طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

اعتداءات وحشية على سكان المقفرة جنوب الخليل

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت – مها شهوان

لا تزال السلطات الإسرائيلية تغض الطرف عن تصرفات مستوطنيها في الاراض الفلسطينية وتهجمهم على الفلسطينيين بالسكاكين والحجارة بحماية الجنود المدججين بالسلاح، كما يحدث مؤخرا في قرية المقفرة في مسافر يطا جنوب الخليل، حيث يعتقل كل مواطن يحاول الدفاع عن نفسه وأهله وبيته.

نهاية الشهر الماضي اعتدى المستوطنون على منازل سكان القرية، وكان الحدث الأبرز في بيت الحمايدة، عندما هرعت والدة الطفل محمد لنقل صغارها إلى غرفة أكثر أمنا عقب سماعها صراخه بسبب اعتداء المستوطنين عليه.

بقيت الأم تركض وتنقل أبناءها الأصغر سنا وحدها، وحين عادت لنقل "محمد" – 4 سنوات - وجدته غارقا بدمائه بعد أن ضربه من أحد المستوطنين بعصا على رأسه.

لم يتوقف الاعتداء عند هذا الحد، بل قذفه ثلاثة مستوطنين ملثمين بالحجارة حيث نقله الإسعاف للمستشفى.

وبحسب رواية الجد محمود، فإنه وصل إلى بيت ابنه بعد سماعه صراخ والدة "محمد" حين دخل مستوطن إلى المنزل عبر النافذة وضرب حفيده أثناء نومه بهراوة على رأسه مما تسبب في كسر جمجمته.

ولم يكتف المستوطنون بذلك بل أغلقوا الطرق ومنعوا وصول سيارات الإسعاف لنحو ساعتين، حتى جاءت مركبة إسعاف تابعة للاحتلال، وحاول المستوطنون منعها أيضا، قبل أن تتمكن من نقل الطفل.

ويؤكد سكان الخربة أن المستوطنين دخلوا بنية ارتكاب مجزرة بحق الأهالي، خاصة أنهم كانوا يحملون الأسلحة النارية، والخناجر، والسكاكين، والعصي والهراوات.

وهذه أول مرة يحدث هذا الاعتداء الأكثر همجية على البيوت، فغالبا تكون المواجهات في منطقة بعيدة أكثر وليس داخل القرية وبهذه القوة كما حدث مع الصغير "محمد".

ويعيش في قرية خربة المقفرة غير الموصولة بالكهرباء والمياه 11 عائلة، وتعاني من العنف الذي يمارسه المستوطنون.

لجان حراسة

وعبر تصريحات إعلامية ذكر فؤاد العمور منسق لجنة حماية وصمود جبال جنوب الخليل ومسافر يطا أن اللجنة فعّلت لجان حراسة في المنطقة تحسبا لتجدد هجوم المستوطنين، مشيرا إلى الاستمرار في تنظيم الفعاليات الاحتجاجية ضد انتهاكات الاحتلال بحق المواطنين وأراضيهم.

وأوضح العمور أنه من ناحية سياسية يحظر على المستوطنين دخول المنطقة ولكنهم اعتادوا على العربدة خاصة في ظل حماية جيش الاحتلال، مبيناً أن المقفرة إحدى قُرى الكهوف وتقع على أطراف مدينة يطا جنوب مدينة الخليل، كانت "إسرائيل" تسعى منذ عقود لتهجير وتدمير سكانها، بينما يُظهر سكانها صمودًا وتحملًا عاليين.

كما يرفض المواطنون مغادرة منازلهم رغم الظروف المعيشية القاسية التي فرضها عليهم الاحتلال، فيمنع ربطها بالبنية التحتية للمياه، والكهرباء، ويمنع البناء بما في ذلك العيادات والمدارس وملعب الأطفال، كما يمنع تعبيد أو تجديد طرق الوصول بينها، ولذلك يضطر السكان للعيش في المغارات والكهوف حتى لا يتركوا أرضهم.

وتقع خربة المقفرة بين ثلاث مستوطنات، الأقرب إليها مستوطنة "أفيغال" التي تتميّز بمبانيها العصرية والحديثة والتي تمتد وتتوسع على حساب أراضي المواطنين. وتطمع سلطات الاحتلال بالخربة وتسعى إلى طرد أهاليها والسيطرة على أراضيهم وسرقتها لصالح تلك المستوطنات.

مسافر يطا عبارة عن 19 تجمعا فلسطينيا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وخصصت سلطات الاحتلال منذ الثمانينات معظم أراضيها وضمنها 14 تجمعا كمناطق عسكرية مغلقة لأغراض التدريب العسكري أو ما يُسمى مناطق إطلاق النار.

ونتيجة لذلك أصبحت التجمعات التي تعيش فيها عرضة لسلسلة من السياسات والممارسات التي قوضت أمن السكان وزادت من تردي ظروف معيشتهم وارتفعت مستويات الفقر والاعتماد على المساعدات الإنسانية.

وباتت هذه التجمعات عرضة لخطر التهجير القسري، حيث طرد الاحتلال في عام 1999 معظم السكان من المنطقة ودمر أو صادر معظم منازلهم وممتلكاتهم.

ويحاول الاحتلال ومستوطنوه تهجير 16 خربة في مسافر يطا، تقع نهاية سلسلة جبال الخليل باتجاه هضبة النقب، ويقطنها نحو "2200" فلسطيني يصرون على الصمود والبقاء على أراضيهم.

البث المباشر