بالترافق مع وصول وفود الفصائل إلى القاهرة، بغية استئناف الحوار الوطني، شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات موسعة في صفوف نشطاء تتهمهم بالتعاطف مع غزة.
اجراء أمن السلطة الذي أثار استهجان جهات حقوقية وسياسية عديدة، ترافق مع تنصل حركة فتح من استحقاق تمثيل الحوار الوطني القاهرة.
الحوار الذي كان من المقرر أن يبدأ مطلع الأسبوع، ويستمر لثلاثة أيام، يضم جبريل الرجوب وروحي فتوح وأحمد حلس، وهم ـأعضاء اللجنة المركزية بحركة فتح تأجل بقرار من المخابرات العامة المصري.
واستبق رئيس السلطة محمود عباس وفريقه السياسي لقاءات الحوار الوطني، بالإعلان عن نية تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بميثاق منظمة التحرير، ترافقا مع تأكيد قائد حماس في غزة يحيى السنوار، أن لقاءات الحوار ما بعد العدوان ليس كما قبلها.
وتوجهت للقاهرة الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير وفصائل المقاومة.
وتشير مصادر "للرسالة"، إلى أن مطلب الحوار الوطني، عرضه رئيس السلطة محمود عباس على حركة حماس مع بداية العدوان على القطاع، إلّا أن الأخيرة أكدّت ضرورة الاستمرار من حيث انتهى التوافق على ضرورة انجاز الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وتوقف قطار الانتخابات في التاسع والعشرين من أبريل الماضي، بعد قرار تأجيل الانتخابات الصادر عن رئيس السلطة محمود عباس، بدعوى وجود رفض (إسرائيلي) لإجرائها بالقدس.
وأكدت المصادر ذاتها أن رفض حماس لطلب عباس عقد لقاء وطني اثناء الاحداث، دفعه للتواصل مع مصر، التي تبنت بدورها طلبه؛ ليبدو طلب الحوار الوطني طلبا مصريا تحرج عبره حماس.
في السياق، يؤكد خليل عساف نائب رئيس لجنة الحريات بالضفة، إن استئناف الاعتقال السياسي في الضفة رغم صدور مرسوم من رئيس السلطة يجرم السلوك، يعد انتكاسة لمسار الحوار الوطني.
وقال عساف لـ"الرسالة نت" إن الاعتقالات فيها إهانة للمواطن، وشعور بالعدوان عليه رغم ما يتعرض له، ومحاولة متعمدة لنسف جهود المصالحة.
من جهته، قال نايف الرجوب القيادي في حركة حماس، إن "هناك جهات في السلطة الفلسطينية معينة بإفشال المصالحة، عبر سلوكها الذي يتناقض مع الحديث عن الحرص على المصالحة".
وأكدّ الرجوب لـ"الرسالة نت": "كما عودونا لا نثق بوعود السلطة، فهي كانت مضطرة للتلويح بالوحدة في المواجهة، لكن نريد ترجمة عملية على أرض الواقع، والاعتقالات أكبر دليل على أن بعض الجهات داخل السلطة لا تريد المصالحة".
وأضاف: "سلوك بعض الجهات في السلطة يفقد الثقة في حقيقة حرصها على المصالحة".
وذكر أن "صوت المعنيين بالمصالحة بفتح هو الأضعف ، وعليه فمن الصعب تطبيق المصالحة دون وجود رغبة حقيقية لدى جميع الجهات داخل السلطة".
من جهته، دعا الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، قيادات فصائل المقاومة من توظيف الحوارات لاعتماد مسار سياسي جديد لعودة المفاوضات مع دولة الاحتلال برعاية الرباعية الدولية.
ودعا عبد المجيد لاتخاذ خطوات عمليّة جادة لإعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينية لتشكّل المرجعية الوطنية الموحدة لكل الفلسطينيين.
وأكدّ عبد المجيد أنّ قيادة فتح لا تزال تراهن على إعادة التفاوض ومؤتمر السلام، مطالبا بضرورة إعادة بناء منظمة التحرير وتعزيز المقاومة الشعبية ومواجهة التهويد والتمسك بالحقوق.