كل شيء تغير وبات مختلفا بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، فبعدما كان اليأس يدب في قلوب الفلسطينيين عاد الأمل يحذوهم بقرب التحرير حسب رؤيتهم وذلك بعد ما سطرته المقاومة من نصر على المحتل لتثبت أنه رغم أسلحته الحربية إلا أنه أوهن من بيت العنكبوت.
بعد الأحداث الساخنة التي شهدتها الأراضي المحتلة في غزة والضفة والقدس واللد، ومقاومة الشباب للمحتل بأبسط الأدوات، أدرك جيل بأكمله أن لن يزور المدن والقرى المحتلة فقط، بل سيدحر الاحتلال وستنتهي "إسرائيل".
مؤخرا اجتاح وسم "غرد كأنها حرة" منصات التواصل، وأطلق المغردون العنان لمخيلاتهم كيف ستبدو فلسطين بعد أن تكون حرة، منهم تخيل نفسه يصلي في الأقصى ويزور أقاربه في جنين ثم يعود إلى بيته في رفح، وذاك مقدسي تخيل أنه وعائلته يستجمون على شاطئ بحر غزة.
الهاشتاق الذي ضم محتوى لشكل فلسطين بعد التحرير، ضم في الكثير من التغريدات عليه صورا تاريخية وقديمة لفلسطين.
الوسم الافتراضي رغم أنه خياليا، إلا أنه أظهر رؤية مشتركة لدى شريحة واسعة من الجمهور العربي والفلسطيني، وحلم مشترك يجمع فيما بينهم، وهو زوال الاحتلال وعودة الأرض إلى أصحابها.
وغردت رسامة الكاريكاتير أمية جحا من غزة:" أجمل شيء عملته اليوم في القدس لما شاركت أهلها في مسح الأسماء العبرية من شوارعها، ورجعنا أسماءها العربية الأصلية".
وتوالت المنشورات التي غردت بها الرسامة، حتى ظن البعض أنها فعلا هناك وباتت تأتيها الأسئلة كيف وصلت ، وطلبوا منها أن تدعوا لهم في المسجد الأقصى، عدا عن دعوتها من العشرات من سكان الضفة الغربية لزيارة منازلهم.
أما الصحافية سميرة نصار كتبت عبر صفحتها الفيسبوك :"كانت أمنية ابنتي صفا رائد أن تبتاع قلادة من سوق باب العمود فبعد أن صلينا الجمعة في محراب مسجدنا الأقصى تمشينا الي متجر قديم قدم الفلسطيني هناك، فاشترينا قلادة مقدسية الصنع والعبق".
لم يقتصر التغريد على الفلسطينيين، بل عبر عنه الكثير من النشطاء العرب مثل خالد جاد مصري الجنسية، فكتب: لما فلسطين تتحرر هقطع تذكرتي على القدس وهروح أتمشى في حواري البلدة القديمة وزقاق الأقصى وأكل أحلى مسخن أصلي من هناك وأقابل أصحابي المقدسيين اللي عايشين في القدس ونطلع نلف القدس على رجولنا كعب داير ونروح حي الشيخ جراح وبطن الهوى ونأخذ صور مع الجداريات وأهالي الحي ونفضل سهرانين في ساحات الأقصى قدام قبة الصخرة نحكي ونتسامر لحد الفجر، نصلي ونقعد لحد الشروق ونفطر أحلي فطار مقدسي تحت ضل شجر الأقصى."
وتابع:" وبعد كده نروح نزور أهالينا في غزة ونسمع قصص البطولة والصمود ونتسامر مع الأهالي والشباب لحد الصبح ومن مطار غزة نركب طيارة الرجوع لمطار القاهرة".
أما الشاب أحمد من حيفا غرد بطريقة إعلانية ظن المتابعين أنها حقيقة حين كتب:" اعلان للجميع مجموعة شباب وعائلات تنوي تنظيم رحلة من كل المدن القرى الفلسطينية، تل الربيع، الخليل رام الله، الخ، وجهتنا الأولى صلاة الجمعة بالمسجد الاقصى بعدين نروح على حيفا ويافا والبحر الميت، نشوف جمال فلسطين من النهر الى البحر".
واحتل وسم " غرد كأنها حرة" المركز الأول في فلسطين والأردن، فقد عبر النشطاء من خلاله عن آمالهم بزوال الاحتلال الإسرائيلي وعودة الحياة إلى فلسطين وشعبها ومقدساتها، وتداولوا صورا قديمة للحياة في فلسطين، وشاركوا تصميماتهم لصورها بعد تحريرها.