انتزاع الحقوق.. هكذا تدير المقاومة الميدان

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- محمد عطا الله

من الواضح أن حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) تسعى من خلال قصفها لأراضٍ زراعية في غزة الليلة الماضية إلى فرض محاولة يائسة على المقاومة التي بدأت ترسل رسائل تحذير عبر البالونات الحارقة بأن صبرها على استمرار حصار القطاع بدأ ينفد.

ويبدو أن رئيس حكومة الاحتلال الجديدة نفتالي بينت يحاول الاستعراض وفرض العضلات من خلال إصراره على التنكر والهروب من الوفاء بالتزامات التهدئة التي فرضتها المقاومة قبل عدة أعوام خلال مسيرات العودة بوساطة مصرية وقطرية وأممية.

ويمكن القول إن تلك المحاولات تأتي ضمن السعي الإسرائيلي للتقليل من صورة النصر الذي حققته المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، ونجحت فيها بتدشين خط -غزة القدس- وأجبرت الاحتلال على التراجع عن اجراءاته الرامية إلى تهجير المقدسيين.

في المقابل فإن المقاومة تصر على مواصلة ضغطها بكل الطرق والوسائل التي ستجبر الاحتلال في نهاية المطاف على الرضوخ لمطالبها اتجاه القطاع، وتكمن أبرزها في فتح المعابر بشكل كامل وإدخال المنحة القطرية وتوسيع مساحة الصيد والبدء بمعالجة أزمة الكهرباء وغيرها من المشاريع الدولية وإعادة الاعمار، بعيدا عن ربط ذلك بأي من الملفات الأخرى.

وبحسب تقديرات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فإن "التوتر على جبهة غزة سيستمر في الأيام المقبلة وقد يتصاعد"، فيما تشير تلك التقديرات إلى أن المؤسسة العسكرية تستعد لسيناريوهات أكثر جدية منها إمكانية استئناف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.

وزعمت صحيفة "معاريف" العبرية، إن جهود المفاوضات بين (إسرائيل) وحماس برعاية مصرية، لا زالت متعثرة ولم يتم حتى الآن إحراز أي تقدم في أي من الملفات، ما يعني أنها حتى الآن في طريق مسدود، وسط استمرار حالة التوتر الأمني على جبهة قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني (إسرائيلي) قوله، إن الفجوات بين (إسرائيل) وحماس كبيرة للغاية، ويبدو في هذه المرحلة أن التحدي المصري لإحراز تقدم بين الجانبين معقد وبلا نتائج واضحة.

وأشارت الصحيفة إلى استئناف حماس لإطلاق البالونات الحارقة بعد فشل اللقاء الذي عقد في القاهرة الأسبوع الماضي وعودة الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب، مشيرةً إلى تمسك (إسرائيل) بموقفها من خلال ربط ملف إعادة الإعمار بحل قضية الأسرى والمفقودين، ومعارضتها لتحويل الأموال القطرية مباشرة لحماس.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن المقاومة لن تخضع لابتزازات الاحتلال وعمليات الإرهاب التي يمارسها من خلال تصعيد قصفه لغزة؛ كون لديها هدف أسمى تسعى لتحقيقه.

ويوضح الصواف في حديثه لـ"الرسالة" أن هذا القصف يأتي كمحاولة "فشة غل" من الاحتلال الذي بات هو المضغوط وليس المقاومة رغم ما تعانيه من حصار؛ لذلك ستنجح في النهاية بفرض ارادتها على المحتل الذي لا يرغب حاليا في الذهاب لمواجهة جديدة مع غزة.

ويبين أن الاحتلال يدرك أن المقاومة لازالت ضاغطة على الزناد لذلك يحذر بشكل كبير من جرها إلى مربع الاشتباك ويحاول الهروب من ضعفه نحو القصف الجوي ومهاجمة القطاع.

فيما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي أن حكومة الاحتلال الجديدة تريد بشكل واضح الظهور بأنها لن تعطي المقاومة صورة النصر بعد معركة سيف القدس وتريد تثبيت سياسة جديدة في التعامل مع غزة.

ويؤكد الرفاتي في حديثه لـ"الرسالة" أن الاحتلال يريد الضغط الاقتصادي والعسكري على غزة حتى يتم الاستجابة لمطالبه بربط الهدوء بقضية الجنود الأسرى، لكن اعتقد أن هذه السياسة لن تقبلها المقاومة وستعمل في وقت قريب على كسرها.

ويوضح أن صبر المقاومة بدأ ينفد على أسلوب الاحتلال وهي تملك من الأوراق ما يمكنها من إجباره على الرضوخ لمطالبها، لكنها لازالت تعطي فرصة للوسطاء الذين يتدخلون بشكل كبير لمنع تدهور الأوضاع والذهاب لمواجهة جديدة.

ويشير الرفاتي إلى أن استمرار الاحتلال بتعنته سيدفع المقاومة لتقول كلمتها التي لن تعطي بينت صورة انتصاره في تغيير المعادلة وفرض سياسة جديدة في التعامل مع قطاع غزة.

البث المباشر