بيت المرحوم ياسين مصطفى أحد البيوت المحرم بناؤها، لا لشيء، سوى أن الاحتلال يرفض إعطاء تراخيص لأهالي العيساوية للبناء فوق أراضيهم، وهذا ما حدث مع العائلة، ففي قصتهم تفاصيل لا تخلو من احتيال محكمة الاحتلال عليهم لنهب أموالهم ثم إصدار قرار بهدم بيتهم.

ووفقاً، لنضال ياسين مصطفى، فإن العائلة تفاجأت، قبل يومين، بجرافات الاحتلال وقوات الشرطة وهي تدق عليهم باب منزلهم وتطلب منهم مغادرته بسرعة لأنها ستباشر الهدم.

لم تجلب العائلة سوى احتياجاتهم الضرورية، مجبرين أن يتقبلوا أمر الهدم بعد أن استهلك الاحتلال قواهم في السنوات السابقة في الركض للحصول على ترخيص يُرفض دون أسباب في كل مرة.

وأضاف نضال "أول مخالفة بناء فرضتها ما يسمى ببلدية الاحتلال على العائلة قبل نحو 7 سنوات بقيمة 90 ألف شيكل، وبعد الانتهاء من دفعها فرضت البلدية مخالفة ثانية بقيمة 170 ألف شيكل بقرار من المحكمة، دفعنا منها 40 ألف شيكل".

ولفت ياسين أن العائلة عادت مرة أخرى لتقدم طلباً لبلدية الاحتلال للحصول على ترخيص للمبنى، ودفعت عشرات آلاف الشواكل للمحامين ومهندسي البناء المشرفين على تقديم المخططات وطلبات التراخيص لتكون مواصفات البناء متوافقة مع شروط الاحتلال، أملاً في الحصول على ترخيص، ولكنه رُفض أيضاً.

وبيّن نضال أن العائلة تسلمت إنذاراً قبل 21 يوماً، وقدم المحامي استئنافاً على قرار الهدم، إلا أن بلدية الاحتلال في القدس رفضت بشدة وأصرت على هدم البناية.

طلبت المحكمة من المحامي بأن يطلب رسمياً من البلدية السماح للعائلة بالهدم الذاتي للمنزل حتى لا يتكبدوا تكاليف هدمه أضعافاً مضاعفة، إلا أن البلدية بعد أن وعدت المحامي توجهت بسياراتها إلى منزل العائلة وباشرت عملية الهدم الذي سيؤدي إلى تغريم العائلة 180 ألف شيكل.

فخري أبو دياب، المختص بقضايا الاستيطان في القدس، قال إن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة للهدم، مبيناً أنه يرفض إعطاء التراخيص للعائلات المقدسية، ثم يغرمهم مبالغ طائلة من الشواكل أجرة الهدم إذا ما هدمت البلدية المنزل بنفسها.

ويضيف أبو دياب "للرسالة: "لقد استخدم الاحتلال سياسة عدم إعطاء التراخيص منذ احتلاله للقدس عام 67، وحتى صباح اليوم، هناك 652 عائلة تقدمت بطلب تراخيص بناء في القدس ورغم استيفاء الطلبات كل شروط الموافقة إلا أن البلدية رفضت 601 طلباً.

ويلفت إلى أنه لم تبت في 42 من الرقم الباقي وأعطت 9 تراخيص فحسب، موضحاً أنها منحت التراخيص للبيوت التسعة لأنها على أطراف المدينة.

وذكر أن الاحتلال لا يعطي في بعض المناطق أي تراخيص للمقدسيين وهي المناطق الممتدة من منطقة الحوض المقدس حتى الشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة جنوب الأقصى.