قائد الطوفان قائد الطوفان

الشمال يزداد سخونة والاحتلال يخشى حربًا متعددة الجبهات

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت- شيماء مرزوق

يتصاعد مستوى التوتر بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، ووصل مرحلة القصف المتبادل بين الجانبين، بعد أيام من التهديد والوعيد .

الأزمة الحقيقية تتزايد نتيجة سياسة العربدة التي يمارسها الاحتلال في المنطقة خاصة في سوريا ولبنان والعراق مؤخراً، حيث يسعى لتنفيذ مخططاته وضرباته العسكرية دون اعتراض من أحد، مستقوياً بحليفته الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك ضمن حالة الصراع الجارية بين المشروعين الإيراني والصهيوني في المنطقة.

وتتصاعد الأزمة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي بعد أسبوع حافل بالتطورات الميدانية أهمها الهجوم على السفينة التجارية الإسرائيلية "ميرسر ستريت" في بحر العرب قبالة ساحل سلطنة عمان، حيث اتهمت (إسرائيل) إيران بتنفيذ الهجوم.

تلا الحادثة تصاعد حدة التهديدات بين إيران من جهة والولايات المتحدة و(إسرائيل) من جهة أخرى، حيث قال وزير الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، إن (إسرائيل) مستعدة لشن هجوم في إيران.

واعتبر غانتس أن استهداف ناقلة النفط "ميرسير ستريت" في خليج عمان، وإطلاق قذائف صاروخية من لبنان، كانا بتوجيه إيراني، معتبراً أن إيران تسعى إلى وضع تحدٍ متعدد الجبهات أمام (إسرائيل)، ولذلك تبني القوة في لبنان، وتنشر جماعات مسلحة في سوريا والعراق، وتدعم الحوثيين في اليمن.

ورغم تأكيد الطرفين على عدم رغبتهما في التصعيد، إلا أن الأحداث بدأت تتخذ منحى مختلفًا، ومن الواضح أن قواعد الاشتباك التي أرستها المقاومة في لبنان خلال الحرب الأخيرة التي جرت بين الطرفين في صيف 2006 في المنطقة الشمالية تتغير.

وقصف حزب الله محيط مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة بعشرات الصواريخ، والأهم أنه أعلن بعد القصف مباشرة مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ، وهي المرة الأولى التي يتبنى فيها الحزب استهداف مواقع إسرائيلية منذ تصعيد عسكري بين الطرفين عام 2019.

وقال في بيان له أن قصفه يأتي ردًا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق مفتوحة في جنوبي البلاد فجر الخميس الماضي.

هذه الأحداث تشعل الضوء الأحمر في تل أبيب لعدة أسباب:

أولاً: سخونة الأحداث في المنطقة خاصة الشمالية يزيد مخاوف الاحتلال من حرب الجبهات التي حذر منها خلال معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضده، وهي أحد أكبر هواجس الاحتلال خاصة في ظل تراجع الهدوء مع لبنان القائم منذ نهاية حرب 2006، حيث يرى الاحتلال أن هناك حالة تآكل للردع الإسرائيلي على جميع الجبهات، ما يجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات للتعامل مع هذا الواقع المغاير.

ثانياً: ما يزيد من مخاوف الاحتلال أنه يرى في سلسلة الأحداث الميدانية في المنطقة أنها محاولة لاستنزافه وضرب مصالحه، لذا فهو ينظر بخطورة إلى إطلاق الصواريخ من لبنان قبل أيام ويرى أنها ليست حادثة منعزلة بل هي ضمن الأحداث الدائرة والتي تشير إلى أن إيران تدفع حزب الله لإشعال منطقة الشمال.

ثالثا: الحالة الراهنة تشي بمحاولات لتغيير قواعد الاشتباك بين إيران وحلفائها في المنطقة خاصة حزب الله و(إسرائيل)، وهي قواعد اشتباك تم ترسيخها عقب الحرب الأخيرة بين الطرفين في تموز 2006.

 ففي الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل ضد إيران، وتنفذ هجمات عسكرية في عدة دول ترد إيران بأنها قادرة على فتح جبهات مختلفة ضد الاحتلال وخاصة الشمال.

رابعاً: ما يجري في المنطقة هو جزء من العملية التفاوضية التي تجري بين إيران والولايات المتحدة حول برنامجها النووي، ففي الوقت الذي تواجه المفاوضات على الطاولة صعوبات، تفاوض إيران أميركا وحليفتها (إسرائيل) بالطائرات والسفن وبصواريخ حزب الله.

ويقول نير دفوري المراسل العسكري الإسرائيلي "يحاول الإيرانيون أن يوضحوا للقوى العظمى الأدوات المتاحة لهم في المفاوضات النووية، حملة (إسرائيل) ضد إيران اقتصادية أيضًا – وهذا ينعكس في التوترات في الساحة البحرية التي أصبحت المكان الأنسب للبلدين للمواجهة.

ويضيف: "في إطار المفاوضات بين الولايات المتحدة والقوى العظمى ضد الإيرانيين، ينظر النظام في طهران إلى مضيق هرمز كورقة مساومة، يقولون بالأفعال "يمكننا إغلاقه أو صدم السفن وقتما نريد".

البث المباشر