في ذكرى إنطلاقتها الـ23

دويك: تجربة حماس رائدة في البرلمان والحكومة

غزة-فايز أيوب الشيخ

اعتبر رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز دويك، أن تجربة حركة حماس في البرلمان والحكومة "تجربة فريدة ورائدة في إطار عمر الحركة ومسيرتها الجهادية لتحقيق أماني وتطلعات الشعب الفلسطيني".

وتستعد حركة حماس للإحتفال في ذكرى انطلاقتها الثالثة والعشرون في الرابع عشر من ديسمبر الجاري، حيث تختلف حماس اليوم عن حماس قبل أكثر من 23 عاماً، فقد سارت الحركة بخطى كبيرة لتتبوأ قمة المقاومة ثم لتصعد سلم الديمقراطية وتشكل الحكومة.

وأوضح دويك في حديث خاص لـ"الرسالة نت"، أن الفترة التي شكلت فيها حماس الحكومتين-العاشرة والوحدة الوطنية- تميزت بمزايا عديدة أهمها أولاً أنها مُنحت ثقة المجلس التشريعي ومن ثم فإنها حكومة وفق الدستور الفلسطيني "ما يجعلها حكومة شرعية لا يستطيع أحدٌ أن يشكك فيها فهي تنبثق من صميم الدستور الفلسطيني".

 كما تميز أفراد هذه الحكومة بالكفاءة العلمية المتميزة، فمعظم طواقمها كانوا من بين أعلى الكفاءات حسب المستويات العالمية وقد أقر بذلك العدو والصديق على حدٍ سواء، لافتاً إلى أن هذه الحكومة استطاعت برغم الحصار أن تؤمن 70% وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك من رواتب الموظفين في ظل ظروفٍ تقشفية وحصارٍ دولي غير مسبوق في تاريخ الأمم والشعوب، حسب دويك.

 واعتبر دويك أنه بسبب هذه النجاحات وعدم توقع العالم أن تُسفر التجربة عن نجاحٍ باهر وتميزٍ غير مسبوق فقد تضافرت قوى الشر من أجل منع هذه التجربة مخافة أن تؤتي ثمارها، فتُزاوج بين حق الشعب الذي يقع تحت الاحتلال في مقاومة المحتل وبناء حكومة تدعم هذا التوجه وتدافع عنه وتتبناه كخيارٍ استراتيجي .

وأضاف: "لذلك زُج بنواب الشعب ووزراء هذه الحكومة في الضفة الغربية في السجون بحيث تجاوز عدد المعتقلين من الحكومة والمجلس التشريعي الأربعين نائباً ووزيراً في خطوةٍ غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية، ثم صمت العالم إلا من بعض الأصوات الصادقة والحرة التي رفضت هذا الإجراء ".

أما قطاع غزة حيث الشطر الثاني من الحكومة والمجلس التشريعي، فقد ذكر دويك "أنه فُرض عليه الحصار والتجويع ومُنع عنه الدواء والغذاء والوقود والكهرباء وحوصر جواً وبحراً وبراً، كل ذلك في محاولة من قوى الشر والطغيان للحيلولة دون أن تؤتي هذه التجربة ثمارها وكي لا تكون نموذجاً يُحتذى في منطقتنا العربية والإسلامية بل وفي العالم كله".

وأشار إلى أن مجرد دخول الحركة الإسلامية في الانتخابات كان يعني قبولها أولاً بأسس اللعبة السياسية ووسيلتها الديمقراطية، وهذا مالم يتوقعه العالم من حركةٍ إسلامية توصف أحياناً بالأصولية.

وشدد دويك على أن حركة حماس  قد برهنت على أن التعددية أصلٌ من الأصول التي تبنتها ودعمتها ودعت إليها، مضيفاً :"والواقع أن ما عانت منه الحركة هو محاولة الاستئصال من الآخرين وليس من جانب الحركة وهذا ما جعل الآخرين يقفزون إلى اتهام الحركة أنها لا تؤمن بالتعددية وذلك مصداقاً للمثل العربي القائل: رمتني بدائها وانسلت".

واشار إلى أن التجربة الديمقراطية التي خاضتها حركة حماس كان يؤمل لها أن تؤتي ثمارها لكن التنكر لنتائج الانتخابات من العالم الذي تضافر مع التنكر المحلي والعربي لهذه النتائج كان لها الأثر السلبي على مجمل هذه التجربة التي لابد من دراستها واستخلاص العبر منها.

ولفت دويك إلى أن من وصفهم "أصحاب العقيدة" عبر تاريخهم يتعرضون لابتلاءات وفتن وأن ما مرت به التجربة الديمقراطية الفلسطينية بالنسبة لحركة حماس المباركة خضعت لهذا "الناموس" الذي يعايشه أبناء الدعوات السابقة التي لا تُجامل أحداً على حساب المبدأ والعقيدة .

وبعد ثلاثة وعشرين عاماً، لم تعد حماس مجرد فصيل يبحث عن موطئ قدم في حلبة الصراع السياسي المحلي والإقليمي، بل أصبحت تمثل قوة إقليمية يحسب لها ألف حساب، وأصبحت تنوب عن الأمة الإسلامية في الدفاع عن فلسطين والمقدسات الإسلامية، حيث تحول دون استمرار مسلسل التفريط بالثوابت والتنازل عن الحقوق.

كما أنها أصبحت مؤتمنة على القضية الفلسطينية وتحمل الهم الفلسطيني، فالشعب الفلسطيني يتطلع إلى حماس ويعلق عليها آمالا كبيرة في تحقيق طموحاته وتحريره من الاحتلال وتحقيق مصيره بعد تحرير أرضه واسترداد حقوقه.

 

 

 

 

 

البث المباشر