قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة تتزين عشية العرس الثالث والعشرين

الرسالة نت - هادي إبراهيم

تبث شاشات "LCD" في شوارع قطاع غزة هذه الأيام لقطات لقيادات تاريخية في حركة المقاومة الفلسطينية حماس يؤكدون خلالها التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية ويرفضون الاعتراف بـ"إسرائيل" أو حتى التفاوض معها.

وتأتي تلك العروض في إطار الاستعداد الذي تسعى من خلاله حركة حماس التي تدير شؤون قطاع غزة إلى جذب الجماهير الفلسطينية للمشاركة في يوم انطلاقتها في الرابع من هذا الشهر. وترسل حماس خلال هذا اليوم الذي تعتبره علامة فارقة في التاريخ الفلسطيني الرسائل للعدو والصديق وتشير خلاله إلى الاستراتيجية التي تعتمد عليها خلال الأعوام المقبلة.

المشهد في مدينة غزة التي وصلت لها مياه الأمطار متأخرة هذا العام مختلف الآن، فالأعلام الخضراء تزين سماء المدينة ووزراء في الحكومة الفلسطينية وقادة وأنصار حركة حماس يقومون بأوسع حملات تنظيف للمدينة في مسعى إلى إظهار المدينة في أحسن حال خلال "عرس الانطلاقة" بحسب ما يقال هناك في غزة.

ليس حماس وحدها التي تستعد فهناك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أيضاً تستعد لإحياء ذكرى انطلاقتها في الحادي عشر من هذا الشهر لكن درجة الاستعداد تختلف بين حركتين إحداهما اسلامية تنتمي بفكرها للإخوان المسلمين والأخرى تؤمن بالفكر اليساري الماركسي لتحرير الأرض الفلسطينية من دنس الاحتلال.

يقول المتحدث باسم حماس فوزي برهوم الذي شارك في حملة النظافة التي نظمت الأحد الماضي "مهم أن نجعل عنوان غزة حضارياً لنؤكد أن مدينتنا باتت نظيفة استكمالاً لكافة المسارات الأمنية الجيدة والاقتصادية والصحية".

يقول أيضاً وزير الأشغال العامة والإسكان الدكتور يوسف المنسي الذي شارك في الحملة ذاتها للصحافيين "على الجميع أن يشارك الجميع في العمل التطوعي .. مثلما أبدع الإنسان الفلسطيني في المقاومة والإعمار سيتمكن من الإبداع في العمل التطوعي".

في غزة يوجد فخر بالحالة الأمنية والاجتماعية الحاصلة الآن لكن السكان لا يزالوا يتذمرون من سوء الأوضاع الاقتصادية وانعدام فرص العمل. 

تحاول الحكومة الفلسطينية التي يقودها إسماعيل هنية أن توفر فرص عمل للسكان، وتسعى جاهدة لتطوير البنية التحتية لكن حجم الدمار الذي أحدثته ألة الحرب الإسرائيلية كبير بكل المقاييس على حكومة محاصرة منذ ولادتها بعد أن اختارها الشعب الفلسطيني.

هذا الدمار وقع خلال الحرب الإسرائيلية التي استمرت 22 يومناً وخلفتاً أكثر من سبعة ألاف شهيد وجريح في نهاية العام 2008 وطلع العام 2009.

الحكومة في غزة لا تتوقف لحظة عن توجيه اللوم إلى الحكومة الإسرائيلية وسياسة الحصار الذي تفرضه على القطاع الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة. 

يريد أركان هذه الحكومة أن يحتضنوا احتفال حماس هذا العام بشكل مختلف بحسب ما قال مسؤولون كثر.

في ساحة تعرف باسم "الكتيبة الخضراء" في غزة يعمل نشطاء حماس بشكل متواصل من اجل تجهيز المكان لاحتضان الاحتفال.

المنصة التي ستزين تلك الساحة مختلفة هذا العام إذ يشرف على بنائها مهندسون محليون ويطمحون إلى اظهار مجسماً للمسجد الأقصى فوقها يشعل حماس الجماهير التي ستكحل أعينها بهذا المشهد خلال الاحتفال.

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيزداد اشتعال في حال وقع مكروه للمسجد الأقصى أو مرافقة بفعل سياسة الحفريات الإسرائيلية.

يقول مراقبون إن حماس وفصائل أخرى ستكون قنابل بشرية ستنفجر في وجه إسرائيل إذا أصاب هذا المكان المقدس أي سوء.

التحذيرات في هذه الأيام تتزايد حول امكانية انهيار المصلى المرواني. بعض القيادات الإسلامية وليس العربية حذرت حكومة نتنياهو اليمنية من خطورة وقوع هذا المكروه لا سمح الله.  

في حفل حماس الثالث والعشرين سيتم تعبئة الجماهير ضد اسرائيل وأفعالها بحق المقدسات الإسلامية.

ويتوقع مراقبون محليون أن تكون المشاركة الجماهيرية لافتة خلال هذا الاحتفال إذ يقول الكاتب والمحلل السياسي وليد المدلل "نشطاء وأنصار حماس لديهم نوع من الالتزام  الصارم للمشاركة في مهرجان الانطلاقة المقبل".

ويعتقد المدلل الذي يحاضر في إحدى الجامعات العريقة بغزة أن حالة التناقض مع الآخرين غير بارزة بين صفوف أنصار حماس، متوقعاً ظهور حالة من الاسترخاء في الحضور، وزاد على قوله :"إن زخم الحضور سيبقى موجود وواسع خلال المهرجان".

ونبه المدلل إلى أن حركة حماس محاصرة وأدواتها السياسية غير فاعلة حتى الآن، لكنه أشار إلى أن قادة الحركة سيسعون إلى إرسال  رسائل لعدة أطراف فلسطينية وعربية ودولية خصوصاً فيما يتعلق بملف المصالحة الداخلية

 

 

 

""

""

 

""

 

""

""

 

""

""

 

""

 

""

""

 

 

البث المباشر