وافق الكنيست (الإسرائيلي) على تنصيب حكومة ائتلاف جديدة برئاسة نفتالي بينت، زعيم حزب البيت اليهودي، والذي يضم عدة تيارات مختلفة.
وتعاني الحكومة الجديدة من تعدد التيارات المشاركة فيها على غير العادة، وهو ما يجعل قراراتها صعبة من حيث الإقرار والتنفيذ.
وحتى ما قبل تنصيب الحكومة، برزت عدة خلافات بين الأعضاء، والتي جرى تسويتها سريعا للموافقة على الحكومة، إلا أن مختصين في الشأن الإسرائيلي يؤكدون أن ما يجري يدلل على هشاشة الحكومة".
خلافات حادة
المتابع للشأن الاسرائيلي مؤمن مقداد أكد أن هناك مشاكل بدأت تظهر حتى ما قبل تنصيب الحكومة (الإسرائيلية)، "وهناك تهديدات من العرب وحزب إسرائيل بيتنا بإفشال الحكومة".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت": "ظهور هذه المشاكل حتى ما قبل تنصيب الحكومة، يدلل على أن الحكومة هشة، ويمكن أن يتم حلها في أي وقت".
ولفت الى أن القرارات التي ستتحدث عنها الحكومة والكنيست، ستلقى معارضة كبيرة، "وهو ما يمثل عاصفة قد تُطيح بالحكومة".
وتوقع مقداد عدم صمود الحكومة كثيرا بسبب تركيبتها الغريبة، "وكذلك عدم القدرة على الوصول إلى قرار واضح".
وأشار إلى أن "التعامل مع قضية غزة بالذات سيكون الفتيل الذي يفجّر الخلافات بين الحكومة ويعجّل في حلها، وبالتالي من الصعب على هذه الحكومة الوصول لحل توافقي للاستمرار".
وأوضح أن ترحيل نتنياهو العديد من الملفات إلى الحكومة الجديدة مثل التفاهمات مع غزة ومسيرة الأعلام وغيرها من الملفات سيكون كحقل الألغام الذي يفجّر الخلافات خلال فترة قريبة.
ونجح يائير لابيد في التوصل لأغلبية ائتلافية لتشكيل الحكومة الجديدة قبل ساعة من نفاد المهلة الرئاسية الممنوحة له الأسبوع الماضي، حيث وقعت له سبعة أحزاب على اتفاقات ائتلافية توفر له الأغلبية البرلمانية اللازمة.
ونقلت وكالة رويترز عن مكتب الرئيس الإسرائيلي إن نفتالي بينيت، ويائير لبيد سيتناوبان على تولي منصب رئيس الوزراء.
ووقع رئيس القائمة العربية الموحدة النائب منصور عباس، على وثيقة مع زعيم حزب "يوجد مستقبل" يائير لبيد يدعمه فيها بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وجاء توقيع منصور بعد اجتماع ثلاثي ضم منصور ولبيد وزعيم حزب يمينا نفتالي بينيت المرشح لمنصب رئيس هذه الحكومة في إطار تناوب مع لبيد.
بدوره، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، أن "إسرائيل تدخل إلى عهد سياسي جديد"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى المشاكل التي ستواجهها الحكومة الجديدة".
وقال ألوف إن الائتلاف متوتر بين اليمين واليسار، الذي تختلف أحزابه حول المسائل القومية جوهرية؛ وانضمام حزب عربي كشريك في الحكم؛ ورئيس حكومة (بينيت) كانت كتلته تفضل الاحتفال بتنصيب حكومة في بيئة أخرى (حكومة يمينية).
كما أن نظام التبادل في المناصب والتناوب والتأثير المتساوي على قراراتها يعقد بشكل أكبر التسويات الشائكة التي أقرتها الحكومة المنتهية ولايتها.
ولعل أبرز التهديدات الواضحة والداهمة في القدس وغزة والبؤرة الاستيطانية العشوائية أفيتار، من شأنها زعزعة الحكومة الحساس منذ أيامه الأولى".
وأضاف ألوف: "لهذه الأسباب كلها يصعب تقدير كيف ستعمل الحكومة الجديدة، وكم من الوقت ستصمد وكيف سترد على التحديات الأمنية والاجتماعية التي ستمثل أمامها.
ويسمي اليمينيون الائتلاف أنها "حكومة يسار"، ويوضح اليساريون أنها "حكومة يمين".