحتلال وعلى المفترقات والحواجز في الضفة الغربية يتعرضن كل يوم لأشكال الاذلال الجسدي والعزل الانفرادي والعنف أثناء التحقيق معهن ويحرمن من أبنائهن جراء اعتقالهن في سجون الاحتلال.