دفعت العديد من الأسباب منظمة الصحة العالمية، من أجل إطلاق مسميات على متحورات فيروس كورونا، عبر العديد من الآليات لذلك.
وغالبا ما يلجأ الأشخاص إلى استدعاء المتغيرات حسب الأماكن التي يتم اكتشافها فيها، كالدلالة إلى سلالة معينة بأنها "بريطانية" أو "هندية"، وهو ما تصفه منظمة الصحة بأنه "وصم وتمييز"، مشيرة إلى أنها تشجع السلطات الوطنية ووسائل الإعلام على اعتماد المسميات التي تطلقها على المتغيرات الجديدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، على موقعها الإلكتروني، إنها تحدد "مسميات بسيطة وسهلة النطق والتذكر للمتغيرات الرئيسية لفيروس سارس-كوف-2، المسبب لمرض كوفيد-19، من خلال استخدام أحرف الأبجدية اليونانية".
ويتم اختيار هذه الأسماء بعد استشارة واسعة ومراجعة للعديد من أنظمة التسمية المحتملة، حيث شكلت منظمة الصحة العالمية مجموعة تألفت من خبراء من جميع أنحاء العالم للقيام بذلك، بما في ذلك الخبراء الذين هم جزء من أنظمة التسمية الحالية، وخبراء التصنيف والفيروسات والباحثون والسلطات الوطنية.
ولا تحل هذه المسميات محل الأسماء العلمية الحالية، على سبيل المثال، تلك التي تم تعيينها بواسطة مبادرة العلوم العالمية (GISAID) ومشروع نيكستسترين، بحسب المنظمة، مشيرة إلى أن هذه المبادرات "تنقل معلومات علمية مهمة وسيستمر استخدامها في البحث".
وتقول المنظمة: "على الرغم من أن هذه الأسماء العلمية لها مزاياها، إلا أنه قد يكون من الصعب نطقها وتذكرها، كما أنها عرضة للتقارير الخاطئة".
فعلى سبيل المثال فإن متغير دلتا، الذي بات ينتشر في أكثر من 80 دولة بعد أن كان قد بدأ في الهند وتسبب في فوضى صحية عارمة فيها، معروف علميا باسم "B.1.617.2".
وقبل شهر من الآن، كانت سلالة "دلتا" من فيروس كورونا المستجد موجودة في 40 دولة، لكنها الآن باتت متواجدة في 74 دولة في كل قارات العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وكان متغير دلتا هو الرابع الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية "متغيرا مثيرًا للقلق"، بعد سلالة ألفا التي اكتشفت للمرة الأولى في المملكة المتحدة (B.1.1.7) وبيتا التي اكتشفت في جنوب أفريقيا (B.1.351) وغاما التي وجدت في البرازيل (P1).
وبالتزامن مع سلالة دلتا المنتشرة بالفعل، ينتشر في العالم حاليا متحور أحدث من فيروس كورونا المستجد، يعرف باسم "لامبادا" معروف علميا باسم (C.37)، حيث يتواجد حاليا في 29 دولة عبر العالم، حسب منظمة الصحة العالمية.
وكلما زاد انتشار الفيروس، زادت فرص تحوره والتطور إلى متغيرات جديدة يمكنها في النهاية مقاومة اللقاحات الحالية، ما يهدد بتقويض تقدم البلدان الأخرى في احتواء الوباء.