الذي نبش موضوع الكوفية واختلق روايتها، دوافعه ليست حمية وطنية زائدة، ولا يبحث عنها حتى نقول أن ما حرّكه هو الشعور بالنقص الوطني لكنه جانب الصواب في الأسلوب .
الذي جاء بهذا الخبر نجح اليوم في الإيقاع بين بعض البسطاء من أبناء شعبنا فأطلقوا أحكام متعجلة،
كما نجح بالأمس في إثارة العنصرية الجغرافية بين غزة والضفة الغربية في قضية من أقدس القضايا وهي الأسرى الستة، فرج الله كربهم.
إن استدعائها بهذه الطريقة وتوجيه التفاعل معها، يخالف قيم وأخلاق شعبنا، وفيها إساءة لنا جميعاً أمام الشعوب الأخرى وهي تراقب منشوراتنا التي تتقاذفها الجاهلية العمياء عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
بينما لو توقفنا دقيقة صمت وهدوء نتفكر سيخبرنا وعينا الوطني "الجمعي" بالحقيقة أن كوفيتنا هي محل إجماع اعتمرتها أجيال الثوار بين الأمس واليوم، وبها انطلقت أقوى العمليات الفدائية، ووجهت من خلالها العمليات النفسية الضاربة آخرها خطاب ضرب تل أبيب في مايو 2021 أمام شاشات التلفزة العالمية.
حيث بات صاحب الكوفية أو الملثم مصدر رعب لعدونا وصانع معادلات التوازن، ومحل احترام شعوب العالم، وفي نفس الوقت أصبح أبو الكوفية أيقونة للشرف والكرامة والكبرياء يفتخر بها كل فلسطيني حر غيور .