قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: هل غدت المفاوضات  المباشرة  للمقاومة  مع الاحتلال مقصد وطني ؟

سميرة نصار
سميرة نصار

بقلم: سميرة نصار

 

"ذهب الخوف وابتلت القلوب وثبت الأجر يا غزة"

أٌعلنت التهدئة في الثانية فجرا فهرول الجميع للشوارع ليروا وجوه بعضهم بعضا التي شحٌبت من ليال سوداء باللون والصوت

وتفاصيل نصر في بيوت هًدمت بعضا منها على سكانيها وبعضا اخر تناثرت بذكرياتها وأحلامها بعد حسرة قلب بانيها 

وفي مطارح أخرى أهالي الشهداء ولسان حالهم في عز نار الفقد لأجل القدس والمقاومة كله يهون

فلملمت غزة حزنها، طمعا بغنائم الحرب وأولها وأهمها فك طوق حصار دام طويلا على مجرى النفس والحياة فيها

فقامت الحرب وتفوقت مقاومتنا ونجحت الجبهة الداخلية باحتضانها وداس أصحاب الجراح على جراحهم ولسان حالهم "نموت ليحي غيرنا غدا"

فمات من مات ولم يحيي من خلفهم فالحرب لم تؤتي أوكلها

 

بعد اول مأزق يقع فيه الاحتلال في كل تصعيد يبدأ من خلال حلفاءه وأصدقاءه بإرسال مراسيل وقف اطلاق النار فتنُصب طاولة المفاوضات  فيحضر المحتل بوجهه البشع  ولا تحضر غزة   

في تصعيد 2014 غزة بعثت عزام الأحمد كمفاوض عنها عن وجعها ،عزام الأحمد وسيده من وراءه حملوا  سكينا  حادا لسنوات لبتر كل مقومات الصمود لتركع غزة  .فذهب كل شي في مهب الريح .

 وفي تصعيد 2021  يعيد التاريخ ذاته و يجلس على   طاولة المفاوضات مع العدو الجارة مصر التي هانت عليها العروبة والتصاق الجغرافيا فشدت الخناق على غزة

ليذهب كل شي مرة أخرى في مهب الريح  .. بل حملوا لنا عرضا وكأنه غنيمة أن تعود الأوضاع الى ما قبل مايو2021

فتيتات لا تُمنح لمن انتصر ، مصر التي شانها قنص جنديا إسرائيليا من قبل شابا فلسطينيا قُتل بالظلم والحصار والفقر والبطالة قبل أن يقتُل،  فأغلقت معبر الذل معبر رفح لتعاقبنا بالنيابة عن الاحتلال

و في ذات الشهر من ذات العام  في أفغانستان حركة طالبان كحركة تحرر  تسترد أرضها وحقها وتنتزع اعتراف دولي بها بعد قتال عقدين من الزمن

جلست طالبان  مع الاحتلال الأمريكي على طاولة المفاوضات بتدخل قطري ناعم  لم تجلس وهي مهترئة شحيحة القوة والمقدرات  تعاني الضعف والانهزام بل على جنبها الأيمن قوة الحق  وعلى جنبها الايسر قوة  السلاح

  فالسؤال هنا الذي يلح في أروقة  الفلسطينيين حاملي المشروع ؟

لماذا المقاومة الفلسطينية لا تجعل حركة طالبان آية لها؟  فأمامنا تجربة حركة تحرر فاوضت من قاتلها وطاردها ودب رؤوسا منها في سجن  غوانتانامو فجلست معه على طاولة المفاوضات ندا بند  وهو مازال  تحت ضغط نارها

لماذا تضيع دماء صبرنا وكدنا وثكلنا بين مصر والسلطة، نقاتل ونُأمن من كانوا أدوات لتركعينا ليأتوا بحقوقنا من عدونا ،و نحن نعلم كما الشمس في وضح النهار أن كسبنا وانتصارنا  غيظ يحرق وجودهم

ففي هذا الوقت هناك مقاصد وطنية ترخي بظلالها امام المقاومة الفلسطينية لدخول الي المفاوضات المباشرة مع الاحتلال لصياغة اتفاق هدنة  يتخللها  رفع الحصار وصفقة تبادل أسرى مشرفة وإعادة الاعمار تستطيع غزة  بعد ذلك أخذ نفس تمنحها قوة أكبر لاحتضان المقاومة

فحماس اليوم والغرفة المشتركة  خصم قوى يحسب له مئة حساب  ، من قاد معركة عسكرية أمام ذاك الجيش الذي نعوته بأنه لا يقهر،  فقُهر في غزة  من مسافة صفر  لهو قادر على أن يكون رشيقا يحرز أهدافا على طاولة المفاوضات  ويشفي صدور قوم مؤمنين.

 

البث المباشر