حذر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، من أن النقص طويل الأمد في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى بات يمثل الآن تهديدا "وجوديا".
وقال لازاريني، في رسالة مفتوحة إلى اللاجئين الفلسطينيين الخميس، بثها مركز أخبار الأمم المتحدة، إن النقص المزمن والجسيم في التمويل قد يؤدي إلى انهيار الوكالة الأممية.
وأضاف: "اليوم، بلغ التقشف حده الأقصى وأصبح يؤثر على جودة خدماتنا، ويصل التقشف إلى حده الأقصى عندما لا نتمكن من زيادة عدد اللاجئين الفقراء الذين نستطيع دعمهم في وقت يتفشى فيه الفقر".
وتابع قائلا: "أن يصل التقشف إلى حده الأقصى عندما نضع 50 طفلاً في غرفة صفية واحدة أو نترك الأطفال الأشد حرماناً دون وسائل نقل أو قرطاسية. يصل التقشف إلى حده الأقصى عندما لا يتمكن الطبيب من قضاء أكثر من ثلاث دقائق مع المريض. ويصل التقشف إلى حده الأقصى عندما يكون العديد من المعلمين وعمال النظافة عاملين بالمياومة. هؤلاء هم موظفون في الخطوط الأمامية ويؤلمني حقاً أن الأونروا لا يمكنها حتى الآن منحهم وظائف أكثر استقرارا".
وقال لازاريني، في رسالته المفتوحة، إنه يدرك بشكل مؤلم، أن الأخبار عن الوضع المالي الصعب للأونروا تضيف طبقة أخرى من الضيق إلى حياة اللاجئين. وأضاف: "عندما ينهار كل شيء من حولكم، تصبح القدرة على إرسال أطفالكم إلى المدرسة والحصول على الرعاية الصحية والمشاركة في شبكة الأمان الاجتماعي هي بمثابة شريان حياة".
وتحدث المفوض العام عن اجتماعاته العديدة مع لاجئي فلسطين على مدار العام.
وقال إنه منذ عام 2018، تعرضت الوكالة وولايتها لهجمات سياسية متزايدة "تهدف هذه الهجمات إلى الإضرار بسمعة الوكالة".
وأوضح أن هذه الهجمات تستند إلى فكرة "حمقاء وخاطئة" مفادها بأن إغلاق الأونروا سيؤدي إلى محو 8ر5 مليون لاجئ فلسطيني".
وقال: "اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن حقوقكم، بما في ذلك حقكم في العودة والتعويض، مكرسة في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ولا علاقة لها بولاية الأونروا".
وأضاف لازاريني أن الأزمة المالية التي شهدتها الوكالة هذه السنة ليست أزمة أخرى جديدة. "فقد ظل تمويل المانحين للوكالة راكدا منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وظل قاصرا عن ملاقاة المبلغ اللازم لضمان استمرار الخدمات بجودة عالية. وفي الوقت نفسه، استمر عدد اللاجئين في النمو، فيما ارتفع الفقر ومجالات الضعف بصورة حادة. إن الأزمة المالية ذات طبيعة وجودية".
وقال المفوض العام إن الأونروا بحاجة إلى مزيد من التمويل طويل الأجل من المانحين الحاليين، وتوسيع قاعدة المانحين، وزيادة حشد التمويل بالقنوات الرقمية، بما في ذلك التبرعات الإسلامية،" كما يتطلب ذلك منا النظر في آليات ونماذج الشراكة والتمويل المبتكر لضمان استمرار وصول اللاجئين الفلسطينيين إلى جميع الخدمات".