قائد الطوفان قائد الطوفان

كيف تفسري لطفلك معنى الحرب وحق الوطن؟

qaEFs.jpg
qaEFs.jpg

الرسالة نت- وكالات

هناك أجيال من الأطفال يتعرفون في سنوات عمرهم الأولى على معنى الحرب من خلال وسائل الإعلام، وربما يصبح الألم أقرب مما يشاهدونه عبر الإعلام، فقد يعيشون في قلب الأحداث، ويصبحون جزءا من ضحايا الحروب.

وخلف ما تعيشه ملايين الأسر في مناطق الحروب والأزمات، هناك أطفال حرموا من أجمل سنوات العمر بعد ما عاشوا تحت القصف وتجرعوا ويلات الأعمال الإرهابية وجرائم الحرب، فكيف يمكن تقديم هذا العالم لهم، وإجراء مناقشات جادة تحترم استفساراتهم وتلطف ببراءتهم؟

على الرغم من صعوبة إجراء هذه المحادثات، فمن المهم تزويد الأطفال بمعلومات مناسبة لأعمارهم حول الحرب.

الحروب مخيفة بلا شك، حتى للبالغين، وبالنسبة للطفل الذي قد لا يفهم الحقائق أو يدرك أين تحدث الحرب بالفعل، فهذا أمر مرعب. حتى إذا حاولت منع صغيرك من رؤية صور الحرب، سواء كانت تعرض على التلفاز أو أي مكان آخر ، يجب أن تُبقي خطوط الاتصال مفتوحة، حتى ولو لم تكن تعيش في دولة تعاني من الحرب فهذا لا يعني أنه لا يجب عليك طرح الموضوع.

ابدأ محادثة مع طفلك

إن الحديث عن سبب قيام بعض الأشخاص بإيذاء الآخرين عمداً، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى الحرب، هو موضوع معقد. وبالنسبة للعديد من الأطفال، يمكن أن يكون الأمر مخيفًا ومزعجًا.

بدءًا من عمر حوالي 4 أو 5 سنوات، من المهم أن تكون منفتحًا لمناقشة الحقائق المحيطة بالحرب إذا طرحها طفلك. ومع ذلك، يجب طرح ذلك بطريقة تتناسب مع أعمارهم.

بصفتك أحد الوالدين، فإن مهمتك هي طمأنة أطفالك بأنهم آمنون، لأنه من الضروري أن يشعرون بالأمان. يمكن أن يكون بدء محادثة بسيطة أيضًا فرصة لتصحيح أي سوء فهم.

ولكن إذا لم يكن طفلك الصغير مهتمًا بالحديث عن الحرب، فلا داعي لإجباره على إدراك ذلك.

اكتشف ما يسمعه

إذا بدأ طفلك الحديث عن الحرب، حاول أن تعرف مصدر معلوماته، اطرح أسئلة مثل "هل يتحدث أي من معلميك عن هذا في المدرسة؟ هل تحدث أي من أصدقائك عن هذه الأشياء؟".

وبحسب الكاتبة آمي مورين، طبيبة نفسية ورئيس تحرير مجلة فيري ول مايند، قد يكون طفلك قد سمع أجزاءً من المعلومات وقد يواجه صعوبة في فهم الأشياء. أو ربما يكون قد شاهد تغطية إعلامية أغفلت أنه يمكن أن يشاهدها أطفال.

يمكن أن يمنحك تعلم ما يعرفه طفلك بالفعل نقطة بداية جيدة لمحادثاتك. كن مستمعًا جيدًا وأظهر أنك تستثمر في سماع ما يفكر فيه.

اشرح الغرض من الحرب

من المحتمل أن يرغب طفلك في معرفة سبب خوض الحرب. اجعل تفسيرك بسيطًا بقول شيء مثل "تهدف الحرب إلى منع حدوث المزيد من الأشياء السيئة في المستقبل".

قد تتحدث أيضًا عن الكيفية التي تهدف بها الحرب لحماية الشعوب. ووضح أن العنف ليس طريقة جيدة لحل النزاع ولكن في بعض الأحيان تقرر البلدان أنها بحاجة إلى بدء حرب للحفاظ على أمن الناس في المستقبل.

من المهم تزويد الأطفال بمعلومات مناسبة لأعمارهم حول الحرب (بيكسابي)

ضبط المشاهدة

عادة، يجب أن يكون الآباء صادقين مع أطفالهم. ومع ذلك، هذا لا يعني أنك بحاجة إلى إرباك طفلك بمعلومات غير ضرورية.

وتنصح كاثرين لي، كاتبة متخصصة بشؤون التربية، في مقال على موقع فيري وِل فاميلي VeryWellFamily بأن تجعل مناقشاتك مناسبة للمستوى العمري وتوخي الحذر، فآخر شيء تريده هو أن يخرج طفلك من الحديث وهو يشعر بخوف أكبر من الحرب. لا تقلل من خطورة الحرب، ولكن ضع في اعتبارك أنه لا يحتاج إلى معرفة كل التفاصيل الدموية لما يحدث.

التزم بالحقائق دون التحدث كثيرًا عن نطاق التأثير. ولا تتنبأ بما قد يحدث بعد ذلك، أو تتحدث عن كيفية استمرار حدوث أشياء مروعة في المستقبل. وحافظ على تركيزك على التسامح بدلًا من الانتقام.

ومع ذلك، بمجرد أن يصل طفلك إلى سنوات المراهقة أو ما قبلها، فقد يبدأ في مشاركة آرائه الخاصة حول الحرب، ولن تعرف أبدًا ما إذا كان سيتوافق مع أفكارك.

حاول احترام آراء أبنائك، حتى إذا كنت لا توافق عليه بشدة، وامتنع عن المجادلة حول ذلك أو التعبير عن آرائك بطريقة غاضبة.

شاهد التغطية الإعلامية مع الأبناء في عمر المراهقة، ولكن من المهم تقييد التغطية الإعلامية للصغار لأن المشاهد المزعجة التي يتم عرضها بالنشرات الإخبارية يمكن أن تكون مؤلمة للغاية لأطفال ما قبل المدرسة أو المدارس الابتدائية.

في المقابل، أنت تعرف بشكل أفضل مدى نضج طفلك، ومقدار المعلومات التي يمكنه التعامل معها، وعلى هذا الأساس يمكنك تحديد ما يمكن قوله وما ينبغي التوقف عنده، لكن لا تستمر في الحديث إذا شعرت أن طفلك لا يحتمل المزيد، وفي أي حوار ينبغي أن يشعر بالأمان.

لا تستمر في الحديث إذا شعرت أن طفلك لا يحتمل المزيد (بيكسلز)

تعلم قيمة التعاطف

غالبًا ما يشعر الأطفال بمزيد من الأمان والثقة عندما يعلمون أن هناك شيئًا يمكنهم فعله للمساعدة، يمكن تعليمهم أنه رغم الحرب يمكننا مساعدة الآخرين، كدعم الأصدقاء أو التبرع بالدم أو بالدواء والغذاء، إلى جانب الصور المختلفة من الأعمال التطوعية.

وأخيرا، من الطبيعي أن يشعر طفلك بالقلق والارتباك والانزعاج من مشاهد الحرب، لذلك راقب حالته النفسية، إذا شعرت بتغيير مزاجي لعدة أيام متواصلة، أو أعراض مثل نوبات القلق ومشكلات النوم أو التبول اللاإرادي أو التأتأة في الحديث أو الصراخ والبكاء بدون سبب واضح، فيجب حينها عرض الأمر على الطبيب المختص.

المصدر : مواقع إلكترونية

البث المباشر