أكد معلق عسكري (إسرائيلي) بارز، أن جيش الاحتلال يستعد لعمل عسكري ضد إيران، وهو يمتلك في ذلك حرية الحركة في هذا الجانب.
وأوضح المعلق العسكري لدى صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أليكس فيشمان، أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، تحدث خلال زيارته لواشنطن أمام نحو 20 من "الأدمغة الرفيعة في الولايات المتحدة بمجال الأمن القومي، وأكد كوخافي لهم أن قرار (إسرائيل) بإحباط المشروع النووي الإيراني، اتخذ قبل الانتخابات الأمريكية بعام تقريبا".
وأوضح كوخافي أن "الجيش أعد على الأقل 3 خطط عملياتية لتحقيق هذا الغرض، وحكومة بنيامين نتنياهو السابقة، أتاحت الميزانية للمشروع وحكومة نفتالي بينيت الحالية تعهدت بإضافة مبالغ غير قليلة لاستكمال الفجوات في الجاهزية بأسرع وقت ممكن".
وذكرت الصحيفة أن "كل واحدة من هذه الخطط قائمة بذاتها، وتعكس مستويات مختلفة من إلحاق الضرر بالقدرات العسكرية النووية الإيرانية، والتحديات التي واجهت المستوى العسكري في خضم ذلك تختلف كثيرا عما واجهه الجيش وأعده قبل عقد من الزمان"، منوهة أن "المنظومة الجوية الإيرانية اليوم أكبر بستة أضعاف عما كانت عليه قبل عقد من الزمان، ناهيك عن الصواريخ المتقدمة "s-400" بنسختها الإيرانية، كما أن عدد المواقع النووية الموجودة في باطن الأرض قد ازداد".
وأشارت "يديعوت"، إلى أن "هذه الرسائل حملها كوخافي في كل جلسة من جلسات العمل التي عقدها في واشنطن الأسبوع الماضي".
وأضافت: "خلال هذه اللقاءات طرح رئيس هيئة الأركان أمام الأمريكيين معضلات إسرائيلية؛ وعلى سبيل المثال؛ كان من المفترض حسب الاتفاق النووي الأول، أن تحصل إيران في الأول من كانون الثاني 2026 على إذن بتطوير وإنشاء أجهزة طرد مركزي متطورة قادرة على تخصيب اليورانيوم بوتيرة خمسة أضعاف مقارنة بالسرعة الحالية، وفي 2031 سيكون بمقدورها أن تفعل ما تشاء في المجال النووي".
ونبهت أن ما سبق من "المنظور الاستراتيجي الإقليمي، يمكن القول إن هذه التواريخ تبدو وكأنها يوم غد، وبحسب وجهة نظر رئيس هيئة الأركان، لا يتوجب تحديد موعد بالتقويم السنوي، وإن اعتمدتم 2035 كغاية لإنهاء الاتفاق، فما الذي سيغيره ذلك، سأل كوخافي، وهو يعتقد أن على واشنطن أن تحدد موعد الانتهاء وفقا للتطورات السياسية مثل؛ استبدال الحكم في طهران أو على الأقل حدوث تغيير جوهري في نظرته للحكم".
وبينت أن هناك "غبطة" في أوساط جهاز الأمن الإسرائيلي عندما سمع أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تعهد علانية أمام الرئيس الإسرائيلي روبين ريفلين، أنه "لن تكون للإيرانيين قدرات نووية عسكرية في عهده، ولكن في الغرف المغلقة يتساءلون: ماذا سيحدث بعد حكم بايدن؟".
وتساءل كوخافي أمام الحضور: "عندما تتحدثون عن اتفاق أطول وأقوى فما الذي تقصدونه؟ ففي السابق اقترحتم علينا الرقابة على "نتناز"، وبعد فترة عرضتم علينا المنشآت التي أخفتها طهران، فهل تستطيعون التعهد بعدم وجود منشآت مخفية أخرى؟".
وذكرت الصحيفة، أن "هذه الأسئلة بقيت معلقة في الهواء، لأن واشنطن تتخبط في موضوع الرقابة على المشروع النووي الإيراني، وليست لديهم إجابات جيدة كافية"، مضيفة: "رئيس هيئة الأركان واصل طرح أسئلته الصعبة".
ورأى كوخافي في حديثه أمام الأدمغة العاملة بمجال الأمن الأمريكي، أنه "إن لم يطرح على الإيرانيين خيار عسكري حقيقي إلى جانب استمرار العقوبات الاقتصادية الصعبة، فليس لديهم أي سبب لإبداء المرونة، ليس من الممكن خداع الإيرانيين وتوجيه تهديدات بلا رصيد".
وتابع: "لدى الإيرانيين منظومة استخبارات جيدة وهم يعرفون متى يكون التهديد جديا ومتى لا يكون".
وزعمت "يديعوت"، أن "إسرائيل وأمريكا لم يتحدثا في أي مرحلة من الاتصالات بينهما حول الخط الأحمر الذي سيدفعهما لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران إن تجاوزته، كما أنه لم يجرِ الحديث عن إلزام بخط محدد لرد الفعل، وإسرائيل تميل لعدم مطالبة الأمريكيين بتعويض إذا ما تم توقيع اتفاق جديد مع إيران، لأن ذلك يعني موافقة إسرائيلية ضمنية على اتفاق لا تقبله أصلا".
ولفتت مصادر أمنية رفيعة المستوى تتولى الاتصالات الجارية مع واشنطن في القضايا الإقليمية ومن بينها وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان، أن "هناك اعتقادا بأن إدارة بايدن نفسها ليست ناضجة تماما لتوقيع اتفاق مع إيران، وواشنطن تنتظر توجهات رئيسي".
وأكدت الصحيفة، أن "كل شيء مشروع الآن؛ بإمكان واشنطن مواصلة التشاور مع تل أبيب وإعلامها بما يحدث من تقدم في المفاوضات مع إيران وبإمكانها أن لا تفعل"، موضحة أن "إسرائيل لن تتفاجأ من إعلان الإدارة الأمريكية خلال أسابيع عن التوقيع على الاتفاق، وفي المقابل تبدي إسرائيل موقفا شفافا وواضحا تماما، فهي لا تخفي تحضيراتها العسكرية (لضرب إيران) عن الأمريكيين".