حين يرتبط اسم القدس بجنين تكتمل خريطة التحرير بالدم

حين يرتبط اسم القدس بجنين تكتمل خريطة التحرير بالدم
حين يرتبط اسم القدس بجنين تكتمل خريطة التحرير بالدم

الرسالة نت-أمل حبيب

لا يفهمُ هذا المحتلُ إلا لغةَ القوةِ، ولم تهدأِ الثورةُ في الضفة يومًا، وكان الجديدُ صباحَ الأحدِ، دماءً على الطريق.

تدريجيًا أزهر الورد حدودًا حول دماءِ الأربعةِ، سال الدم هناك، قرب الاشتباك وبعده، ثم انعكست لنا صورةٌ واحدةٌ تشبه خريطةً جديدةً للتحرير!

في جبال القدس وأطراف جنين كان للثأر حكاية، استُشهد بعدها أربعة شبان فلسطينيين، وأصيب جنديان من جيش الاحتلال بجروح خطيرة، خلال اشتباكات مسلحة وقعت صباح أمس الأحد.

اكتمل المشهد!

صباحٌ مختلفٌ، يجدد فينا كل شيء، تقفزُ في وجهنا صورةُ فارسٍ على خيلٍ شقراء، كأنها صورةٌ من العصر الكلاسيكي!

لها صوت، صوت صهيل الخيل، أم هو صوت أحمد!

أم أنها ربوع القدس كانت تودعه؟ ثم ماذا تفعل كوفية العياش، تلف أَنَفَةَ العُنُق حتى يكتمل المشهد!

صورةٌ كنموذج مرجعي للحب.. للدم.. للكرامة.. كانت من نصيب الشهيد أحمد زهران الذي أخبرنا قائلًا في إحدى كتاباته "لا أتخيل نفسي عجوزًا أشرب الأدوية.. أريد الموت قبل الأربعين!"، وبعد صورته الأخيرة أجبناه: "ونحن لا نتخيل هذا الفارس إلا شهيدًا"!

بعد المشهد المكتمل، وجهت كتائب عز الدين القسام "التحية إلى أهلنا في القدس والضفة المحتلة الذين ما هدأت ثورتهم ولا خبت عزيمتهم، وسطروا في كل المراحل صفحات عزٍ ناصعةً رغم ملاحقة الاحتلال وأذنابه، ولم تثنهم كل المحن عن مواصلة درب الجهاد والمقاومة".

الأمهات لا يعرفن الانكسار كما لا تعرفه أمينة زهران والدة الشهيد أحمد زهران التي افتخرت أمام الجميع بعد تلقيها خبر استشهاد نجلها بأنه ارتقى مقبلًا غير مدبر، ولم يسلم نفسه لأعدائه، متهمة السلطة الفلسطينية بالتنسيق مع الاحتلال لقتله.

وكشفت أم زهران في مقابلة مصورة عن أن ضابط مخابرات الاحتلال هددها بقتل ابنها المطارد أحمد أثناء آخر اقتحام للمنزل قبل عدة أيام إذا لم يسلم نفسه، وقال لها: "رح أبعتلك ابنك مقطع تقطيع"، لكنها ردت عليهم: "إذا كتب الله له الشهادة فلْيحفظْهُ اللهُ ولْيرضَ عنه ولن أعطِيَك شيئاً".

مقاومة عنيدة!

واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، رحلوا معًا، ثلاثة منهم في القدس، وواحد زُفّ عريسًا قبل عرسه فكان الأسامة في جنين!

اشتباكاتٌ مسلحةٌ مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة برقين غرب جنين، واشتباكاتٌ أخرى في قرية بيتِ عنانَ بالقدس، وحكايةُ عزٍ واحدةٌ سجلتها ذاكرةُ أيلول هذا العام.

لا رادعَ لهذا العدو إلا مقاومةٌ عنيدةٌ، يؤكد على ذلك القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، قائلًا: "في الوقت الذي نعتبر فيه الشهادةَ اصطفاءً، والشهداءَ مناراتٍ للحريةِ، فإن هذا الاحتلال لا يفهم إلا لغةَ القوة، ولا رادعَ له إلا بمقاومةٍ عنيدةٍ تُحِيلُ أمْنه رعباً وتقابل الدمَ بالدمِ".

دمعاتُ الحبيباتِ لم تتوقف، وزغاريدُ الأمهاتِ كذلك، هذا المشهدُ الفريدُ حصريٌ في فلسطين، فما بين القدسِ وجنينَ خريطةٌ واحدةٌ للتحرير لا تُكتبُ إلا بالدم!

 

 

 

البث المباشر