قائد الطوفان قائد الطوفان

ضربة صاروخية مع وقف التنفيذ!

محمد ياسين
محمد ياسين

محمد إسماعيل ياسين

"سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر أن المقاومة إذا هبت ستنتصر"، هكذا يبدو المشهد الراهن في ضوء التصريحات الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس بغزة يحيى السنوار الذي خرج عن المألوف وكان صريحاً للغاية حين وصف لقائه بالمنسق الأممي بــ "السلبي وغير المجدي"، موجهاً بذلك رسالة بالغة الوضوح للأطراف المعنية بضرورة تدارك الموقف قبل انفجار الأوضاع الميدانية، لاسيما أن معركة سيف القدس أثبتت للقاصي والداني أن المقاومة لديها الجرأة والشجاعة والقدرة على المبادرة ودك كيان الاحتلال بحمم صواريخها المعدة لذلك سلفاً.
إن أي قراءة متأنية لإدارة المقاومة للمعركة الأخيرة تظهر بوضوح عزمها وجاهزيتها العالية و"نفسها" الطويل، لاسيما حينما توعد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام بتوجيه أكبر ضربة صاروخية للاحتلال قبيل سريان موعد وقف إطلاق النار حال مبادرة الاحتلال باستهداف غزة، ويبدو أن الاحتلال سيكون على موعد مع هذه الضربة باعتبارها في حكم "وقف التنفيذ"، وأن تعنته في التجاوب مع مطالب المقاومة بمثابة "زر" انطلاق الضربة نحو أهدافها المحددة، وللاحتلال والأطراف المعنية حينها أن تتفكر في طبيعة الجولة القتالية حين تبدأ بتوجيه هكذا ضربة، فكيف ستنتهي لاحقاً؟!. 
ربما تحاول حكومة الاحتلال الجديدة التظاهر باختلاف إدارتها للمواجهة مع غزة عن سابقتها، لكن هذه المحاولة سترتد عليها، وستكون بمثابة مقامرة بمصيرها لاسيما كونها في بداية عهدها وفي ظل ضعفها، فتعنتها لا يعني سوى عودة صافرات الإنذار تدوي في تل أبيب وعودة المستوطنين إلى الملاجئ وانتظار تعليمات وخطابات أبو عبيدة؛ لأن المقاومة ترفض بوضوح استمرار انتهاكات قوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة وتردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة مجدداً، وكما صرحت مراراً وتكراراً أن "ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها"، والوقائع تدل على جديتها في ترجمة ذلك على أرض الواقع. 
إن تجدد مشاهد الاستفزاز من قبل المستوطنين في مدينة القدس لا تعني سوى تعمد حكومة الاحتلال إشعال فتيل المواجهة من جديد، وليس شرطاً أن تنطلق المواجهة بصواريخ المقاومة بل درجت العادة بأن الأوضاع تتدحرج تدريجياً نحو الاشتباك العسكري، لاسيما أن ثوار الضفة الغربية والداخل المحتل يواجهون محاولات الاستفراد بالمسجد الأقصى المبارك، ومطلوب منهم مواصلة الضغط على جيش الاحتلال وعدم السماح له بتمرير مخططاته الإجرامية والاستيطانية بحال من الأحوال.  
لا شك أن الأطراف الدولية المعنية باستمرار التهدئة مطالبة بمضاعفة جهودها للحيلولة دون تفجر الأوضاع الميدانية، ولا سبيل لذلك سوى بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي للاستجابة لمطالب المقاومة، وإغلاق الباب أمام أي محاولات استعراضية من قبل حكومة الاحتلال الجديدة، لاسيما أن بذل الجهود للحيلولة دون تفجر الأوضاع خير من بذلها لوقف إطلاق النار فيما بعد، وأن الفرصة مازالت متاحة أمام المجتمع الدولي للاستمتاع بالإجازة الصيفية بعيداً عن مشاهد القصف والدمار والمظاهرات المنددة بجرائم الاحتلال.

البث المباشر