اذا ما استثمرتها جيدا

تحليل: الاعتراف بالدولة سيعطي السلطة دفعة قوية

الرسالة نت - شيماء مرزوق

يرى محللون سياسيون ان اعتراف بعض الدول مثل البرازيل والارجنتين بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 سيعطي دفعة قوية للسلطة الفلسطينية اذا ما نجحت في استثماره بشكل جيد, الا ان هذه المواقف لن ترقي الي مستوي اعتراف عالمي, موضحين ان الفلسطينيين بحاجة لتثبيت اركان الدولة الفلسطينية على الارض بالتعاون مع كل دول العالم.

فمن جانبه أكد المحلل السياسي هاني حبيب على ان قرارات الاعتراف المتتابعة هامة جدا للقيادة الفلسطينية والتي تعاني من تصلب وتعنت في المواقف السياسية من قبل اسرائيل والولايات المتحدة, الا ان هذه الاعترافات لا يمكن ان ترقي الي اعتراف عالمي.

واوضح ان الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تحكمها قيادات يسارية ومعادية للسياسة الامريكية في كل مكان, كما انها انظمة صديقة للشعب الفلسطيني, وبالتالي فإن الاعتراف لا يمكن الاستهانة به خاصة وانه يصدر من دولة كبيرة كالبرازيل والتي تعتبر رابع اقوى اقتصاد في العالم, وتسعى للعب دور هام في السياسة الدولية يوازي دورها الاقتصادي.

من جانبه أكد الدكتور هاني البسوس المحلل السياسي على ان هذه الدول متعاطفة مع الشعب الفلسطيني وتدعمه ولذك هي تقوم بنوع من الحراك والاحراج لإسرائيل والمجتمع الدولي, موضحاً ان هناك محاولات من السلطة الفلسطينية لإيجاد بدائل عن المفاوضات التي لم تجدي نفعاً بالتعاون مع بعض الدول لتحريك العالم باتجاه القضية الفلسطينية.

احد الخيارات

وحول دلالة التوقيت الذي جاء فيه الاعتراف بالدولة الفلسطينية شدد حبيب على ان البعض يربط بين موقف هذه الدول وبين تصريح رئيس السلطة محمود عباس الاخير بإمكانية اللجوء الي خيار حل السلطة اذا ما فشلت كل مساعي احياء عملية التسوية, معتبرا انه لا يوجد تزامن بين القرارين لان هذه الدول اعربت عن نيتها الاعتراف قبل تصريح عباس.

في حين اعتبر البسوس ان هذه الاعترافات هي احد خيارات السلطة التي تطرحها  كبديل عن المفاوضات من خلال اعلان دولة بالتنسيق مع الامم المتحدة وبعض الدول المستعدة للاعتراف بها وذلك بعد التعنت الاسرائيلي ورفض تجميد الاستيطان.

وشدد حبيب على ان الاعتراف يشكل ضغط على اسرائيل الولايات المتحدة ويعطي دفعة قوية للسلطة الفلسطينية اذا ما نجحت في استثماره بشكل جيد.

واشار الي ان الاعترافات لن ترقي الي مستوي اعتراف عالمي لان الاعتراف باي دول يستلزم ثلاثة عناصر اساسية وهي الارض والشعب ونظام الحكم الذي يسيطر عليها, ومن المعلوم ان هذه العناصر منقوصة في ظل سيطرة اسرائيل على كل شيء.

تثبيت اركان

بدوره قال البسوس "الفلسطينيين بحاجة لأكثر من الاعتراف, ومن الناحية القانونية بحاجة لتثبيت اركان الدولة الفلسطينية على الارض بتعاون من كل دول العالم", وتابع ان هذا الاعتراف قد يشكل عبْ على الشعب الفلسطيني لأنه يعطي صورة لوجود دولة مستقلة ذات سيادة وحكومة وامكانيات وبالتالي فتتحمل هي مسئولة نفسها وشعبها وتتنصل اسرائيل بسهولة من مسئوليتها كدولة محتلة.

ولفت حبيب الي ان منظمة التحرير اعلنت قيام الدولة الفلسطينية في العام 1988 وساندتها معظم دول العالم في حينه الا انها فشلت في تطبيق القرار على ارض الواقع.

لكن البسوس نبه إلى ان هذه الاعترافات لن تؤثر على مسار التسوية, حيث ان منظمة التحرير اعلنت في العام 1988 قيام الدولة الفلسطينية باعتراف 120 دولة في العالم ومع ذلك لم يتغير شئ على ارض الواقع, معتبرا ان هذه المواقع لن تؤثر على الواقع المفروض على الارض والامن والسياسة, ولن تشكل تهديد لاسرائيل.

وكانت البرازيل والارجنتين قد اعترفتا مؤخراً بفلسطين دولة حرة مستقلة داخل حدود 1967, في حين اعلنت الاوروغواي، الشريكة لهاتين الدولتين الثقيلتي الوزن في امريكا الجنوبية، انها تنوي الاعتراف بدولة فلسطين عام 2011.

وبعثت رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر مذكرة الى نظيرها الفلسطيني محمود عباس تبلغه فيها بان بلدها "يعترف بفلسطين دولة حرة مستقلة داخل حدود 1967" كما اعلن وزير الخارجية هكتور تيمرمان.

وكانت البرازيل، العملاق الجنوب الامريكي، اتخذت الجمعة الماضي قرارا مماثلا, مما دفع اسرائيل لانتقاد هذه المواقف واعتبارها خطوات مؤسفة ومعادية.

البث المباشر