قائد الطوفان قائد الطوفان

معاقو غزة يصرخون: حياتنا في خطر!

الرسالة نت- مها شهوان

بمجرد أن تقذف الطائرات الحربية صواريخها على بيوت المدنيين، يحاول السكان الهرب إلى الشارع أو لمكان يحميهم، في محاولة للنجاة بالنفس في ظل قذائف قضت على مربعات سكنية كاملة.

في التصعيد الأخير أكثر ما كان ملفتا هو تلقي أصحاب المنازل اتصالات من الاحتلال تبلغهم بضرورة ابلاغ الجيران واخلاء المكان خلال خمس دقائق، والا ستقصف البيوت فوق رؤوسهم، فلك أن تتخيل وضع تلك العائلات في حال كان لديها فرد من ذوي الإعاقة.

وخلال التصعيد ارتقى ستة شهداء من ذوي الإعاقة، لم يتمكنوا من الاخلاء فباغتتهم الصواريخ الإسرائيلية، والعشرات منهم فقدوا أدواتهم التي تساعدهم كالسماعة والعكاز الطبي والكرسي المتحرك، عدا عن لجوء بعضهم من سكان المناطق الحدودية إلى المدارس دون توفر أدنى سبل الحماية.

الشابة مي الخطيب تعاني الإعاقة البصرية وتعيش برفقة والدتها وشقيقها الكفيف ووالدها المقعد شمال القطاع، تقول بحرقة: "كنت أجلس في غرفتي حتى وجدت نفسي في الصالة بعد قصف بيت جيراننا (..) دوما أحاول أن أكون قوية لكن هذه المواقف من الصعب تخطيها تحت الصواريخ".

وتضيف: "الناس العاديين يدركون أين سيذهبون لكن نحن وضعنا مختلف، فعند القصف أفزع ولا أعرف اين أختبئ (..) بصعوبة كبيرة تمكنا من إخلاء البيت مرتين بعدما تحسست الطريق برفقة أخي فيما كان وضع أبي المقعد أكثر صعوبة".

وتطالب الخطيب المؤسسات المختصة بضرورة تعليم ذوي الإعاقة عبر دورات متخصصة كيفية الاخلاء في الحروب، مشيرة إلى أن هذا التصعيد هو الأسوأ وأفقدها السيطرة على اعصابها، فالرماد في كل مكان ويشوش على ما تبقى من بصر لديها.

أما نهال حافظ – 27 عاما- وتعاني الإعاقة الحركية تقول" لم أشعر بالخوف خلال المعارك السابقة، لكن اليوم أخشى القصف كثيرا كونها المعركة الأعنف والاصعب فالجميع مستهدف دون استثناء".

وتحكي "للرسالة" أنه في كل وقت يتملكها الخوف وتتساءل: هل سأنجو مثل كل مرة؟ هل سأبقى على قيد الحياة بعد انتهائها؟ في كل لحظة أفكر كيف سأهرب من الموت وأنا من ذوات الاعاقة، من سيكون أسرع هذه المرة الموت أم النجاة؟

تصمت قليلا وتكمل: "أرتعب من فكرة أننا قد نضطر لترك البيت في أي لحظة، لأنني لا أعرف هل سأنجو أم لا، خاصة وأنني أسكن في بيت يعيش فيه عدد من الأطفال الصغار وأنا على رأسهم من ذوي الاعاقة، ولدي صعوبة في الحركة والتنقل (..) أنظر إلى أخي الوحيد تارة وإلى أمي الكبيرة في السن تارة، وأتساءل من سينتشلني إن حدث شيء، كيف سيجازف أخي ويحارب لوحده من أجل إنقاذ الجميع؟".

تلك المخاوف باحت بها نهال، فهي طيلة الوقت تتابع الأخبار وتترقب حدوث تهدئة لتعود الحياة إلى طبيعتها.

ما يفزع ذوي الإعاقة هو عدد الشهداء والمصابين الذين أصيبوا بفعل اعاقاتهم المختلفة، كما حدث مع الشهيد اياد صلاح من دير البلح حين أطلق جنود الاحتلال قذيفة في منزله أدت إلى وفاته مع زوجته الحامل وطفلته.

                    الإخلاء وقت الطوارئ

يقول محمد العربي رئيس نادي السلام لذوي الإعاقة:" في هذه الأوقات العصيبة يعاني ذوو الإعاقة أكثر من ذي قبل، فغالبا ما ينساهم ذووهم عند عملية الاخلاء أو يكونون عبئا على عوائلهم لأن الشخص العادي إن كان يحتاج دقيقة ليخرج من بيته يستغرق المعاق وقتا أطول".

وأضاف: "هناك مشاكل يعانيها ذوو الإعاقة المتواجدين في المدارس بعدما نزحوا من بيوتهم، حيث خسر عدد منهم كرسيه المتحرك، أو سماعته أو علاجه، لذا يعانون في تلك الأماكن كثيرا"، مشيرا إلى معاناة الأمهات داخل تلك المراكز كبيرة خاصة مع أطفالهم ذوي الإعاقة الذهنية.

ولفت العربي "للرسالة" إلى أن كثيرا من المؤسسات تحاول الوصول إلى تلك المدارس لمساعدة ذوي الإعاقة في توفير احتياجات أبنائهم من علاج وغيره، مشيرا إلى أن هناك 128 ألف معاق في قطاع غزة ولا يمكن الوصول إليهم في الوقت الراهن لسد احتياجاتهم.

وبحسب قوله فإنه في المرحلة المقبلة بعد انتهاء التصعيد باتت هناك حاجة ملحة لتدريب ذوي الإعاقة على الاخلاء وقت الطوارئ.

البث المباشر