قائد الطوفان قائد الطوفان

وسط الحديث عن صفقة.. مؤشرات التقدم غائبة

وسط الحديث عن صفقة.. مؤشرات التقدم غائبة
وسط الحديث عن صفقة.. مؤشرات التقدم غائبة

غزة- محمود فودة

 يتزايد الحديث حول مفاوضات صفقة الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، خصوصا في أعقاب انتهاء العدوان الأخير على غزة، لكن وسط غياب لمؤشرات ملموسة تتعلق ببدء المفاوضات وإحراز تقدم بها.

وفي المقابل، تتحدث تسريبات إعلامية عن أن وفد عسكري من حركة حماس وصل العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تفاصيل صفقة تبادل الأسرى وذلك عبر مفاوضات غير مباشرة مع وفد أمني إسرائيلي سيزور القاهرة بذات التوقيت، بحسب ما أفادت صحيفة "العربي الجديد".

ووصل الوفد بقيادة مروان عيسى، المعروف بنائب رئيس أركان كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، بعد ساعات من وصول وفد سياسي من حماس إلى القاهرة، يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الثلاثاء.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مصرية خاصة مطلعة على الوساطة بين الحكومة الإسرائيلية، وفصائل المقاومة في القطاع قولهم إن "خطوة كشف كتائب القسام عن التسجيل الصوتي لأحد الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس في غزة، جاءت بترتيب مع الوسيط المصري"، مشيرةً إلى أن ذلك كان مطلبا من الجانب الإسرائيلي خلال إحدى مراحل التفاوض، بهدف تحريك الملف داخل الأجهزة الإسرائيلية المعنية.

وذكرت أن الأمر استغرق وقتا طويلا، لإقناع كتائب القسام بتلك الخطوة، حيث اعتبرتها في البداية تتعارض مع أحد شروطها الخاصة بالصفقة، والمتعلقة بإطلاق سراح الاحتلال الأسرى، الذين أعاد اعتقالهم، من المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، كخطوة أولية للكشف عن مصير وطبيعة الأسرى الذين في أيدي الحركة.

وبحسب المصادر، فإن الوفد الإسرائيلي الذي سيضم قيادات أمنية في جهازي "الشاباك" و"الموساد"، سيأتي إلى القاهرة لبحث تصور مصري عرض على المسؤولين هناك، بشأن الصفقة، ومراحلها، مشددة على أن "الفرصة الحالية هي الأنسب لتمرير الصفقة المعطلة منذ أكثر من 7 سنوات".

ولعل من أبرز المؤشرات الغائبة عن ساحة الصفقة، تنفيذ شرط حركة حماس بالإفراج عن كافة أسرى صفقة وفاء الأحرار، كخطوة أولى قبل الإعلان الرسمي عن مصير الأسرى الإسرائيليين في يد حماس من حرب عام 2014.

وكذلك من المؤشرات التراجع عن قانون الكنيست الإسرائيلي الذي تم إقراره نهاية عام 2018، وينص على منع الإفراج المبكر والمشروط عن الأسرى الفلسطينيين الذين وجهت إليهم تهمة القتل العمد أو المساعدة في القتل، ومنع تخفيض ثلث المحكومية عنهم، وهذا يعني عمليا عدم الإفراج عن كل الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم، وهذا يمثل فشلا مسبقًا لأي مفاوضات صفقة في حال عدم تجميده.

بالإضافة إلى الوضع السياسي لدى الاحتلال، وحالة الترهل القائمة في تشكيل الحكومة الجديدة، ورحيل نتنياهو عن سدة الحكم، خلال الأيام المقبلة، حيث أنه من الصعب تنفيذ الصفقة في فترة حكمه، بالتزامن مع تأكيدات (إسرائيلية) هشاشة حكومة نفتالي بينت ومن معه، وعدم قدرته على اتخاذ قرارات مصيرية كصفقة تبادل أسرى.

وكان رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار قد قال في أعقاب لقاءه وزير المخابرات المصرية عباس كامل إن "الحركة مستعدة لمفاوضات عاجلة حول تبادل الأسرى مع إسرائيل"، مضيفا "هناك فرصة حقيقية حاليا لتحقيق تقدم بملف تبادل الأسرى مع إسرائيل".

وفي أعقاب التسريبات حول زيارة مروان عيسى للقاهرة، قال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في تصريح إذاعي إن ما تم بحثه في برنامج "ما خفي أعظم" يدلل على جهوزية الحركة، وقدرتها على إدارة أي عملية تفاوض، لإبرام صفقة تبادل مشرفة.

وشدد القانوع على أن "الاحتلال غير جاهز بسبب الأزمة السياسية التي تعصف بإسرائيل، والتجاذبات الموجودة، إضافة إلى انعدام القيادة في هذه المرحلة"، مشيرا إلى أن حماس مصرة على إبرام صفقة تبادل يتم من خلالها الإفراج عن الأسرى الأبطال، ولا يمكن ربط ملف الأسرى بأي ملف من الملفات الأخرى".

البث المباشر