تنظم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في هذه الأثناء، المؤتمر الوطني الشعبي لمواجهة الاستيطان تحت عنوان (الاستيطان إلى زوال)، بحضور ومشاركة شخصيات وطنية وشعبية.
ويأتي المؤتمر في ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الصهيوني والمغتصبون الصهاينة على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، ومن أجل تحشيد شعبنا بمكوناته وشرائحه كافة ، في كل مدن وقرى فلسطين، للدفاع عن حقوقهم في مواجهة هذا الخطر الصهيوني ومقاومته.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة المقاومة الإسلامية حماس على العامودي، إن المعركة ضد الاستيطان والاحتلال الصهيوني العنصري بعناصره ومقوماته كافة، هي معركة مصيرية وشاملة.
وأضاف العامودي، في كلمة له خلال المؤتمر الوطني الشعبي لمواجهة الاستيطان، تابعتها "الرسالة" أن "غول الاستيطان الصهيوني يهدف لابتلاع المزيد من أرضنا الفلسطينية في الضفة والقدس والنقب وأم الفحم وغيرها، وهدم المنازل وإحلال المستعمرات والمستوطنات الصهيونية مكانها، في حالة لم يسبق لها مثيل".
وأكد أنه في العام الماضي فقط، أقر العدو أكثر من 100 مخطط استيطاني جديد في الضفة وحدها، وأصدر في الأعوام الخمسة الماضية ما يزيد على 2500 أمر هدم، هذا بالإضافة لإقراره إنشاء ما يقارب 18500 وحدة استيطانية في القدس.
وتابع "كلَّ يوم يُصدرُ [الاحتلال]، إلى جانب ذلك، المزيد من المشاريع والقرارات التدميرية في النقب المحتل والمثلث والجليل؛ سعيًا منه لتكريس نظام الفصل العنصري وتثبيت دعائم كيانه الموهوم واستعماره الزائل".
وأكد أنهم يجتمعون اليوم يداً واحدة، وقلباً واحداً، بكل توجهاتنا وأطيافنا في أوسع اصطفاف وطني على أرض غزة التي حطمت مقولة "نتساريم كتل أبيب" وطردت العدو ومستوطنيه وهي تأبى إلا أن تكون اليوم بأهلها ومقاومتها رافعةً لفلسطين، ومن جديد، رغم الفاقة ومن براثن الحصار، تكرّس غزة الاصطفاف الوطني، وهي خزان الوطنية والثورة الذي لا ينضب.
وشدد العامودي على أن الوطن يلتحم بكل أبنائه وأرضه واستعصائه على الأوهام، ومحاولات شطبه وتركيعه، وتفكيك عناصر قوته وتذويبها، من خلال مشاريع التطبيع وصفقات الاستسلام تحت غطاء سياسي أو اقتصادي أو أمني.
من ناحيته، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن أكبر خطيئة في اتفاق أوسلو أنه وُقّع دون أن يضع حدًا للاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة، إذ تضاعف الاستيطان منذ اتفاق أوسلو سبع مرات.
وقال البرغوثي خلال المؤتمر الوطني الشعبي لمواجهة الاستيطان "الاستيطان إلى زوال" الذي نظمته حركة حماس، إن الاستعمار الاستيطاني هو السلاح الذي استخدمته العصابات الصهيونية لترسيخ وجودها على الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأضاف أن كل المنظومة الصهيونية موجهة نحو هدف واحد هو ضم وتهويد كل الأرض الفلسطينية.
وشدد على أن "نضالنا اليوم هو ضد منظومة الأربتهايد الصهيونية، الذي يمس الفلسطينيين في الضفة وغزة والداخل والمشتتين في كل العالم، يجب أن نسقط نظام الابرتهايد الصهيوني ومنظومة الاضطهاد التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".
بدوره، قال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة لؤي القريوتي، إن تعزيز صمود وتكاتف الشعب وتصعيد المقاومة والتصدي للمستوطنين وقوات الاحتلال، هي خطوة أولى في سبيل التصدي لمشاريع الاستيطان.
وأضاف القريوتي خلال المؤتمر الوطني الشعبي لمواجهة الاستيطان بعنوان "الاستيطان إلى زوال" الذي نظمته حركة حماس، أن الاحتلال لا يفهم سوى لغة القوة، والمقاومة وحدها هي الكفيلة بمنعه من تنفيذ أطماعه التوسعية، والقضاء على مشروعه الصهيوني العدواني.
وأكد على أن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وعقد المجلس الوطني يقتضي الارتكاز على مخرجات مؤتمر الأمناء العامين وضرورة التحضير الجيد والمسؤول له قبل عقده بالتوافق الوطني الشامل.
وتابع "إعادة بناء منظمة التحرير تكون من خلال صيغة الإطار القيادي الذي يضم الأمناء العامين للفصائل كافة دون استثناء بما يضمن تحقيق الشراكة الوطنية من أجل بناء وتفعيل المنظمة على أساس برنامج مقاوم".
وشدد القريوتي على أن استمرار السلطة في الرهان على نهج المفاوضات في ظل هذا الواقع المعقد الذي تعيشه قضيتنا يمثل استهتاراً بخطورة الأوضاع.
ودعا قيادة السلطة إلى مغادرة نهج التسوية ومفاوضاتها العبثية والتوقف الفوري عن اللقاءات مع قادة الاحتلال وأركان حكومته الإرهابية.
من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية عبد العليم دعنا، ضرورة توحيد جميع الجهود والمواقف الفلسطينية من أجل مواجهة مخططات ومشاريع الاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها الاستيطان.
وقال دعنا خلال المؤتمر الوطني الشعبي لمواجهة الاستيطان "الاستيطان إلى زوال" الذي نظمته حركة حماس، إن الاحتلال يحاول، بكل السبل والأدوات، تهويدَ الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس المحتلتيْن.
وشدد على أن الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا في تهويد الأرض والإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى أن جميع مشاريعهم مصيرُها الفشل في ظل صمود ومقاومة شعبنا الفلسطيني بكافة الوسائل والخيارات المتاحة.