بات المواطن المقدسي يحاول أن يقف سدًا منيعًا في وجه التهويد الذي تمارسه سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) في القدس المحتلة، وهو ما رسخته معركة "سيف القدس" في مايو الماضي.
وأعطت معركة "سيف القدس" التي انطلقت دفاعًا عن القدس والأقصى وحي الشيخ جراح المهدد بالتهجير، دفعة كبيرة للمقدسيين للوقوف في وجه الآلة (الإسرائيلية)، التي تنفّذ سياساتها التهويدية.
والإثنين الماضي، حاصرت قوات الاحتلال منزل عائلة المقدسي محمود صالحية، ومنعت المتضامين الوصول إليه وتفردت بأفراد العائلة، واعتدت عليهم ونكّلت بهم، وأقدم المقدسي صالحية على اعتلاء سطح منزله ووضع اسطوانات غازية وسكب مادة "البنزين" مهددًا بحرق نفسه والمنزل، في حال إقدام قوات الاحتلال على هدم المنزل.
لكن قوات الاحتلال باغتت العائلة الليلة الماضية، واعتدت على سكان المنزل وأخلتهم مع المتضامنين المتواجدين بالقوة، وأقدمت جرافاتها على هدم المنزل وتحويله إلى ركام.
** ترسيخ معادلة
الباحث في شؤون القدس، الدكتور جمال عمرو، يقول إن عائلة صالحية تنتسب لمنطقة "عين كارم" المحتلة ذات المكانة الخاصة في قلوب المقدسيين، مشيراً إلى أن تهجير أهلها منها كان ضربة قوية للمقدسيين، ولذلك يمثل التهجير مشكلة كبيرة لن يسكت عنها المقدسي.
وقال عمرو في حديث لـ "الرسالة نت": "نحن الآن أمام عدوان إسرائيلي جديد في تهجير المواطنين من أراضيهم مجددا، وبالتالي صمود المواطنين في منازلهم يعد خطوة جيدة، ستجعل سلطات الاحتلال تأخذ بالحسبان أي محاولات إخلاء مقبلة".
وأشار إلى أن هناك حالات سابقة مشابهة لصمود عائلة صالحية، ونجحت سابقاً في كبح تغول الاحتلال.
وأوضح أن منزل عائلة صالحية أثار القضية دولياً، وهو ما يخشاه الاحتلال ويعمل جاهداً لطمس القضية الفلسطينية وعدم تدويلها وكسب تعاطف عالمي.
ولفت عمرو إلى أن المقدسيين يرون أن معركة "سيف القدس" مكرمة من أهل غزة، ونصر كبير أهداه أهالي غزة للمقدسيين".
وأضاف: "نتحدث عن معنويات عالية غير مسبوقة يعيشها المقدسيون مع معركة "سيف القدس"، حيث استطاع المقدسي اعلاء صوته في وجه الاحتلال بعد المعركة، ويفرض معادلات بعدة طرق وهو ما نراه حاليا في عائلة صالحية".
وكتب الصحفي والمختص في الشأن الفلسطيني، محمد أبو قمر: "لا يمكن المرور دون قراءة ما خلف صورة المقدسي محمود صالحية الذي تحدى الاحتلال ورفض الخروج من منزله تمهيدا لهدمه، وهدد بحرق نفسه وأشعل اسطوانات الغاز والبنزين في حال أقدموا على ذلك، مما اضطر شرطة الاحتلال للمغادرة بعد عشر ساعات من محاصرة المنطقة".
وقال أبو قمر في منشور على "فيس بوك"، إن إجراءات الاحتلال المستمرة بحق المقدسيين دفعتهم للتمرد على تنفيذ قرارات الهدم والاخلاء، لأن تكلفة الصمت ستكون أكبر.
وأوضح أن انتفاضة المقدسيين في شهر رمضان الماضي، وما تبعها من معركة سيف القدس، أعطتهم دفعة إضافية للصمود.
وختم منشوره: "انفجار الأحداث في النقب والقدس والضفة، يدفع الاحتلال للتفكير كثيراً في عواقب تحرك ساحات أخرى".