وادي الجوز في مصيدة الاستيطان

ارشيفية
ارشيفية

الرسالة نت – مها شهوان

منذ سنوات تعمل سلطات الاحتلال للاستيلاء على حي الجوز السكني الواقع شمال الزاوية الشمالية الشرقية لسور القدس المحتلة.

ويعد حي وادي الجوز المنطقة الصناعية الوحيدة الموجودة شرق القدس المحتلة، فهناك العديد من ورشات تصليح السيارات والنجارة والمخابز والمطاعم وغيرها، التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى اقتلاعها وإحلال مشاريع ضخمة تكنولوجية مكانها، فيما بات يُعرف بمشروع "وادي السيليكون".

ومنذ موافقة لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية القدس نوفمبر 2020 على خطة رئيسية بعنوان "تطوير وادي الجوز"، وتتضمن هدم 200 منشأة فلسطينية ومصادرة ألفي دونم من الأراضي، وعمليات هدم البيوت وسرقة الأراضي مستمرة.

عند الموافقة على خطة "تطوير وادي الجوز" كانت بلدية الاحتلال قد أمهلت أصحاب المحال التجارية والورش في المنطقة الصناعية لستة أشهر للإخلاء الكامل والنهائي للكراجات والمطاعم وغيرها، وادعت في قرارات الإخلاء التي سلمتها لأصحاب الورش أنها تنوي تنفيذ ما أسمته "مشروع خطة مركز مدينة القدس الشرقية"، على أنقاض هذه المحال.

ويشمل المخطط إقامة بنايات ضخمة ستستخدم في قطاع التكنولوجيا و"الهاي تيك"، كذلك إقامة حدائق ومكاتب ومبان حكومية.

وأظهرت تقارير صحفية إسرائيلية أن المنطقة المهوّدة ستصبح مقرا لشركات تكنولوجيا المعلومات الاحتلالية فيما يشبه "وادي السيلكون" التكنولوجي في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

وجاء في إنذار بلدية الاحتلال حينها إنها "ملزمة ببدء إجراءات فرض القانون ضد مخالفات البناء بما في ذلك الاستخدامات الاستثنائية حتى لو بنيت قبل سنوات طويلة، وسيعاقب كل من تثبت مخالفته للقانون وفقا للعقوبات المنصوص عليها قانونيا، بما في ذلك الغرامات وأوامر الحظر والهدم".

يقول فخري أبو دياب المختص في شؤون القدس:" المنطقة الصناعية في واد الجوز هي الوحيدة الخاصة بالفلسطينيين في الجزء الشرقي من المدينة، وهدمها يعني قطع أرزاق مئات المقدسيين وإجبارهم على التبعية الاقتصادية للاحتلال".

وذكر أبو دياب "للرسالة" أن السيطرة على وادي الجوز وتنفيذ مشاريع استيطانية فيه يعد جريمة حرب منافية للقوانين الدولية، خاصة وأن المنشآت القائمة في واد الجوز موجودة قبل احتلال القدس، لذلك يجب التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لتجريم الاحتلال.

وعن عمليات الهدم التي ينتهجها الاحتلال في واد الجوز، لفت إلى أن الهدف منها تهجير سكان القدس واقتلاعهم من أرضهم لتصفية الوجود الفلسطيني في المدينة.

وأكد أبو دياب أن الاحتلال دوما يغلف مشاريعه التهويدية بمسميات مختلفة لترويجها وتقليل الضغط عليه سواء داخليا أو خارجيا من أجل تغيير الواقع في مدينة القدس.

وتجدر الإشارة إلى أنه في بدايات القرن الـ 20، كان في الحي منازل لعائلات: البدرية، شهوان، الهدمي، الدويك، عكرماوي، أبو غزالة، شرافة، حمدون، الدجاني، كمال، العفيفي وقطينة. وكانت المنازل في الحيّ أكثر بساطة من التي في المناطق الأكثر ثراءً في المدينة الجديدة.

وسُمّي الحي بوادي الجوز لنمو أشجار الجوز فيه، وبعضها ما زال موجوداً حتى اليوم، كما يسكن فيه 15.073 نسمة بحسب تحديثات بلدية القدس لسنة 2017، وفيه ما يقارب 2134 شقة سكنية.

 

البث المباشر