عند دخولك مدينة بني خداش التي تقع في أعالي جبال الجنوب الشرقي التونسي وتتميز بهدوئها يلفت انتباهك انبعاث أصوات تجويد للقرآن الكريم تعلو كلما اقتربت من مقر الجمعية القرآنية بالمدينة التي تخرج فيها مئات من حفظة كتاب الله.
تلقب مدينة بني خداش بـ"مدينة حفظة القرآن"، فقد تخرج فيها قرابة 500 حافظ لكتاب الله بين نساء ورجال وأطفال، ويتوزع أكثر من 400 إمام من أهل المنطقة على كامل محافظات تونس، فضلا عن زيادة الطلب على أئمة المدينة في شهر رمضان المعظم.
وتعدّ "بني خداش" منطقة جبلية تابعة لمحافظة مدنين (جنوب تونس)، وقد مثلت قلعة نضال مهمة في حقبة الاستعمار الفرنسي، وتعرف بكثرة المعالم الأثرية على غرار القصور الجبلية والمعالم الدينية التي يعدّ جامع علولة أبرزها إذ أدرجته منظمة الإيسيسكو حديثا في قائمة التراث الإسلامي العالمي.
عادة متوارثة
حفظ القرآن الكريم عادة متوارثة عبر الأجيال في منطقة بني خداش، فقد بدأ الأهالي تحفيظ الفرقان لصغارهم منذ أكثر من قرن قبل افتتاح المدارس الابتدائية في المنطقة.
وكانوا يجتمعون في الجوامع والقصور الجبلية ويحفظون القرآن باللوح وصمغ الخرفان الذي يكتبون به الآيات لعدم توفر الطباشير آنذاك، ومن أشهر الحفظة حينئذ مبروك بن هلال ومحمد البوبكري.
ومع مرور السنين وافتتاح المدارس والكتاتيب، ظلت عادة تحفيظ القرآن قائمة إذ حرصت بعض العائلات على تحفيظه لجميع أفرادها، بل صارت شبه منافسة في ما بينها بخاصة بعد استنشاق حرية الثورة حيث كان النظام السابق يتتبع الحفظة والأئمة.
وبفضل حفظ القرآن وتعليم أصول الدين تنحدر من منطقة بني خداش شخصيات مهمة في هذا المجال؛ منهم الشيخ محمد البارودي الرئيس السابق للرابطة الوطنية للقرآن الكريم، وعبد المجيد النجار رئيس اتحاد علماء المسلمين بتونس حاليا الذي قال في تصريح للجزيرة نت إن الفضل يعود لمدينته التي ينتهج سكانها حفظ القرآن حتى قبل ظهور المدارس.
وأضاف النجار للجزيرة نت "عرفت بني خداش بكثرة الكتاتيب وأنا شخصيا بدأت حفظ القرآن وتعلم أصول الدين منذ طفولتي هناك؛ فهي عادة متوارثة في منطقتنا شبه المعزولة".
وبفضل حفظ القرآن وتعليم أصول الدين تنحدر من منطقة بني خداش شخصيات مهمة في هذا المجال؛ منهم الشيخ محمد البارودي الرئيس السابق للرابطة الوطنية للقرآن الكريم، وعبد المجيد النجار رئيس اتحاد علماء المسلمين بتونس حاليا الذي قال في تصريح للجزيرة نت إن الفضل يعود لمدينته التي ينتهج سكانها حفظ القرآن حتى قبل ظهور المدارس.
وأضاف النجار للجزيرة نت "عرفت بني خداش بكثرة الكتاتيب وأنا شخصيا بدأت حفظ القرآن وتعلم أصول الدين منذ طفولتي هناك؛ فهي عادة متوارثة في منطقتنا شبه المعزولة".
ولصغار المنطقة نصيب في الحفظ، فهم يبدعون في تجويد القرآن وترتيله وحفظه عن ظهر قلب وحتى إمامة الناس رغم صغر سنهم، على غرار الطفل ياسين عثماني (15 عاما) الذي قال إنه بدأ حفظ القرآن منذ سن العاشرة وهو الآن يؤمّ الناس في الجامع بخاصة في صلاة التراويح في شهر رمضان.
يردد طلاب جمعية القرآن الكريم آيات الله بأصوات متناغمة ومخارج حروف صحيحة ومدروسة، ويتوارثون الحفظ جيلا بعد جيل، بل يتسابقون في منافسة شريفة، فصوت ترتيل القرآن لا ينقطع في منطقتهم وكلمات الله لا تنفد.
المصدر : الجزيرة