منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، التفت الشعوب العربية أمام الوسائل الإخبارية لمتابعة ما يجري من أحداث، حتى خرجوا في مظاهرات تندد بالانتهاكات التي ترتكبها (إسرائيل) ضد المدنيين ويطالبون بحرية ونصرة غزة والقدس.
مشاهد التضامن كانت واضحة عبر ما نشر من صور وفيديوهات على صفحات التواصل الاجتماعي، فمنذ اليوم الأول رفعت اليمن علمها بجانب الفلسطيني ليخرج مواطنيها إلى الشوارع مرددين "القدس عربية، وتحيا غزة".
يقول الصحافي اليمني فاروق مقبل لـ "الرسالة": التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس وليد حدث معين، بل جميعنا يؤمن بأن القضية الفلسطينية جزء من قضيته الدينية والأخلاقية والقومية (..) ولن تجد أي مواطن في الشارع يتردد في التعبير عن موقفه لما يحدث في قطاع غزة والشيخ جراح والمسجد الأقصى"، مؤكدا أن فلسطين تعتبر هوية ووجود في الجمهورية اليمنية.
وبحسب مقبل، فقد خرج اليمن من كل الميادين والمحافظات الشمالية والجنوبية وباختلاف انتماءاتهم في مسيرات حاشدة تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وايقافه، لافتا إلى أن غزة اليوم وحدت اليمن بكل أطيافه.
أما في سوريا وتحديدا مدينة إدلب ذكر محمد العلي أن منذ اللحظة الأولى التي وقعت الأحداث في المسجد الأقصى وغزة، والمواطن السوري يتابع ما يجري بأول بأول كون فلسطين أولويه لهم.
وذكر "للرسالة" أنه في السابق حين كانت تقع الأحداث في فلسطين يكون تعاطف السوريين انساني فقط، لكن اليوم وبعد سنوات من الحرب والدمار هناك باتوا يتألمون عند كل صاروخ ينزل على المدنيين، مبينا أنهم باتوا يدركون المعنى الحقيقي للنزوح والموت بغارة العدو لذا طيلة متابعتهم لأحداث غزة ينفرون من مشاهد الدمار ويشعرون بالوجع أكثر من ذي قبل.
ويؤكد العلي وهو صحافي أيضا أن جميع السوريين في حالة تضامن مع الأقصى وغزة، مشيرا إلى أن البلدة التي يسكنها فيها حوالي 4 مليون نسمة وجميعهم في حالة تضامن مع الاحداث ويتناقلون أحدث الاخبار التي تأتي من غزة.
وإلى جمهورية مصر العربية والجارة الجغرافية، فمنذ اللحظات الأولى خرجت المسيرات التضامنية في عدة محافظات رفضا لما يجري في غزة والقدس، تقول صفاء عبد الرحمن:" حفظت الأغاني الوطنية الفلسطينية، فكل يوم زوجي يفتحها ويردد معها بكل حماس (..) كل خبر يأتي من غزة يتضمن الشهداء واستهداف المدنيين والأبراج نشعر فيه".
وتابعت:" منذ أسبوع الحياة معطلة في بيتنا كحال الكثير من المصريين (..) جميعنا يتسمر حول التلفاز أو يتبع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحين نخرج لنقضي حاجاتنا الأساسية، فإجازة العيد قضيناها في البيت دون أي مظاهر احتفالية".
وفي ليبيا رفع العلم الليبي في ساحة الشهداء وسط العاصمة طرابلس وخرج المئات من المتضامنين مع الاحداث في غزة وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
وأكثر المتابعين لما يجري في غزة والقدس من البحرين وذلك جليا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويعبرون عن سخطهم بعد تطبيع مملكتهم مع الاحتلال الإسرائيلي، غالبية المغردين من يقيمون خارج المملكة.
إحدى السيدات وهي تدعى لولوة تقول "للرسالة": القضية الفلسطينية ليست ملك الفلسطينيين بل هي قضية كل عربي مسلم، حاولوا حرف الأنظار عن القدس وغزة لكن هذه الصحوة العربية ستحرر القدس قريبا"، مضيفة: نحن لا نتضامن مع القدس وغزة بل مع أنفسنا كون القضية عربية إسلامية.
ولاتزال المسيرات التضامنية مع أحداث غزة وما يجري في القدس والشيخ جراح مستمرة في تونس ولبنان والأردن فالكل يهتف " بالروح بالدم نفديك يا غزة"، فمشاهد الدماء التي تسيل من الأبرياء الأمنيين في بيوتهم فضحت كذبة الاحتلال الإسرائيلي بادعائه أنه يقصف مواقع للمقاومة.