قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: (FIDF) أهداف معلنة على طاولة القسام

صورة للكاتب ربيع أبو حطب
صورة للكاتب ربيع أبو حطب

بقلم/ ربيع أبو حطب

دأبت القوى العسكرية من جيوش أو منظمات أن تحتفظ ببعض من الأهداف السرية، من شأن هذه الأهداف أن تربك من خلال الأعداء هذه الأهداف حين تنفيذها في أي مواجهة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن أن تقوم حركة مقاومة بنشر شيء من أهدافها عبر وسائل الإعلام، فإن هذا لا يعني فقط أن هذه الأهداف في مرمي نيران المقاومة أو أنها أهداف محققة؛ بل ذلك يعني بكل تأكيد أن هناك أهداف أخرى أكثر أهمية تخفيها جعبة هذه المقاومة ولم يتم الإذن بالإفصاح عنها أو حتى استهدافها.

إن ما نشرته كتائب القسام في مناورات درع القدس من أهداف صهيونية تحت مرماها، يؤكد أن أي معركة لن تكون كسابقاتها من المعارك، لا من حيث الأهداف التي ستحققها أو من حيث قدرة هذا العدو الصهيوني وأصدقاءه على التحكم في سير العمليات أو نهايتها والثمن الذي سيدفعه الكيان الصهيوني مقابل ذلك، سواء كان ذلك الثمن خسائر محققه في أعداده وعدته أو الثمن السياسي الذي سيُدفع مقابل وقف الاستهداف والخسائر التي سيتكبدها الكيان الصهيوني.

إن المدقق في تفاصيل ما سمحت قيادة أركان القسام بنشرة من فيديو مقتضب يشمل على بعض اللقطات من بينها السيطرة على ناقلة جند والإبقاء على من خرج منها على قيد الحياة، وهذا يؤكد أن أهداف المقاومة وتكتيكاتها رُسمت بعناية لتحقيق عملية أسر لجنود صهاينة أحياء، لرفع فاتورة الحساب مع هذا العدو وصولاً لتبييض السجود وتحرير كافة أسرانا، وبالتأكيد في جنود الجيش الصهيوني اللذين تابعوا جيداً هذه المناورات ستكون تلك المشاهد رعباً حاضراً في حياتهم اليومية، وكذلك مؤثراً كبيراً لتراجع معنوياتهم واستعداداتهم القتالية لأي معركة قادمة.

لكن الرسالة الأشد هي رسالة قيادة أركان كتائب القسام من خلال بعض الرسوم والشعارات التي صُممت بعناية فائقة ودقيقة، والتي ظهرت على واجة المواقع والحصون الصهيونية التي ستُستباح بإذن الله في أي مواجهة قادمة.

هذه الرسالة هي الحروف المختصرة (FIDF – aid of terorr)، وترمز هذه الحروف الأربعة إلى ما يمسى بمنظمة (أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي – مساعدة الإرهاب)، وهي منظمة تأسست عام 1981 ومقرها نيويورك ولها 15 مكتب إقليمي في الولايات المتحدة وبنما.

ترعى هذه المنطمة عبر مجموعة من البرامج ومشاريع البناء لتحسين رفاهية جنود جيش الدفاع الإسرائيلي في روتينهم اليومي وبعد خدمتهم العسكرية عبر ببناء وتجديد وصيانة المراكز الترفيهية والرياضية بهدف خلق بيئة يمكن للجنود فيها الاسترخاء والبقاء في حالة جيدة، ودعم برامج تعليمية متنوعة ومصممة بعناية لتوسيع آفاق الجنود الصهاينة، لتعزيز هويتهم والصهيونية واليهودية والإسرائيلية، ومن أهم نشاطات هذه المنظمة هو جمع التبرعات لدعم تطوير جيش الدفاع، حيث تمكن عام 2008 في احتفال بالذكرى الـ 70 لإقامة "إسرائيل" من جمع 60 مليون دولار أميركي كرقم قياس لأكبر مبلغ تبرعات تجمعه في تاريخها.

إن هذه المنظمة وما تحمله من دلالات الاسم وجوهر الرسالة والأهداف التي تعمل تحقيقها، يؤكد مستوى وعي قيادة أركان القسام ومدى اطلاعهم على الدوائر ذات الأهمية الكبيرة في تعزيز معنويات جيش الدفاع الإسرائيلي والذي هو جوهر أساسي في عمل أصدقاء جيش الدفاع، سواء كانت هذه الصداقة عبر منظمة مباشرة أو عبر الصدقات الممتدة والمتنوعة من أنظمة تطبيع وتنسيق.

إن الدلالة الأهم في رسالة القسام، أنها نيرانها ستصيب في مقتل جهود أصدقاء جيش الدفاع الذين يتهافتون للحفاظ على رفاهية الجيش الإسرائيلي وتعزيز هويته الصهيونية بهدف رفع مستوى الدافعية والجهوزية القتالية، وأن طبيعة المواجهة القادمة ستكون مختلفة تماماً عن سابقاتها من خلال التكتيكات القتالية الهجومية والوسائل والأدوات التي ستفشل من خلالها جهود جميع أصدقاء جيش الدفاع ودولته المحتلة، وأنها بذلك ستطيح بجبهته الداخلية عبر ضرب عقيدة الأمنية التي تقوم على الأمن أولاً حيث سيصبح كياناً هشاً وليس بمقدوره وكافة حلفاءه وأصدقاءه سوى الإذعان لإرادة المقاومة الفلسطينية ودفع الثمن السياسي اللازم لوقف أي عدوان جديد، وهذا الثمن سيكون مقدمة حقيقية ومؤكدة لجهوزية عهدة وعدت التحرير الموثوق والقريب.

البث المباشر