قال البرفسور عماد البرغوثي، عالم فيزياء الفضاء في جامعة القدس، إنه رفض الذهاب إلى محكمة السلطة في رام الله بعد استدعائه برفقة 35 من صفوة المجتمع (أكاديميين وأدباء وصحافيين ونشطاء) بتهمة إثارة النعرات والتظاهر غير المشروع.
وأوضح البرغوثي، في حديث لـ "الرسالة نت" أن هناك حراكاً وطنياً في الضفة لغياب العدالة والفساد المالي والإداري لدى السلطة، من خلال تغول أجهزتها الأمنية على حقوق المواطنين، عدا عن غياب الديمقراطية وعدم تجديد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والقضائية.
وبين أن الحال لم يرق للسلطة فلجأت إلى القمع خاصة بعدما أدركت أن من يقود الحراك هم خيرة أبناء الضفة.
وذكر أن مطالب من يقود الحراك هي منع تغول الأجهزة الأمنية على حقوق الشعب الذي طالب بالانتخابات ومحاربة الفاسدين ومعاقبتهم.
وبحسب البرغوثي، فإنها ليست المرة الأولى التي تستدعيه فيها المحكمة وخمسة وثلاثين آخرين، لكنه رفض الذهاب كونه يدرك أن الاستدعاء هدفه إرهابهم وتكميم أفواههم.
وعن مدى تأثير تلك الاستدعاءات على حياته الشخصية والمهنية أجاب: "المرة الماضية ذهبت عندما تم استدعائي وتأخرت عن طلابي، لكن هذه المرة لم أذهب وفضلت إعطاء محاضراتي كون الطلبة بحاجة لي أكثر من المحكمة التي تؤجل الجلسة لمرات عدة".
وتابع: "الاستدعاءات الباطلة تضيع من وقتي مع عائلتي وطلابي، عدا عن أنها تعيق متابعتي لأبحاثي"، مؤكدا أن صوته سيبقي عالياً للدفاع عن الحريات، خاصة وأن الغرب كرمه بجائزة "العالِم المدافع عن الحريات".
أخجل أن أطلب دفاع مؤسسات حقوقية دولية أمام محكمة فلسطينية
ووفق البرغوثي، فإن التهم التي وُجهت إليه هي التجمهر غير المشروع وإثارة النعرات والسب على الرئيس وجميعها غير صحيحة، لافتاً إلى أن السلطة وأجهزتها الأمنية تريد أن يقول لها المواطن "حاضر ويبصم لها على كل شيء".
وعن مرات اعتقاله لدى السلطة والاحتلال، ذكر أنه اعتقل في سجون الاحتلال ثلاث مرات بينما لدى السلطة مرة واحدة والتهم تتشابه.
****مؤسسات حقوقية
وذكر البرغوثي أنه كان يحلم، بعد عمله في وكالة ناسا وأبحاثه الكثيرة ورسمه للمسار الذي تتحرك فيه المركبات الفضائية لمدة 30 عاماً، أن يرتدي بدلة الرواد البرتقالية، لكنه ارتداها اعتراضاً على محاكمات السلطة له ولرفض الظلم والقهر الذي يتعرض له.
وعن لجوئه إلى مؤسسات حقوقية خارجية للدفاع عنه، أشار البرغوثي إلى أنه عندما اعتقل لدى الاحتلال تضامن معه الآلاف من العلماء ومجموعات من الأكاديميين في المحاكم الإسرائيلية، وأرسلوا رسائل للدفاع عنه، لافتاً إلى أنه يشعر بالحرج من مطالبتهم الدفاع عنه أمام محاكم السلطة الفلسطينية.
وفي الوقت ذاته، ذكر البرغوثي أن العشرات من المؤسسات الحقوقية الدولية عرضت عليه التدخل لكنه رفض وبرر ذلك بالقول "لا أقبل أن يتدخل أحد بيني وبين أحد من أبناء بلدي".
وأكد أنه لن يذهب لجلسات المحاكمة لأنه برئ من التهم التي وجهت إليه، وكل ما يجري سيكون مضيعة لوقته كون قاضي المحكمة يماطل في عقد الجلسات ويؤجلها، لذا سيركز مع عائلته وأبحاثه وطلبته، لافتاً إلى أن ما يحدث له ولغيره من الأكاديميين والنشطاء هو تكميم للأفواه.