قائد الطوفان قائد الطوفان

تستخدم القمع والابتزاز معهم

لماذا تخشى السلطة "الأطر الطلابية"؟

الرسالة نت- مها شهوان

في السنوات الأخيرة، ارتفعت وتيرة العنف من الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله تجاه طلبة الجامعات في الضفة المحتلة وتحديداً في بيرزيت، فالضرب والاعتقال والتهديد أساليب انتهجتها لعلمها بوجود أفكار لدى الشباب تخالف منظومتها السياسية.

ملاحقة السلطة لطلبة الجامعات، بمختلف انتمائتهم السياسية، يؤثر على العملية التعليمية ويعيق الطلبة عن إكمال دراستهم خاصة عند تعرضهم للاعتقال لمجرد أن أفكارهم وميولهم السياسية لا تتطابق مع السلطة الحاكمة، مما ينعكس على المجتمع ويهدد السلم الأهلي.

يقول وليد حرازنة، ممثل الديمقراطية في جامعة بيرزيت، إن أخطر ساحة مواجهة للسلطة هي الجامعات، فهي، كما الاحتلال، ترى في الأطر الطلابية خطراً على منظومتها السياسية والأمنية، لذا تحاول كتم أي صوت طلابي معارض.

ويوضح حرازنة لـ "الرسالة" أن السلطة تمكنت من إسقاط الجامعات والحركة الطلابية ما عدا جامعة بيرزيت التي بقيت شوكة في حلقها، رغم سعيها لإثارة البلبلة والتفرقة فيها لكن دون جدوى، فأصواتهم الحرة دوماً عالية في وجه الظلم.

وتطرق في حديثه "للرسالة" إلى أن الأطر الطلابية في بيرزيت تتوحد عند القضايا الوطنية، كما حدث خلال هبة 2015 فاعتقل عدداً كبيراً من الطلبة لدى الاحتلال بسبب مشاركتهم ورفضهم للانتهاكات الإسرائيلية، موضحاً أن الصوت الحر كفيل بترهيب السلطات الحاكمة كما حدث مع نزار بنات الذي قتل دون أن يكون مسلحاً لكن كلمته زرعت في قلوبهم الرعب.

وعن أساليب القمع التي تنتهجها سلطة رام الله عند ملاحقتها لطلبة الجامعات، لفت حرازنة إلى أنها تتشابه مع الاحتلال بشكل كبير حيث الاعتقال والترهيب والابتزاز وتهديد الأهالي لإثارة قلقهم على أبنائهم، مشيراً إلى أن دورهم في التصدي لتلك الأساليب كان رداعاً عبر الفعاليات المختلفة والتواصل مع الفصائل الوطنية لتكون وسيطاً مع السلطة لوقف الاعتقالات.

وفي السياق ذاته، يقول نشأت الأقطش أستاذ الإعلام والخبير في شؤون الطلبة: "الأطر الطلابية لا تشكل خطراً على السلطة، لكن هناك سياسة تتبعها السلطات برفض سماع الصوت الآخر لأنه يقلقها من تطور الأمور على غير ما تشتهي".

وذكر لـ "الرسالة" أن السلطة تحاول السيطرة على بعض المفاصل في الحركة الطلابية من خلال أمرين، الأول: تفريغ بعض الطلبة في الأجهزة الأمنية، والثاني: التخويف، حتى وصل بها الحد للاتصال بالأهالي لمعرفة من سينتخبون حين كان الحديث عن الانتخابات التشريعية.

وتعقيباً على ما يجري هذه الأيام من ملاحقات واعتداءات داخل حرم الجامعي من عناصر الأمن يعلق الأقطش "للرسالة":" ما يحدث هو استباق السلطة للأحداث فهي تحاول منع خروج أي حركة طلابية للشارع، وإغراء الطلبة ليكونوا جزءاً من منظومتها".

وأضاف: "الحركة الطلابية واعية وتتحد في الأزمات، خاصة حول الأهداف الوطنية الكبيرة"، مبيناً أن السلطات الديمقراطية في العالم تعمل على تحسين الأطر الطلابية ودعمها بخلاف الديكتاتورية التي تقمع وترهب.

ويجدر الإشارة إلى أن الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية كانت وقود المواجهة على مدار سنوات الصراع منذ احتلال فلسطين عام 1948، وما سبقها.

ومثلت الحركة الطلابية الفلسطينية رافعة حقيقية لحركة التحرر الوطني الفلسطيني، إذ تشير الإحصائيات إلى أن 65% من القيادات الفلسطينية أيام الانتداب البريطاني كانت جامعية، واستمر الأمر مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن غالبية قادة العمل الوطني السياسي والعسكري هم من قادة الحركات الطلابية الفلسطينية.

وتنبهت السلطة ومن قبلها الاحتلال لأهمية الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، وتوصلت لقناعة أن استمرار المقاومة المسلحة والشعبية وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة يعود إلى الحركات الطلابية التي تكون في طليعة أي مواجهة مع الاحتلال.

وعمل الاحتلال على مدار عشرات السنوات للتضييق على الحركات الطلابية، فأغلق الجامعات لأيام وأحياناً لأشهر، واعتقل قادة الحركات الطلابية، وضيق على آخرين في الدراسة، وأخّر تخرجهم لسنوات طويلة.

البث المباشر