"بلالين الإزعاج" والإرباك.. مقاومة شعبية تحمل مطالب غزة

"بلالين الإزعاج" والإرباك.. مقاومة شعبية تحمل مطالب غزة
"بلالين الإزعاج" والإرباك.. مقاومة شعبية تحمل مطالب غزة

الرسالة- محمد عطا الله

 عاد مشهد تسخين الحدود على قطاع غزة عبر أدوات المقاومة الشعبية "بلالين الإزعاج" والإرباك الليلي يتصدر من جديد، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مماطلته برفع الحصار عن القطاع وعدم التزامه بتعهدات التهدئة التي تمت بوساطة دولية وأممية.

ومن خلال تلك الأدوات تحاول المقاومة في قطاع غزة الضغط على جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإرسال رسالة للوسطاء بأن استمرار الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة وتضييق الخناق على القطاع لم يعد أمراً مقبولاً، وأن المطلب واضح بكسر الحصار بشكل كامل دون مماطلة.

ومنذ أسبوع، يشهد السلك الفاصل مواجهات ليلية بعد عودة نشاط ما يسمى بالإرباك الليلي الذي يهدف إلى إزعاج وإشغال جيش الاحتلال على طول السلك مع قطاع غزة، عبر إشعال الإطارات المطاطية والعبوات الصوتية، التي تزعج الجيش ومستوطنيه.

ومنذ الأمس عادت وحدات "بلالين الإزعاج" إلى استئناف عملها مجدداً، وإطلاق العديد من البالونات التي تحمل رسالة مفادها أنه لا يمكن استمرار الصمت على سياسة الاحتلال اتجاه غزة وإبقاء الحصار ومنع الإعمار.

ومن المهم قوله، إن جيش الاحتلال حاول خلال الأيام القليلة الماضية تهدئة الأوضاع عبر التسهيلات الاقتصادية ورفع القيود على البضائع التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم وزيادة عدد التجار ومساحة الصيد، في المقابل فإنه لا يزال يماطل في إدخال أموال المنح ومنها "القطرية" وإعاقة إعادة الإعمار وغيرها.

وتحاول حكومة الاحتلال الضغط على المقاومة عبر الوسطاء بمطالبتها بوقف الإرباك الليلي على الحدود بحسب ما نقلته، صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

ووفق الصحيفة العبرية، فإن طلب (إسرائيل) جاء خلال زيارة منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في مناطق السلطة غسان عليان للقاهرة برفقة رئيس شعبة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي، حيث التقيا بكبار مسؤولي المخابرات المصرية.

وأشارت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين طلبوا من مصر أن تضغط على حماس لوقف الإرباك الليلي.

ويبدو أن فصائل المقاومة باتت مصرّة على كسر الحصار بشكل كامل وإعادة الاعمار وإدخال أموال المانحين، دون المماطلة وربط هذه الملفات بصفقة التبادل وجنود الجيش الأسرى لدى المقاومة، والاكتفاء بالتسهيلات المقدمة لغزة مؤخراً.

ويؤكد المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن الغزيين مصممون على انتزاع كل مطالبهم وكسر الحصار، موضحاً أنه لم يعد يقبل بالتخفيف المتدرج، وكل الخيارات والأدوات والوسائل مفتوحة ومتاحة للضغط على الاحتلال".

ويوضح القانوع في تصريحات صحفية، أنه "ما لم تتحقق انفراجة واسعة يلمسها شعبنا في غزة، فإن فعاليات كسر الحصار متواصلة وبأدوات مختلفة".

ويشير إلى أنه دون أن يبقى الاحتلال في حالة ضغط متواصل، واشتباك دائم لن يرضخ لمطالب أو يمنح حقوقاً.

في نهاية المطاف، فإنه لا يوجد لدى الاحتلال أي خيارات اتجاه تعامله مع قطاع غزة إلا بفك الحصار والاستجابة لمطالب المقاومة، وإلا فإن استمرار الوضع الحالي سيجر إلى جولة جديدة من التصعيد وهو ما لا يرغب به الجميع.

البث المباشر