قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة تستقبل رمضان بالفوانيس والزينة

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-مها شهوان

بالأحبال المضيئة والفوانيس تزين قطاع غزة لاستقبال شهر رمضان، الشوارع جميعها مضاءة وشبابيك المنازل تتدلى منها مصابيح على شكل نجوم وهلال، وأصوات الأغاني الرمضانية تخرج من بين الأزقة، والصغار يلهون ويرددون "حالو يا حالو رمضان كريم يا حالو".

طقوس كثيرة يحملها الشهر الكريم حين يهل هلاله، فرغم أنها تختلف من بلد لآخر إلا أن بعض العادات تتشابه، ويفضل المسلم الصائم أن يكون لرمضان هالته في كل شيء حوله داخل بيته أو خارجه.

ورغم أن الظروف الاقتصادية السيئة التي يعيشها الغزيين، إلا أنهم يبحثون عن أي فرصة للفرح، فمحلات الزينة الرمضانية أينما تولي وجهك، وبأسعار تناسب الجميع فيتراوح سعر الفانوس مثلا ما بين 10 إلى 70 شيكلا، ومع ذلك يصر الغزي على شرائها لإدخال البهجة والسرور على صغاره.

وبات واضحا في السنوات الأخيرة اهتمام الغزيين بشراء الزينة الرمضانية بعدما كانت تقتصر على فانوس واحد للعائلة، وبعد الإفطار كان الصغار يخرجون من بيوتهم للعب بالمفرقعات ثم ينتهي كل شيء.

اليوم اختلف كل شيء وتعددت أنواع الزينة من الحبال المضيئة والفوانيس مختلفة الأشكال والأحجام وحتى مفارش السفرة باتت تحمل رسومات رمضانية كصحن التمر والهلال، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل هناك أواني منزلية تحمل النقشات الرمضانية وتشتري خصيصا لاستقبال الشهر الكريم.

ويعتبر غالبية الأهالي الاقبال على اقتناء هذه الزينة تشجيعا لصغارهم وترغيبهم في الصيام، رغم أن ثمنها يأتي أضعاف سعرها في الأيام العادية، خاصة وأن موسم بيعها يشهد ارتفاعا في أسعار الشحن عالميا.

داخل محل للهدايا والزينة الرمضانية في سوق الشيخ رضوان، الازدحام شديد رغم تحذيرات اللجنة الحكومية لمكافحة فايروس كورونا من التجمهر داخل الأماكن، إلا أن البائعين بالكاد يسمعون زبائنهم، فالأصوات تتعالي من هنا وهناك "كرم وينك كم سعر الفانوس الخشبي (..) إبراهيم وين المساند المطبوع عليها تمر (..) محمود بدي كاساتمكتوب عليها رمضان كريم للقهوة".

ومع صوت الضجيج يتحمل الزبون الانتظار حتى يحصل على ما يريد وذلك حتى الساعة الأخيرة من الاغلاق الليلي.

يقول "أبو أحمد" صاحب أحد المحلات في شارع النصرويعمل في هذا المجال منذ سنوات:" ربما بفعل الحصار وما فعلته جائحة كورونا دفعت المواطنين للبحث عن بدائل للتنفيس عن كبتهم (..) هناك اقبال كبير على شراء الزينة والفوانيس، وهذا موسمنا للبيع فالمواطن لا يكترث كم سيدفع خاصة السيدات، دوما يبحثن عن كل شيء جديد مهما بلغ سعره".

وفي ذات الوقت يؤكد أن هناك أسعار في متناول الجميع، مبينا أن بضاعة العام الماضي تكون بسعر أقل ومحدودي الدخل يضطرون لشرائها.

تقاطعه الحديث السيدة " أم لؤي" وتبدو في الأربعين من عمرها لتطلب صحنا خشبيا للتمر، فسرعان ما أحضره لها، تحدثت "الرسالة" إليها وقالت:" في السابق لم يكن لدي اهتمام في اقتناء الزينة الرمضانية، لكن ما يعرض عبر مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الانستغرام يدفعني لاقتناء كل ما هو جديد"، معترفة في الوقت ذاته: صحيح لو ضلينا نجري ورا الانستغراميات راح نفلس لكن الفرحة حلوة".

وفي شارع العيون داخل مكتبة كبيرة متخصصة في بيع الهدايا، وبمجرد السؤال عن حبل للزينة، أجاب المحاسب سريعا " نفذت البضاعة".

يذكر أن قطاع غزة عدد سكانه حوالي مليوني نسمة وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، منهم ما يقارب الـ 232 ألف عاطلين عن العمل.

ووفق إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان كانت أواخر يناير 2020 فإن نصف سكان غزة يعانون الفقر، ومع ذلك يبحث الغزي برفقة امكانياته المادية المحدودة عن فرصة للفرح حتى ولو كانت عبارة عن حبل زينة مضيئ.

 

البث المباشر