قائد الطوفان قائد الطوفان

الضفةُ الغربيةُ صداعُ الاحتلال المزمن

الكاتب
الكاتب

د. محمد حسن أبو شباب

تنظر فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الضفة الغربية المحتلة والقدس على أنهما الخزان الحقيقي لمقاومة الاحتلال، وتنفيذ عمليات مؤلمة له.

القدس والضفة الغربية بمدنها ومخيماتها وحاراتها تُشكل صداعاً مزمناً، وقلقاً دائماً لقوات الاحتلال، فلا يكاد يمر يوم إلا وتتعرض قواته ودورياته ومستوطنوه إلى عمليات فدائية متنوعة، ما بين عمليات دهس، أو إطلاق نار، أو رشق عرباته بالحجارة والملوتوف، أو مواجهات على الحواجز، أو عمليات طعن، أو اقتحام مستوطناته، وبعض الفعاليات الشعبية، والمظاهرات، والإرباك الليلي.

هذه العمليات المتنوعة والتي تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم تقُضّ مضاجع المحتل، وتصيبه في مقتل، لذلك لا يفتأ الاحتلال يواجه هذه العمليات، ويتصدى لها بكل ما أوتي من قوة، بالتنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية، فلا تتوقف حملات المداهمة والتفتيش، واقتحام المخيمات، ومصادرة السلاح، والأموال، وقمع المظاهرات.

وما يحدث اليوم في قرية (بُرقة) شمال غرب نابلس ما هو إلا حلقة في مسلسل كفاح الشعب المتواصل.

ويمكن الوقوف على واقع الضفة المقاوم في ضوء النقاط الآتية:

- تشير الدراسات والإحصائيات الصادرة عن مراكز الأبحاث الأمنية الصهيونية إلى تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية ضد قوات الاحتلال يوماً بعد يوم.

- تتنوع عمليات الشباب المقاوم وتختلف تكتيكاتها، فمنها عمليات الطعن للجنود والمستوطنين، وعمليات الدهس، وإطلاق النار على الحواجز، وعمليات اقتحام المستوطنات، ومنها ما يأخذ الطابع الشعبي، كالمظاهرات على الحواجز، وإلقاء الحجارة، والإرباك الليلي والتصدي للمستوطنين.

- بعض العمليات تأخذ الطابع الفردي، حيث يقوم كثير من الشبان بعمليات متنوعة نابعة من قرار شخصي، وبعضها -كما يزعم الاحتلال-  منظمة تقف خلفها فصائل المقاومة، سواء في غزة أو في الخارج.

- تعمل فصائل المقاومة من خلال وسائلها الإعلامية المتنوعة على زيادة وعي الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس، وتحريضهم ضد استفزازات المستوطنين، واقتحامات دوريات الاحتلال للمخيمات الفلسطينية، ورفض هذه السياسة، بل التصدي لها بكل ما أوتوا من قوة.

- تزداد عمليات الشباب الفلسطيني المقاوم كلما أوغل الاحتلال في حقوق شعبنا وثوابته، فنجد أن كثيراً من العمليات انطلقت بعد اقتحامات المستوطنين للأقصى، ومحاولات تهويده وتقسيمه، وكذلك اقتحام السجون، والاعتداء على الأسيرات، وكذلك عندما تتعرض غزة للعدوان الصهيوني.

وخلاصة ذلك: كانت الضفة الغربية والقدس وما زالتا هما خزان المقاومة، ووقودها الدائم، رغم القمع، والاقتحامات، والمصادرة، والسجن، وهدم البيوت، ورغم التنسيق الأمني، وإنّ انفجار الصفيح الساخن قادم لا محالة، رغم محاولات الاحتلال تأخير هذا الانفجار بشتى السُبل، إلا أن وعي الشباب الفلسطيني في الضفة والقدس يزداد يوماً بعد يوم، وسيبقى هذا الحراك وهذه العمليات صداعاً يُؤرّق الاحتلال، وإن حراك المقاومين لن ينتهي إلا بانتهاء هذا الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية.

البث المباشر