الرسالة نت – كمال عليان
تتوالى الضربات على رؤوس المواطنين الفلسطينيين كما يقولون، ففي الوقت الذي لا يزال الحصار يشد الخناق عليهم من كافة النواحي جاءت أزمة الكهرباء في الشتاء مجددا ليزيد الطين بله.
في المقابل ظهرت مؤشرات شركة توزيع الكهرباء وسلطة الطاقة مقلقة للمواطنين نظرا لأن زيادة الطلب على الكهرباء يعني زيادة العجز في توزيع الكهرباء بحسب المسئولين في شركة الكهرباء.
ويعاني أهالي قطاع غزة من مشكلة الانقطاع المتكرر للكهرباء والتي تستمر لساعات طويلة جراء نقص كمية الوقود المدخلة لشركة الكهرباء فضلا عن زيادة استهلاك الكهرباء في فصل الشتاء.
وتحتاج محطة توليد الكهرباء في غزة 2200 كوب أسبوعياً وهي الكمية التي كان الاتحاد الأوروبي يمولها، ومن ثم بدأ التقليص في ظل الحصار المفروض إلى 1500 كوب أسبوعياً، فيما بدأ هذا التقليص يزداد في الأيام الأخيرة.
ويرى المدير العام لشركة توزيع كهرباء محافظات غزة المهندس سهيل سكيك أن أزمة الكهرباء ممتدة في جميع فصول العام، مبينا أنه في فصل الشتاء يزداد الطلب على الكهرباء وبالتالي تزداد المشكلة.
وقال سكيك في تصريح خاص لـ"الرسالة نت" :" كان لدى الشركة عجز بحوالي 33% وأما الآن فالعجز وصل إلى 50% ، نظرا لقلة الوقود المدخل بالإضافة قصف الاحتلال أحد محولات الرفع".
وأوضح المدير العام لشركة توزيع الكهرباء أن الجدول الجديد يقضي بانقطاع الكهرباء 8 ساعات يوميا،.
وطالب سكيك جميع المواطنين بالالتزام بدفع فاتورة الكهرباء حتى تستطيع الشركة دفع الالتزامات والفواتير للشركات الصهيونية، كاشفا النقاب عن اعدادهم قوائم للموظفين غير الحكوميين لاستقطاع جزء من رواتبهم لصالح شركة الكهرباء.
وكانت شركة الكهرباء أعلنت أنها أعدت جدولاً جديدا لقطع التيار مدة ثماني ساعات يومياً عن أحياء محافظات القطاع الخمس التي يقطنها 1.5 مليون فلسطيني.
وقد بلغت خسائر شبكات توزيع الكهرباء بعد حرب غزة الأخيرة 10.5 مليون دولار، حيث تم تدميرها في كثير من المناطق تدميرا كاملا وانهارت بشكل جزئي في معظم مناطق وأحياء القطاع.
ويسعى أهالي قطاع غزة إلى تعويض النقص الحاد للكهرباء باستحداث بدائل أخرى، ففضلاً عن الشموع والأضواء الزيتية، ومحاولات استحداث بدائل للطاقة أوقفها الحصار، تنتشر المولدات الكهربائية بأحجامها المختلفة في مختلف مناطق قطاع غزة، التي تعاني هي الأخرى من مزاجية الاحتلال الإسرائيلي في ادخال الوقود المشغّل لها.
ومما يزيد الطين بلة أن المولدات التي يستخدمها الغزيون بديلاً عن الكهرباء العادية لا تصلح لتشغيل مدفئة البيت، ناهيك عن الأصوات العالية التي تنطلق من المولدات أثناء التشغيل، وروائح العوادم التي تنبعث منها خانقة أنفاس المواطنين إلى حد الموت.
وتعود من جديد أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة لتؤرق مضاجع نحو مليون ونصف مليون فلسطيني، ولكن يبقى الشعب الفلسطيني أقوى من كل تلك المضايقات.