قائد الطوفان قائد الطوفان

وساطة الأمم المتحدة.. الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي

وساطة الأمم المتحدة.. الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي
وساطة الأمم المتحدة.. الوجه الآخر للاحتلال الإسرائيلي

الرسالة نت- شيماء مرزوق

تلعب الأمم المتحدة دورا سلبيا فيما يتعلق بالملفات الخاصة بقطاع غزة خاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث تحاول فرض شروط الاحتلال الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية.

وكان رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار وصف لقاءه مع مبعوث الامم المتحدة تور وينسلاند بالسيء والذي لم يثمر عن أي نتائج إيجابية.

مصادر فلسطينية أكدت أنه لم يحرَز أي تقدم في أي من الملفات المتعلقة بالوضع في قطاع غزة، مع مواصلة الاحتلال استخدام سياسة المماطلة وعدم إبداء أي جدية يمكن أن تحدث اختراقاً لتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع تدهور الأوضاع مجددًا بعد الجولة العسكرية الأخيرة.

وقالت مصادر إن الاحتلال يحاول تثبيت معادلات جديدة من خلال الضغط على المقاومة والوسطاء عبر ربط جميع الملفات ببعضها البعض، ومنها ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في قطاع غزة، بملف إعادة الإعمار وفتح المعابر بشكل كامل وتحسين الوضع الاقتصادي.

وأشارت إلى أن المنسق الأممي نقل الرؤية الإسرائيلية التي عرضها عليه من قبل وزير جيش الاحتلال بيني غانتس بربط القضايا ببعضها، وهو ما رفضته المقاومة رفضا مطلقا.

وتقول مصادر أخرى إن وينسلاند نقل لقيادة “حماس” رسالة تتعلق بتمسك (إسرائيل) وكذلك أطراف أخرى، منها أوروبية، بضرورة إعادة الإعمار عبر السلطة الفلسطينية، وإدخال المنحة القطرية عبرها، وأن تمنح بشكل مطلق صلاحيات متابعة عمل المعابر وإدخال المواد المختلفة التي يحتاجها القطاع.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن الحديث عن الأمم المتحدة يعني بالضرورة تبني الموقف الأمريكي الداعم بالمطلق لموقف الاحتلال الإسرائيلي، لذا فان الأمم المتحدة لا تلعب دورا نزيها أو محايدا وإنما تمارس سياسة الاحتلال بوجه آخر.

وقد أدى الاجتماع في غزة إلى غضب حركة حماس التي ترى أن ما يجري هي محاولة للي الذراع، خاصة أن الأمم المتحدة تحاول ممارسة الضغوط باتجاه الجانب الفلسطيني فيما تتبنى الموقف الإسرائيلي ولا تمارس أي ضغوط عليه حتى فيما يتعلق بالوضع الإنساني والاعمار في قطاع غزة.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى اللداوي أكد أن الاحتلال أدرك أنه لن يستطيع بحروبه التقليدية، وسياساته المتكررة نفسها، ضبط المقاومة، أو نزع سلاحها، أو ترويضها وإجبارها على القبول بالشروط الدولية والالتزام بضوابط الاتفاقيات والمعادات، فلجأ إلى حلفائه الدوليين وأصدقائه الإقليميين، وعرض عليهم أزمته وشكا إليهم خطورة ما يواجه، وطلب منهم المساعدة في ضبط الفلسطينيين وإخضاعهم، وتحجيم قوتهم وإلزامهم، ودعاهم إلى استخدام كل الوسائل الممكنة للوصول إلى الغايات المرجوة والأهداف المنشودة.

واعتبر في مقال له أن الاحتلال يريد من المجتمع الدولي مساعدتهم في الحرب على المقاومة الفلسطينية عموماً وعلى حركة "حماس" على وجه الخصوص، والوقوف معهم وتفهم مخاوفهم، فهم لا يريدون قوةً تهددهم.

ومن الواضح أن الاحتلال لجأ إلى الأمم المتحدة لتوصيل الرسالة إلى الفلسطينيين بصورةٍ مباشرةٍ، بأن الحرب مستمرة، والضغط لن يتوقف، وذلك بهدف تبهيت انتصار المقاومة في معركة سيف القدس.

وتشير التوقعات أنه في حال لم يتمكن الوسطاء الوصول إلى اتفاق مناسب يرضى المقاومة في غزة فإن الأمور قد تنفجر في أي لحظة، لأن المقاومة تدرك أن هناك محاولات للابتزاز تجري حالياً عبر تشديد الحصار الهدف منها انتزاع تنازلات، وإعادة الأوضاع لما قبل معركة سيف القدس أو أسوأ.

ولا يمكن النظر للأمم المتحدة كطرف نزيه أو تجاهل دورها خلال السنوات الماضية في قطاع غزة والذي كانت تمثل فيه الاحتلال ومصالحه في عدة قضايا منها ألية إعادة الاعمار التي وضعها روبرت سيري المبعوث الاممي السابق عقب عدوان 2014 والتي أدت إلى تعطيل عملية الاعمار والمماطلة فيها، إلى جانب ممارسة الابتزاز بحق المواطن المتضرر والتاجر الذي يورد مواد الاعمار وذلك بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية في رام الله والجانب الإسرائيلي.

البث المباشر