قائد الطوفان قائد الطوفان

اقتحام جديد للأقصى ومراقبون يرونه استعراضا

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت-رشا فرحات

قبل يومين اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأقصى عقب صلاة الجمعة التي عبر فيها المقدسيون عن فرحهم ونصرهم بإنجاز المقاومة في قطاع غزة بعد توقف الاقتحامات لثلاثة أسابيع، وهي أطول فترة يتوقف فيها المستوطنون عن اقتحام الأقصى منذ عام 2003 .

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 20 إصابة نتجت عن هذا الاقتحام تتفاوت ما بين إصابات بالرصاص المعدني والمطاطي أطلقت على المصلين.

وفي ذات السياق اقتحمت اليوم الأحد مجموعة من المستوطنين باحات الأقصى المبارك للمرة الثانية بعد وقف العدوان على غزة.

وقال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى المبارك إن قوات الاحتلال ضيقت على المصلين اليوم ما قبل صلاة الفجر، حيث منعت الشباب من الدخول للصلاة في الأقصى وعملت على إخلاء ساحات الأقصى منذ ساعات الفجر الأولى، متخوفا من أن يكون هذا الاقتحام هو بداية لاقتحامات أكبر وأكثر عددا.

الباحث المختص في قضايا القدس الدكتور عبد الله معروف يرى أن الاحتلال كان يسير بخطى ثابته نحو تقسيم زماني للأقصى والآن اضطر أن يوقفها رغماً عنه حتى هدأت المواجهات، وبعدها رجع باقتحام وصفه معروف بالرمزي، قائلا: (حتى الصحفي المتطرف أرنون سيجال سماه قبل قليل اقتحاماً رمزياً)، مع منع من هم تحت سن 45 سنة من المسلمين من دخول المسجد الأقصى، وبمجموعات مقتحمين لا تزيد على 20 شخصاً!

ويرى معروف أن حرب الاحتلال مع غزة كان لها تأثير كبير على طريقة تعاطي الاحتلال مع قضية الأقصى والشيخ جراح، قائلا: بالرباط الشعبي وتحت النار بقي الأقصى سالماً من الاقتحامات، وفي أول لحظة اطمأن فيها الاحتلال لغياب العنصرين عاد لاقتحام الأقصى مباشرة.

ويلفت معروف إلى أن الإحلال الديني في المسجد الأقصى هدف مركزي لحكومة الاحتلال؛ وهي لذلك لا تتراجع عنه إلا لحظة اصطدامها بما يردعها مباشرة، ثم تستأنفه بعدها على حد توقعه. وشدد على أنه لا حماية للأقصى إلا بتحريره، وعلى هذا الطريق لا بد أن يتواصل الرباط وتتواصل الإرادة الشعبية وتستمر المـقاومة ورفض مشروع الاحتلال بكل شكلٍ ممكن" 

الكاتب في الشأن المقدسي زياد ابحيص رأى أن محاولة الاقتحام التي أقدم عليها الاحتلال يوم الجمعة واليوم هي محاولة للقول بأنه لم يكن ملزما بوقف النار مع غزة ثم ضيق الخناق على الشيخ جراح من جهة أخرى،  كل هذا أسماه ابحيص :"  استعراض الجسارة الأجوف" وهو منهج متكرر لدى الاحتلال.

 

ويقول بحيص إن المقاومة في غزة شكلت فاعلاً مركزياً يُحسب حسابه في الوعي والقرار الصهيوني إلى جانب الإرادة الشعبية والرباط، وإلى جانب العمليات الفردية، وهذا ما بدى جلياً في تأجيل حسم الشيخ جراح وإغلاق باب اقتحام الأقصى لليوم 18 على التوالي ولأطول فترةٍ منذ 2003.

ويضيف الكاتب :" لقد انتقلنا على مدى 6 سنوات من 2015 حتى اليوم من معادلة ردع قائمة على خوف المجهول، إلى الخوف الصهيوني من عملياتٍ فردية، ومن هباتٍ وإرادة شعبية ورباطٍ عفوي ورِث الرباط المؤسسي، ومن مقاومة مسلحة في غزة يمكن أن تُعمل سـيفها في المعركة في أي وقتٍ تختاره هي.

البث المباشر