الرسالة نت-كمال عليان
تصاعدت وتيرة المشاكل في البيت الفتحاوي مؤخراً، وبشكل مفاجئ، كان آخرها بين رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد دحلان، والذي يخطط ليكون البديل رقم (1) لعباس بعد فشله في إرضاء أسياده الصهاينة.
وكشفت مصادر فلسطينية مسؤولة في الضفة الغربية المحتلة، عن استدعاء كبار مساعدي ومستشاري "محمد دحلان" في الأيام الأخيرة، إلى مدينة رام الله للتحقيق من قبل لجنة تحقيق شكلتها رئاسة السلطة، للاستماع إلى شهاداتهم حول علاقات دحلان الأمنية وارتباطاته السياسية الخارجية ومصادر ثرائه الفاحش.
وقالت المصادر أن فتح كلفت أمين سرها أبو ماهر غنيم بترؤس اللجنة، مطالبة إياه بتقديم تقرير لها حول نتيجة التحقيق في غضون شهر.
وأقر نبيل عمرو، الذي شغل منصب سفير السلطة في القاهرة وأنهى مهام منصبه إثر خلاف مع عباس، بحالة الترهل ومسيرة الفشل التي تصاحب حركة "فتح" في الآونة الأخيرة، موضحا أنه بات يخجل من ذكر إنجازات حركة فتح.
وأبدت مصر غضبا شديدا من تحركات دحلان الأخيرة، وما اعتبرته سعيًا من جانبه لإضعاف حالة الاستقرار الهش داخل حركة "فتح"، وهو الأمر الذي أثار استياء عباس الذي نقل غضبه الشديد للمسئولين في مصر خلال زيارته الأخير ولقائه الرئيس حسني مبارك يوم الأحد الماضي.
ونقلت صحيفة "المصريون" أن عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية رفضا استقبال دحلان، بعد أن طلب الأخير عقد اجتماع معهما.
ويُتهم دحلان من أكثر من جهة بالتواطؤ مع (إسرائيل) وبناء علاقات معها، ولعل اتهام أمين السر السابق للجنة المركزية لفتح فاروق القدومي لدحلان هو الأبرز.
وكان القدومي قد أعلن في يوليو/ تموز 2009 في مؤتمر صحفي بالأردن أن عرفات أودع لديه قبل وفاته محضرا لاجتماع سري جمع عباس ودحلان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "أرييل شارون" وضباط من الاستخبارات الأميركية، وتم التخطيط فيه لاغتيال عرفات وقيادات أخرى من فصائل المقاومة الفلسطينية.
وقاد محمد دحلان وعدد من قيادات فتح الشابة التمرد ضد قيادة حركة فتح التقليدية التي كان يقودها الرئيس ياسر عرفات، وذلك بعدما قال له عرفات "قاتل أبيه لا يورث يا دحلان".
واتهمت حركة حماس "دحلان" بالتدخل لدى سلطات إمارة دبي للإفراج عن فلسطينيين اثنين يعملان في مؤسسة عقارية له "كانا جزءا من الخلية التابعة لجهاز الموساد" التي اغتالت القيادي بحماس محمود المبحوح في دبي مطلع العام الحالي.
وذكر مسؤولون من حماس لمجلة "تايم الأميركية" أن دحلان كان في مدينة العريش المصرية المتاخمة لقطاع غزة قبل الهجوم الإسرائيلي على القطاع في 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 للتعاون مع (إسرائيل) بهدف إضعاف حماس واستعادة حركة فتح السيطرة على غزة.
وتحدثت شخصيات مصرية عن وجود رجال أمن فلسطينيين تابعين لدحلان على الجانب المصري لمعبر رفح للتعرف على هوية الجرحى الذين يدخلون لمصر، ونقلت عن سكان في رفح أن قوات دحلان كانت على معبر رفح تنتظر العدوان لاجتياح غزة.
والتقى بوش دحلان في ثلاث مناسبات على الأقل، وامتدح بوش دحلان على الملأ قائلا إنه "قائد جيد وصلب" وذلك عقب مباحثات جرت في البيت الأبيض في يوليو/تموز 2003.
ويقول مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن رئيس الولايات المتحدة وصفه في جلسات خاصة بأنه "رجلنا" بحسب الصحافة الأميركية.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في اتصال مع "الرسالة نت"، أن محمد دحلان يلعب الآن نفس الدور الذي لعبه محمود عباس مع ياسر عرفات ونجح فيه، موضحا أن الصورة الحالية هو مشهد متكرر منذ يوم عرفات.
ويشير الصواف إلى أنه من الصعب الآن على عباس التخلص من دحلان، مبينا أن ذلك نما يجعل عباس يسعى بكل ما يملك من قوة إلى استرضاء أمريكا حتى تقف إلى جانبه ضد ما يسعى إليه دحلان.
ويقول المحلل السياسي :" في نفس الوقت نسي عباس أنه سيشرب من نفس الكأس الذي سقاه لياسر عرفات، لأن أمريكا لا صديق لها إلا من ينفذ مخططاتها ويحقق مصالحها".