قائد الطوفان قائد الطوفان

نفتالي بينيت تائه بين نافذة جدار غزة ونفق "جلبوع"

غزة- أحمد أبو قمر

لم يهدأ الحديث عن حادثة "نافذة الجدار" شرق غزة، ومهاجمة رئيس الوزراء (الإسرائيلي) الجديد بسبب قتل الجندي بارئيل شموئيلي، إلا واستيقظ الاحتلال على حدث فرار ستة أسرى من سجن جلبوع عبر نفق.

وتمثل حادثة نفق "جلبوع" صفعة إضافية لنفتالي بينيت الذي يخشى من تفكك ائتلافه الموسوم بالضعف بسبب تعدد الأحزاب اليمينية واليسارية والعربية داخله.

وتجدر الإشارة إلى أن الاعلام العبري، ينهال بالانتقادات اللاذعة على الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة، بسبب عدة أحداث أبرزها فشلها في التعامل مع ملف غزة.

وصباح الإثنين، تمكن ستة أسرى من الفرار من سجن جلبوع، عبر فتحة نفق كانوا قد حفروه من داخل السجن، في عملية فرار معقدة من أشد السجون (الإسرائيلية) حراسة.

                                              انتقادات وهجوم

بدوره، قال المختص في الشأن (الإسرائيلي) سعيد بشارات إن هناك "ضجة" في الإعلام العبري وانتقادات لاذعة وهجوم على الحكومة والمنظومة الأمنية بسبب فرار الأسرى من سجن جلبوع.

وأوضح بشارات في حديث لـ "الرسالة نت": "الحادثة ستؤثر بشكل مباشر على نفتالي بينيت وعلى المنظومة الأمنية لدى دولة الاحتلال".

وأشار إلى أن سجن جلبوع يعتبر من أكثر السجون تطوراً في التكنولوجيا الأمنية، وصُمّم حديثاً عبر أجانب لمنع أي عملية هروب محتملة.

وأكد أن ما حدث يأتي ضمن "الضربات المتلاحقة على رأس بينيت، وإحراجاً للحكومة التي تعاني من عدة أزمات داخلية.

وأشار بشارات إلى أن الحدث فتح باب السخرية في الإعلام العبري، وتمثل ذلك بالهجوم المكثف على الحكومة والمنظومة الأمنية".

وأضاف: "لا شك أن ما حدث سيؤثر على عمل الحكومة في ظل ترامي التهم داخلها، وعجز حكومة بينيت في التعامل مع عدة ملفات أهمها غزة".

وختم حديثه: "تبعات حادثة النفق من القبض على الأسرى من عدمه وكيف سيتعامل جيش الاحتلال معه سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة للحكومة".

                                                    ضربة موجعة

ومنذ عملية "سيف القدس" نالت (إسرائيل) سلسلة من الإخفاقات التي وصلت حد الإطاحة برأس الحكم وقتها بنيامين نتنياهو، وتشكيل الائتلاف الهش بين اليمين واليسار برئاسة بينيت.

وحتى بينيت الذي حاول مراراً التغني بتغيير المعادلات مع الفلسطينيين بشكل عام، ومع غزة بشكل خاص، فشل في تحقيق أهدافه، ويخشى الدخول في مواجهة مع الفصائل الفلسطينية تنهي حياته السياسية.

وقال المختص في الشأن (الإسرائيلي) محمود مرداوي "إن عملية الهروب المباركة هذا الصباح تشكل ضربة تحت الحزام للأمن الصهيوني، إذ إن مديرية السجون وأجهزتها المختلفة تتخذ عدة إجراءات لمنع حدوث عملية هروب من هذا النوع".

وأضاف مرداوي: "هذه العملية موجعة جدًا للأمن الاسرائيلي، وتذكر بعملية الهرب من سجن عسقلان والتي وصفت بالعملية الهوليوودية نظراً لدقتها وبراعة تخطيطها وشجاعة من قاموا بتنفيذها في حينه".

واعتبر الجنرال احتياط في جيش الاحتلال، آفي بنياهو، أن هذا الهرب من نفق حفره ستة سجناء أمنيين في سجن شطا، هو إخفاق كبير جداً يكشف عن أوجه قصور خطيرة للغاية في المخابرات والأمن بالمنشأة.

ونقلت القناة 12 العبرية، عن مسؤول كبير في الشرطة وصفه لحادثة هروب الأسرى الأمنيين من سجن جلبوع بأنه أحد أخطر الحوادث الأمنية في البلاد بشكل عام.

ووصف المسؤول الحادثة بالمحرجة لمصلحة السجون، وأن التخطيط لها بدأ منذ فترة طويلة دون وجود أي معلومات استخباراتية حول ذلك.

وفي تفاصيل عملية الهروب، وفق رواية الإعلام العبري، أشارت التقديرات إلى أن حفر النفق استغرق عدة سنوات، وأنه كانت تنتظر الأسرى 6 سيارات للهروب، لنقلهم مباشرةً إلى الضفة الغربية.

وبحسب القناة 12 فقد تم حفر النفق أسفل "مغسلة" المرحاض، وتمكنوا من الخروج عبر بئر الصرف الصحي للسجن.

وأشارت إلى أن مزارعين كانوا يعملون في المنطقة هم أول من اكتشف عملية الهروب، وظنوا أنهم "لصوص" فأبلغوا الشرطة

البث المباشر